مجتمع

تحرش وتنمر وتعاطي إعلامي باهت .. مجلس حقوق الإنسان يرصد التمييز ضد النساء خلال استحقاقات 2021

سكينة بنزين الاثنين 13 سبتمبر 2021
أمينة بوعياش
أمينة بوعياش

AHDATH.INFO

في إطار الملاحظات الميدانية الأولية التي تقدم بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول استحقاقات 2021، كان معطى التمييز ضد النساء حاضرا كامتداد للعنف الممارس ضدهن خارج إطار الانتخابات، حيث شكل الفضاء الرقمي البيئة الآمنة للمتنمرين والمتحرشين بعدد من المترشحات والمساندات للأحزاب.

وقبل أن يخرج المجلس بملاحظاته، كانت هناك العديد من الأصوات التي نبهت إلى التساهل المفضوح مع ظاهرة التحرش بالمتشرحات المتوارية خلف عبارات التغزل بالمعنيات والمقارنة بينهن على أساس الشكل الخارجي بدل البرامج المتقدم بها، أو تبادل عبارات التنذر في كون الاصوات والانتماءات سيحسم فيها بناء على شكل المترشحات.

ورصد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مجموعة من الحالات التي كانت فيها النساء ضحايا عنف يتراوح بين التشهير والسب والقذف والتحرش والإيحاءات ذات الطبيعة الجنسية، أو المهاجمة انطلاقا من لباس المترشحة، خاصة في جهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة فاس مكناس وجهة مراكش أسفي.

ووقف المجلس على 500 منشور حول حالة تنمر، إلى جانب استحضار واقعة تقديم عدد من الأحزاب لقوائم نساء مجهولات الهوية ومرشحات بدون وجوه بعد وضع شعار الحزب مكان صور المترشحات، مقابل تقديم جميع الرجال بوجوههم والمنتمين لنفس القوائم، وهو ما اعتبره المجلس "حرمانا للمرأة من حق المواطنة الكاملة، وتكريسا لأشكال عنف جديدة تمس بالحقوق الإنسانية للنساء وتقوم بتضليل حقيقي للناخب"، إلا أن البعض اعتبر أن الخوف من التنمر والتحرش قد يكون سببا وراء هذه الخطوة، في وقت حاولت بعض الأحزاب تقديم تبريرات ترفع حرج التعرض لسيل من الانتقادات على مواقع التواصل، بالقول أن ضيق الوقت حال دون توصل الحزب بصور المرشحات!!!

ومن الملاحظات التي تقدم بها المجلس خلال رصده لمظاهر التمييز والعنف الرقمي الممارس ضد النساء، نجد الحديث عن غياب التوازن على مستوى حجم الصور بين وكلاء لائحة الجزء الأول ووكيلات لائحة الجزء الثاني، بالنسبة للانتخابات المحلية والجهوية بشكل تطغى معه في عدد من الحالات المرصودة صور الرجل بشكل كامل وكبير بمالقارنة مع حجم صورة المرأة في نفس الملصق الانتخابي، ولعل ما غاب عن المجلس أن عددا من النساء يستحضر حجم التنمر والتعاطي القاسي مع المرأة داخل الفضاء الرقمي، حيث لا حسيب ولا رقيب على آلاف التجاوزات التي تتعرض لها النساء.

التعاطي الإعلامي مع الحضور النسائي خلال استحقاقات 2021 ، كان حاضرا ضمن ملاحظات المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي سجل تواجدا باهتا للمرأة في التغطيات الصحفية، حيث لم تتجاوز نسبة المواد التي تضمنت تصريحا أو تغطية لنشاط وكيلات اللوائح الانتخابية الجهوية على سبيل المثال 10.6 في المائة، كما لم تتعدى نسبة حضور المرشحات في التغطيات والمواد الصحفية بشكل عام نصف نسبة حضور الرجال.