السياسة

مغاربة اسبانيا يشتكون الشروط التعجيزية: أسعار PCR تفوق طاقة جيوبنا وشركات الطيران تستغل لهفتنا لأرض الوطن

سكينة بنزين الثلاثاء 22 فبراير 2022
مغاربة اسبانيا والسفر
مغاربة اسبانيا والسفر

AHDATH.INFO

بعد مرور ثلاثة أسابيع على قرار المغرب إعادة فتح مجاله الجوي، وهو القرار الذي بث الروح في آمال معلقة ظلت تمني النفس بقرب العودة لأرض الوطن، يبدو أن معانقة الأهل والأحباب لم تكن ميسرة بنفس الدرجة لكل أبناء الجالية، ففي اسبانيا على  سبيل المثال، وجد عشرات المغاربة أنفسهم مجبرين على تنظيم وقفات احتجاجية داخل عدد من المدن للفت الانتباه إلى مطالبهم من أجل تيسير عودتهم إلى المغرب في أقرب فرصة.

لا نتوفر على جواز التلقيح

" عمر بدوره وجه رسالة إلى الحكومة المغربية مطالبا بحقه في الدخول إلى بلده الأصلي بدون شروط تعجيزية، مستاء بقدر حبه للمغرب واشتياقه لعناق جده"، بهذه التدوينة المليئة بالعتاب والحب، وثقت فاطمة الزهراء فراتي، كواحدة من مغاربة المهجر لمشاركة ابنها ضمن وقفة ببرشلونة بتاريخ 19 نونبر 2022، لمطالبة الحكومة المغربية بالتراجع عن ما وصفتها بالشروط التعسفية في حق مغاربة المهجر لتمهيد عودتهم لأرض الوطن، وعند استفسار فراتي عن طبيعة المشاكل التي تعاني منها الجالية بالضبط، أوضحت أن أغلب مغاربة المهجر سواء في اسبانيا أو غيرها، لا يتوفرون على جواز التلقيح المفروض كشرط أساسي لدخول المغرب.

وأضافت فاطمة الزهراء فراتي، الإطار بشركة متعددة الجنسيات بإسبانيا، خلال حديث لها مع موقع "أحداث أنفو"، أن أغلب الأسر و العائلات المغربية المقيمة بالمهجر و التي سبق و عانت من الأزمة الاقتصادية جراء الحجر الصحي منذ بداية جائحة كورونا، لا تستطيع تحمل أعباء مصاريف إضافية قد تمنعها من السفر، وفي مقدمتها مصاريف اختبار PCR ذات السعر المرتفع بالمختبرات الاسبانية، حيث يفوق الثمن 80 أورو للفرد الواحد، وهي التكلفة التي سترتفع بالنسبة للأسر التي تتكون من أبناء وأب وأم، وأوضحت فاطمة الزهراء أن متوسط ما ستجتاجه كل أسر لن يقل عن 500 أورو لضمان مصاريف اختبار PCR، بالإضافة إلى ثمن التذاكر الذي شهد ارتفاعا كبيرا، وهو علقت عليه فراتي بكونه ناتج عن استغلال شركات الطيران للهفة وحنين مغاربة الخارج للوطن، ما جعل ثمن التذاكر يرتفع إلى الضعف.

شروط تعجيزية

وقالت فراتي أن مغاربة المهجر ينظرون لشروط دخول المغرب على أنها تعجيزية بعد إلزامية جواز التلقيح، مضيفة أن "إلزامية التطعيم بالجرعات الثلاث كشرط أساسي لإمكانية ولوج أرض الوطن يعتبر شرط جد تعسفي و تعجيزي، لأن هناك شريحة كبيرة من مغاربة المهجر يرفضون تلقي جرعات التطعيم السبب الذي يجعلهم ممنوعين من زيارة أهلهم بالمغرب، وهذا يتناقض مع مقتضيات الدستور المغربي الذي يضمن لنا حق السفر و التنقل بحرية، كما أن إلزام الأسر بالإدلاء باختبار PCR الخاص بأطفالهم ابتداء من 6 سنوات، خلافا لما هو عليه الأمر في باقي دول العالم، يعني خلق عائق مادي لدى أغلب الأسر المغربية بالمهجر".

الشروط التي وصفتها الجالية المغربية بالخارج بأنها كانت تعجيزية،دفعت العديد منهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية، وإطلاق حملات على مواقع التواصل، إلى جانب طرق باب المسؤولين، ففي اسبانيا حرص المستاؤون من الشروط المفروضة لدخول المغرب على التواصل مع القنصل العام للمملكة المغربية ببرشلونة، وتحديدا خلال الوقفة الاحتجاجية التي تم تنظيمها بتاريخ 05 فبراير، والتي أطلق عليها اسم "وقفة الكرامة"، وتقول فاطمة الزهراء فراتي، " لقد استقبلنا في مكتبه مشكورا و تسلم منا شخصيا بيان الوقفات حيث وعدنا انه سيوصله الى المعنيين بالقرار، لكن لم نتوصل بأي رد لحد الآن، ما يعني مواصلتنا لتكرار المحاولة إلى أن نلقى التجاوب و تلبى مطالبنا..".

وعن المطالب التي تود فاطمة الزهراء إيصالها للمعنين باعتبارها واحدة من مغاربة المهجر، تقول أنها "واضحة و بسيطة و هي التخفيف من هذه الشروط المبالغ فيها و حدها في شرط معقول يكون في متناول الجميع، و نطالب كذلك فتح الحدود البحرية في القريب ليسهل علينا السفر خصوصا أن تكلفة السفر عبر معبر البحر تكون أقل لا سيما بالنسبة للعائلات المتعددة الأبناء".

نزيف التداعيات النفسية والمادية

وبانتظار أن تتجاوب الحكومة مع مطالب مغاربة المهجر الذين يلملمون جراح الجائحة، ويتمنون وقف نزيف تداعياتها النفسية والمادية،خاصة في ظل قيود التنقل، والتخوف الدائم من حضور عنصر المفاجأة الذي جعل عددا منهم يتخوف من السفر وإن سعى إليه بكل الطرق، فمع الجائحة وما أفرزته من مصطلحات جديدة كان في مقدمتها "تغيرات الوضع الوبائي" أصبح كل شيء ممكنا وواردا في ظل قرارات حكومية وصفتها فاطمة الزهراء بأنها كانت "لامسؤولة" ما زاد من معاناة الأسر المغربية في الخارج التي كانت تعاني ماديا "بسبب اغلاق العديد من الشركات الصغرى و المتوسطة و عائلات كثيرة اضطرت الى العيش فقط بمساعدات دول الاقامه، زائد المعناة النفسية بسبب الخوف و القلق من الوباء و نتائجه الصحية"، وتضيف فراتي " أصبحنا   بسبب تلك القرارات نعيش نوع آخر من المعاناة النفسية و الاجتماعية بعد منعنا من زيارة أقرب الناس إلينا حيث تصلنا المئات من شهادات مهاجرين مغاربة فقدو أهلهم و ذويهم و لم يستطيعوا حتى تشييع جنائزهم .. لذلك لا يمكن أن نضيف على كهل المهاجر المغربي حملا أكثر و نحمله طاقة معاناة أخرى بسد طريق العودة لزيارة أهاليه في وجهه، أو تحميله مصاريف أخرى هو في غنى عنها كمصاريف اختبار PCR التي تنضاف الى مصاريف تذاكر الطائرة التي وصلت ضعف قيمة ما كانت عليه قبل اخر اغلاق للحدود"