الرئيسية

حقيقة تسجيل صوتي استنفر القضاء

رشيد قبول الثلاثاء 06 سبتمبر 2022
محام
محام

Ahdath.info

علمت (الأحداث المغربية) أن التسجيل الصوتي المسرب لمكالمة هاتفية بين قضاة من محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء وعضو سابق بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، رئيسة غرفة بمحكمة النقض، تم بغرض "الانتقام" وتصفية حسابات بين المستشار الذي سجل المكالمة الهاتفية التي جمعت بينه وبين المسؤولة القضائية من جهة، ورئيس الهيئة القضائية التي ينتمي إليها المستشار المذكور من جهة ثانية.

وفي تفاصيل هذه القضية التي هزت أركان أكبر محكمة استئنافية بالمغرب، والتي أتت مباشرة بعد حادثة اعتقال رئيس غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف ببني ملال الذي ضبط متلبسا بتلقي رشوة، فإن مصادر قضائية صرحت للجريدة بأن "المستشار الذي كان تلقى المكالمة الهاتفية من المسؤولة القضائية، قد عمل على تسجيلها وتسريب التسجيل بغرض تصفية حسابات شخصية، بعد الاعتراض على طلب التمديد الذي كان المستشار المعني قد تقدم به، حيث جرى رفض طلبه، وكان من المنتظر أن يحال على التقاعد بنهاية العام الجاري".

وهو القرار الذي علمه المستشار المذكور، وتوصل بمعطيات أخبرته أن "عضو المجلس الأعلى المنتهية ولايته، هي من اعترضت على التمديد له"، ما جعله يعمد إلى الإيقاع بها خلال المكالمة المذكورة وتسجيلها، حيث تظهر المكالمة أن حديثه كان محتفظا، في الوقت الذي كان رئيس الهيئة قد أطلق العنان للسانه ليتحدث عن تفاصيل الملف الذي كان موضوع المكالمة، وإبداء رغبته في تيسير عملية إطلاق الشاب الذي كان متابعا في حالة اعتقال احتياطي.

وقد علمت (الأحداث المغربية) أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية الذي أحيط علما بتفاصيل هذا التسجيل وأنجز حوله تحقيقا معمقا سيعمل على ترتيب الجزاءات القانونية حول هذه القضية وقضايا أخرى محالة عليه خلال دورته القادمة، إضافة إلى "الفضيحة" التي هزت المحكمة الزجرية عين السبع وتسببت في اعتقال العشرات من المشتبه بهم، ضمنهم نائب لوكيل الملك ومستشار بمحكمة الاستئناف ومحام، إضافة إلى أشخاص من سلك الدرك والشرطة وقضية محكمة الصويرة، واعتقال مستشار باستئنافية بني ملال التي علمت الجريدة أن قرارا تم اتخاذه بإحالة رئيسها الأول وسبعة مستشارين بها على التقاعد.

وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أعلن أن النيابة العامة أعطت تعليماتها للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء من أجل إجراء بحث للتحقق من حقيقة وظروف وخلفيات ما ورد بشريط صوتي متداول منسوب لقضاة حول وجود تدخل في تدبير ملف قضائي معروض على أنظار هيئة قضائية.

وقال إنه سيتم "الاستماع إلى كل من له علاقة بالموضوع، وإجراء جميع التحريات اللازمة لبلوغ ذلك، هذا وحالما تنتهي الأبحاث سوف يتم ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ذلك".

التسجيل الصوتي، عبارة عن حوار دار بين رئيسة غرفة لمحكمة النقض ورئيس غرفة الجنايات بمحكمة البيضاء، ومضمون الحوار الذي جرى بينهما يتحدث عن وجود "سماسرة" وعبارات تمس بسمعة بعض المحامين.

وورد في التسجيل ، حديث قاضية بمحكمة النقض إلى هيئة قضائية بمن فيهم رئيس غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث تخبره بملف حدثين بريئين تعرض ذويهما إلى الابتزاز من طرف محامية طلبت منهما مبلغ 25 ألف درهم مقابل التدخل لدى الهيئة القضائية للحصول على براءتهما.

وكانت جمعية للمحامين أدانت المس باستقلالية القضاء والتدخل في سرية المداولات، بناء على التصريحات التي وردت في التسجيل الصوتي، معتبرة في بيان لها أن ما ورد يعد "مسا خطيرا باستقلالية القضاء وتدخلا سافرا في سرية المداولات، وسبا وقذفا وإهانة في حق المحامين والمحاميات المغاربة".