الصحراء

حوار..المشاركة في اقتراع 8 شتنبر بعيون أستاذ العلوم السياسية سعيد خمري

أحمد بلحميدي الأربعاء 08 سبتمبر 2021
صورة سعيد خمري
صورة سعيد خمري

AHDATH.INFO

كما كشفت عن ذلك وزارة الداخلية,بلغت نسبة المشاركة إلى حدود منتصف النهار إلى نسبة 12 في المائة. ماهي قرائتكم لهذه النسبة  المؤقتة؟

هي نسبة قد تبدو ضعيفة لكنها غير مقلقة. لاتنسى أننا مازلنا  في منتصف النهار. أي أننا نتحدث عن ساعتين إلى ثلاث ساعات من التصويت, لذلك يتعين انتظار فترة مابعد الزوال وإلى الساعة الثامنة، بعدما يغادر العديد من المغاربة لمقرات عملهم، وهو ما سيساهم في الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع..

ماهي النسبة التي تتوقعون أن ترسو عليها نسبة المشاركة في هذه الاستحقاقات الانتخابية؟

كما قلت لك ستشهد صناديق الاقتراع إقبالا مكثفا مع نهاية اليوم، وأتوقع أن تتراوح نسبة المشاركة مابين 40 إلى 50 في المائة بالنظر إلى السياق الذي تجرى فيه هذه الانتخابات.

متفائلون إلى هذا الحد؟

ما يدعوني إلى ذلك كون هذه الاستحقاقات تجري في سياق خاص. يتعلق أساسا بأن نعيش سنة خاصة جدا بسبب جائحة كورونا التي فرضت علينا إيقاعا استثنائيا على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. هذه التطورات جعلت المواطن على بينة من مطالبه وأولوياته، لاسيما في الجانب الاجتماعي على غرار التعليم والصحة وغيرها من القطاعات الاجتماعية الأخرى, وهو الأمر  الذي يمثل حافزا للناخب من أجل المشاركة في صنع القرار.

السياق الآخر الذي يجري فيه اقتراع 8 شتنبر، يتزامن مع مرور ولايتين حكومتين قادهما نفس الحزب ومن معه أحزاب شكلت معه الأغلبية، لذلك، فإن الناخب سيكون حاضر من خلال تصويت ينزع نحو العقلانية، أي نحو الاتجاه للتصويب للبديل القادر على الاستجابة لأولويات وانتظارات الناخبين، لكن مع ذلك أعود للتذكير أن الأمر يبقى فرضيات مبنية على وقائع، قد تفندها صناديق الاقتراع أو قد تؤكدها.

في كثير من الفضاءات العامة لاسيما بوسائط التواصل الاجتماعي، يبدو أن هناك تذمر من الانتخابات ككل بحكم التجارب السابقة والصورة النمطية التي باتت تعطى للأحزاب؟

حتى لو افترضنا ذلك, فإن تدني المشاركة باتت سمة العديد من الديمقراطيات العتيقة, بالنظر إلى أننا نعيش أصبحت فيه لشبكات التواصل الاجتماعية مقابل تراجع الفضاءات العامة ومقرات الأحزاب والنقابات والجرائد الحزبية, ناهيك عن الأسباب الأخرى المرتبطة بالاختلالات الحزبية, لاسيما على مستوى الدمقراطية الداخلية وعلى مستوى ضعف تواصل الأحزاب وتأطيرها للمواطنين على مستويات المواطنة والتنشئة السياسية, ولكن رغم ذلك أعود لأقول إن الدمقراطية تبقى هي الآلية الوحيدة التي صنعها لنا التاريخ من أجل إشراك الجميع في صنع القرار.