السياسة

ماء العينين تهاجم تضخم "أنا" المصباح: عجزنا عن قراءة تجارب من قبلنا بدعوى أننا استثناء فإذا بنا نهوي

سكينة بنزين الاحد 19 سبتمبر 2021
amina maa
amina maa

AHDATH.INFO

على عكس القراءات التي يتمسك إخوانها في الحزب التقدم بها لتبرير خسارة المصباح الصادمة، والتي تتتملص في الغالب من المسؤولية لرمي الكرة في خانة الآخر، اختارت القيادية داخل حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين، وبنفس نبرتها الاعتيادية المشاكسة، توجيه اللوم إلى الداخل المتصدع، وذلك تزامنا مع أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، التي احتضنها مقر المصباح بالرباط أمس السبت 18 شتنبر.

ماء العينين نصحت إخوانها في الحزب بعدم تبني خطاب التصعيد والهروب إلى الأمام من خلال استحضار العوامل الخارجية التي أكدت أن أغلبها غير جديد، وذلك في إشارة إلى استعمال المال وبعض "التجاوزات" التي سبق للحزب أن قال أنها محدودة، كما انتقدت تضخم أنا الحزب الذي اعتبر نفسه استثناء قبل أن يكتشف أنه يتهاوى بوتيرة أسرع من سابقيه، وقالت القيادية" رأيي أن المجلس لا يجب أن يتبنى خطاب التصعيد والهروب إلى الأمام بالإغراق في تفسير هزيمة الحزب بالعوامل الخارجية، لأن أغلبها غير جديد، بينما يكمن الجديد كل الجديد في العوامل الداخلية والعجز المريع في قراءة التاريخ وتجارب من قبلنا بدعوى أننا نشكل استثناء فإذا بنا نهوي أسرع منهم وبطريقة أسوأ.

وفي الوقت الذي يتمسك فيه "الإخوان" داخل الحزب بما كان، أشارت ماء العينين أن الرهان على المستقبل بعد دخول الحزب إلى غرفة الإنعاش ، ما يضعه على مفترق طرق، إما النجاة أو التحول لجثة هامدة تعيش على التنفس الاصطناعي، مشيرة أن الخطوة الأولى تتطلب المصادقة السياسية على استقالة القيادة الحالية التي اعترفت بمسؤوليتها وقدمت استقالتها وأعفت كل من سيحاول نزع المسؤولية عنها في تدبير مرحلة أفضت إلى شبه دمار.

وفي تدوينة على صفحتها، أشارت ماء العينين أن أهم نقطة يجب مناقشتها خلال المؤتمر الوطني المنتظر هو انتخاب قيادة قوية تملك شرعية وتحظى بثقة أغلبية الحزب المحبطة والحائرة، ثم الانتقال بعدها نحو انصات حقيقي لمن شكلوا سابقا "نواة صلبة" للحزب قبل أن يتخلوا عنه وفق أرقام الصناديق الصادمة، وفي رد على تشكيك إخوانها داخل الحزب، أشارت القيادية المشاكسة أن الواقع يكشف أن العائلات والاصدقاء لم يعودوا مقتنعين بالحزب الذي "بلاغ في الانصاب لغير قواعده".

وعلى الرغم من كون القيادية الشابة قد ظهرت أمس خلال أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب المصباح، وهي تقتسم نفس المنصة مع الأمين العام للبيجيدي، سعد الدين العثماني، إلا أن الخطابات كانت متناقدة وتصب نحو المزيد من التوتر الداخلي، حيث تمسك العثماني بخطاب المظلومية والهروب نحو الأمام خلال التعاطي مع نتائج الصناديق الصادمة والقاسية، مشيرا أن النتائج كانت "غير منطقية وغير مفهومة وغير معقولة ومناقضة للخريطة السياسية" كما رفض العثماني الحديث عن فرضية "التصويت العقابي" وهو ما يكشف عمق الخلاف داخل الحزب في التعاطي مع نتائج الاقتراع التي دحرجت المصباح نحو ذيل الترتيب، حيث يتمسك فريق العثماني بصم آذانه عن الانتقادات الداخلية التي طالما وصفها بالنقاش الصحي الداخلي ...