ثقافة وفن

الشرعي يكتب: الانتخابات.. كمدخل لتغيير دائم

بقلم: أحمد الشرعي السبت 04 سبتمبر 2021
C16AB491-D027-4EE9-A6C4-556F26F3EFB2
C16AB491-D027-4EE9-A6C4-556F26F3EFB2

AHDATH.INFO

ألقت جائحة كوفيد 19 بثقلها على أساليب تواصل الأحزاب مع الكتلة الناخبة خلال الحملة الانتخابية الجارية اليوم. وسائط التواصل الاجتماعي تحولت إلى منصة تسمح للأحزاب بالظهور كل ما كان ذلك ممكنا، لأن التدابير الاحترازية المفروضة من قبل السلطات الصحية تمنع التجمعات البشرية الكبيرة، ولأن الناخبين صاروا أكثر حرصا على تطبيق التباعد الاجتماعي. والحق أن هذا التحول كان منتظرا حتى خارج منطق الجائحة. إذ على الرغم من أن الأحزاب السياسية فضلت قنوات التواصل التقليدية مثلا خلال حملة 2016، فقد كان واضحا بأن المغرب لن يبقى بعيدا عن روح العصر حيث أضحت وسائط التواصل الاجتماعي مهيمنة على وسائل الإعلام التقليدية.

وسائط التواصل الاجتماعي قاعدة تواصل شبابية في المقام الأول، والعديد من الأحزاب أوكلت مهمة التواصل لشباب مبدع، يتألق في بعث الرسائل السياسية بطريقة مبتكرة، توجه أساسا للشباب. وعموما، فقد وسعت الأحزاب المشاركة في الحملة الدائرة هذه الأيام قاعدة الشباب لديها، على الرغم من أن الغالبية العظمى في هذه الفئة الاجتماعية غير مقيدة في اللوائح الانتخابية. هذا العزوف عن الشأن السياسي هو ما تحاربه الحملة الانتخابية الحالية. شهية الشباب مفتوحة على الممارسة السياسية وعلى الحياة عموما، ما يشكل مدخلا لتغيير مستدام ونهائي لن يتم التراجع عنه مستقبلا. لقد كان هذا التغيير مطلبا اجتماعيا، وقد فهمت الأحزاب الرسالة وقررت أن تسلط الضوء على الشباب، وتأثير هذا القرار سيكون أقوى من نقاش اللوائح الوطنية.

إدماج الشباب في العملية الانتخابية سيجدد الحياة السياسية ويعزز مصداقية المؤسسات التمثيلية الوطنية. الخطاب الملكي بمناسبة تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب ركز على دور المؤسسات في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وقوة المغرب في الدفاع عن سيادته ومصالحة لن تتأتى خارج دينامية اشتغال مؤسساته.. بما فيها التي تمثل أصوات الناخبين.

للأسف، يأبى الجيران شرق المملكة الانخراط في هذه الرؤية. كنا نتمنى أن ينهج وزير الخارجية الجزائري السيد رمطان لعمامرة بحكم تجربته السياسية الطويلة، سبل التهدئة مع المغرب من جهة، وتقوية مصداقية الدولة الجزائرية ومؤسساتها داخليا من جهة ثانية. لكنهم هناك اختاروا العكس.. بينما المغرب سائر في طريقه إلى الأمام.