ثقافة وفن

كلمة الأحداث…لغزيوي يكتب عن 20 و 21 غشت: ثورة وعيد !

المختار لغزيوي- الأحداث المغربية الجمعة 19 أغسطس 2022
3B6303AD-D38B-4EAC-94C0-ECD8D3DFEA33
3B6303AD-D38B-4EAC-94C0-ECD8D3DFEA33

AHDATH.INFO

بقلم: المختار لغزيوي

للملك مع الشعب في هذا البلد ثورة. وللشباب في هاته الأرجاء المباركة عيد.

وكل شهر غشت من كل سنة نجد أنفسنا جميعا يومي 20 و 21 من ثامن شهور السنة الميلادية فخورين بالتوقف عند المحطتين، والتأمل فيهما وفي دلالاتهما، وفي جعلهما ليس فقط لحظتين احتفاليتين، بل سببا وجيها، ومبررا معقولا لقراءة مامضى، والتدبر في الحالي، ثم رسم الطريق لما هو آت.

بالنسبة للذكرى الأولى التي تحل هذا السبت، أي ثورة الملك والشعب، فنجدنا أمام لحظة قل نظيرها- إن لم نقل انعدم - في البلدان والدول الأخرى.

ملك رفض كل العروض المحتالة التي منحها له المستعمر السابق من أجل البقاء على العرش وقال "الاستقلال التام أو الموت الزؤام". وشعب رفض كل محاولات الالتفاف عليه وصنع الدمى والكراكيز من عدم لأجل فض ارتباطه مع ملكه الشرعي والتنصل من بيعة هي في العنق منذ ابتداء الأيام.

وجدت فرنسا، مادمنا نتحدث عن المستعمر السابق هنا نفسها أمام معادلة مغربية لاحل لها إلا بالاستجابة للمطلب الموحد الذي قدمه الملك والشعب بشكل مشترك من خلال ثورتهما الرافضة لبقاء الحماية، المتشبتة بعودة بن يوسف إلى عرشه، وذهاب الاستعمار إلى قبره، مثلما كان يصدح أسلافنا في كل قرى ومدن المغرب من أقصى شماله حتى أقصى صحرائه.

فهمت فرنسا منذ تلك اللحظة، وفهم العالم معها مايصنع قوة وبركة هذا البلد الأمين: الملك والشعب يتحدثان نفس اللغة، يتنفسان حب نفس الوطن، ويسيران معا. وتلك كانت سنة الله في خلقه المغاربة، وذلك كان ديدن المغرب العظيم منذ ابتدأت الأيام وحتى انتهائها.

بالنسبة للذكرى الثانية، تكتسي كلمة الشباب في هذا العيد الذي نحتفل به جميعا الاحد، والذي يخلد ذكرى ميلاد عاهل البلاد، كل الأهمية. وتحمل هذه الكلمة في هذا العيد معنى استمرارية شباب هاته المملكة وعنفوانها.

يقول المغرب لكل محبيه وللآخرين بهاته الذكرى وتخليدها أنه البلد الأكثر إيمانًا بالشباب، أي بالمستقبل.

وبالنسبة لبلد مبني على قرون من الحضارة العريقة، وعقود من الانتماء التاريخي الباذخ، وسنوات وسنوات لاتنتهي من الامتداد في البراح الكوني الشاسع الذي شكلته الأمة المغربية منذ القديم، هذا الرهان على القادم الجديد هو علامة عبقرية للمكان ودليل نبوغ محلي نادر التحقق، يحسدنا عليه القريب قبل البعيد.

يعرف المغرب من أين أتى، لذلك يعرف جيدا أين هو الآن، ويعرف الأهم: إلى أين هو صاعد.

لدينا في هذا البلد شجرة عائلة واضحة، وامتداد جيني محسوم، وتاريخ نشأة وتكوين عريق يعرفه الجميع، لذلك لاننتهيب القادمات ولانخافها، لأن تجربة العراقة فينا علمتنا كل الدروس، أو على الأقل أغلبها، لأننا لانكل ولانمل من التعلم الدائم والمستمر.

هذا التاريخ العتيق فينا يعلمنا أهمية الرهان على الشباب، وأهمية أن يفهم بلد أن نقطة قوته الكبرى هي هاته بالتحديد: استطاعته التجديد باستمرار، وتقديم الاقتراحات الحديثة ووليدة الآن والهنا ردا على كل الأسئلة والتحديات التي يطرحها الزمن: صعبها والأقل صعوبة، مادام السهل غير موجود في قاموسنا المغربي، ومادمنا أمةً التحدي التي تستطيع، متى أرادت ذلك، أن تبهر الجميع.

نحتفل بالمحطتين الغاليتين، ونفكر فيما بعد الاحتفال، ونخطط لمستقبل الناس هنا، ونحن نذكرهم بتاريخهم، ونصارحهم بحاضرهم.

لهاته العبقرية ولهذا النبوغ إسم فخامته وعظمته تكفي وزيادة: المغرب.

كل العام، وكل الأعوام، وهاته الأمة، ملكا وشعبا بخير.