أحداث ديكالي

لوران ريشار صاحب تجمع "فوربيدن ستوريز".. من هو؟ وعن ماذا يبحث؟

سعيد نافع السبت 24 يوليو 2021
laurent richard
laurent richard

AHDATH.INFO

من منتج تلفزيوني فاشل  إلى متخصص في استخلاص التمويلات والاستهداف الموجه. من هو لوران ريشار صاحب تجمع ‘‘فوربيدن ستوريز‘‘؟ ولماذا يستهدف المغرب تحديدا ؟

لوران ريشار صحفي فرنسي ومنتج ومخرج تحقيقات وثائقية، مؤسس المنصة الجماعية للصحافة المعروفة ب‘‘فوربيدن ستوريز‘‘، كان قد اشتغل كرئيس تحرير في شركة الانتاج ‘‘برويير لين تيليفيزيون‘‘، وكان قد راجع عملية إخراج الوثائقي الذي بثته القناة الفرنسية الثالثة بتاريخ 8 أكتوبر 2016  لمخرجه الصحفي لويس بيريز الذي كانت السلطات المغربية قد طردته من التراب الوطني وحمل عنوان ‘‘ملك المغرب : أسرار الحكم‘‘ وشارك فيه الأمير مولاي هشام وجيل بيرو وأبو بكر الجامعي وأحمد رضا بنشمسي وعلي لمرابط وفؤاد عبد المومني ونجيب أقصبي وكريم التازي والعسكريين السابقين مصطفى أديب وعبد الرحيم المرنيسي.

‘‘فوربيدن ستوريز‘‘ التي تضم في عضويتها  مجموعة صحفيين ومحررين طردوا أو تم استقدامهم من شركة الانتاج المذكورة (بروميير لين تيلفيزيون) من بينهم زوجة لوران ريشار ساندرين ريكو، تحصل على تمويل مالي ولوجستي من الهيئة غير الحكومية ‘‘إر إس إف‘‘ ومراسليها ال120 في العالم.

تمويلات مشبوهة

لكن الدعم الأهم والأكثر ثأثيرا الذي تتلقاه ‘‘فوربيدن ستوريز‘‘ يأتي من مصادر أكثر أهمية، ك‘‘أوبين سوسايتي فاوندايشن‘‘ لمالكها الملياردير الأمريكي ذي الأصول الهنغارية جورجج سوروس، والمعروفة بتمويلها للعديد  من المشاريع التي استهدفت استقرار الكثير من الدول سواء في المنطقة العربية أو غيرها، والجمعية الخيرية ‘‘لومينايت بيلدينغ سترونغر سوسايتيز‘‘ لمالكها الأمريكي الإيراني بيير أوميديار، صاحب ومؤسس المنصة التجارية العالمية الرقمية إيباي، والمؤسسة الهولندية للبث الإذاعي ‘‘فيرينجينغ فيرونيكا‘‘ والصندوق الخاص بمجموعة ‘‘انفستيكايت جورنالزم فور يوروب‘‘ المخصص لدعم الصحافة الاستقصائية والممول بشراكة مع المفوضية الاوروبية والمؤسسة الأمريكية التابعة للملياردير سوروس.

صائد التمويلات

بعد أن تذوق حلاوة التمويلات الضخمة والمختلفة، تحول لوران ريشار في السنوات الأخيرةمن صحفي باحث عن التحقيقات إلى متخصص في الحصول على التمويلات، كما حدث مؤخرا حين توصل إلى اتفاق مع المجموعة الفرنسية ‘‘كيو إس إف‘‘ التي التزمت بتمويل مجموعة ‘‘فوربيدن ستوريز‘‘ بمبلغ مالي يناهز 3 ملايين دولار وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف ميزانية المجموعة، أو كما حدث مع مؤسسة ‘‘ويليبرينغ فيلانتروبيك فاند‘‘ الذي أعطاه مبلغ 150 ألف دولار. بالمقابل تتدخل الكثير من هاته الهيئات الممولة، على غرار ‘‘لومينايت بيلدينغ سترونغر سوسايتيز‘‘ في توجيه أعمال مجموعة ‘‘فوربيدن ستوريز‘‘ واستهداف دول بعينها  أو مواضيع محددة سلفا.

في نفس السياق، تستفيد ‘‘فورين ستوريز‘‘ من دعم ‘‘التجمع الدولي للصحافة الاستقصائية‘‘ التي كانت وراء تسريب معلومات وأخبار عرفت بفضيحة ‘‘باناما بيبرز‘‘، وهو تجمع يضم 96 منبرا إعلاميا وأزيد من80 صحافي عبر العالم، كما تستفيد من الدعم التقني لإدوارد سنودن عن طريق مؤسسة ‘‘فريدوم أوف بريس فاوندايشن‘‘ التي تطور أنظمة تخابر وتبادل مشفرة للمعلومات والأخبار.

‘‘فوربيدن ستوريز‘‘ التي تتجنب قصدا التحقيق في الشؤون الداخلية الفرنسية، تقوم اليوم بكل شيء ممكن للإضرار بالمصالح المغربية والتدخل في الشأن الداخلي للمملكة، كما تدل على ذلك ردة فعل صاحبها لوران ريشار وتصريحاته عندما تم إطلاق سراح الصحافي عمر الراضي في القضية التي جمعته بأحد المصورين في الدار البيضاء. وقد  أظهرت ردة فعل لوران ريشار ومن معه أنه كان يرغب في  الحكم بالسجن على عمر الراضي ليركب على هذا الملف، لتبرير كل عمليات  الاستهداف التي كانت موجهة ضد المغرب.

استهداف فاشل

وقبل احتدام الجدل بخصوص قضية ‘‘بيكاسوس‘‘ الحالية، تورط الصحافي الفرنسي لوران ريشار في اتخاذ مواقف علنية لا تمت للمهنية ولا للصحافة الاستقصائية بصلة، تشهد على عدائه الواضح للمملكة المغربية، حيث فاه بتصريح ادعى فيه أن الجدل الذي ستثيره قضية ‘‘بيكاسوس‘‘ ستؤثر على المملكة وأعلى هرم السلطة فيها، ما سيلطخ  صورة المغرب في المنتظم الدولي.

وبإصرار كبير ومتجدد، حاول لوران ريشار الإضرار بالعلاقات المغربية الفرنسية في مسعى مفضوح لبث سموم الخلاف واختلاق أزمة ديبلوماسية بين الرباط وباريس، عبر الزعم بكون المغرب يتجسس على دول صديقة وحليفة كفرنسا، وعبر التأكيد على أن تقارير ‘‘فوربيدن ستوريز‘‘ تستهدف ملك البلاد والجهاز الاستخباراتي والثقافة الأمنية المغربية عموما.

وخلال بحثه الحثيث في مهاجمة الدولة المغربية، وأمام فشل ضرباته الأولى التي تعود ليونيو 2020 حيث زعم بأن الدولة المغربية تخترق هواتف مجموعة من الصحافيين والمعارضين ومناضلي حقوق الإنسان في المملكة، واعتباره أنها لم تكن سوى ضربة البداية في حربه وحرب مجموعته ضد المغرب، فقد اتخذ كل السبل الممكنة من أجل تكبير حملته الشعواء الحالية ضد المملكة، وهو ما يفسر كل هذا الجدل الدائر بخصوصها.