ثقافة وفن

"ميكا".. طفل يكبر مع نجوم السينما في طنجة

 أحمد ردسي الأربعاء 21 سبتمبر 2022
MICA 11
MICA 11

AHDATH.INFO

لم يدخل قاعة سينمائية ولومرة واحدة في حياته فمدينته القنيطرة لا تتوفر على قاعات سينمائية  لكنه استطاع أن يكون بطل فيلم سينمائي عرض في مهرجانات وطنية وعربية وعالمية منها المهرجان الوطني للفيلم بطنجة حيث ينافس على جوائز مسابقة الفيلم الروائي الطويل وقبل ذلك مهرجان الجونة ومهرجان أنغوليم للفيلم الفرنكوفوني.

اسمه زكريا عنان يقارب عمره 14 سنة لكنه يعرف ب"ميكا" لقبه في الفيلم حيث مثل شخصية طفل يبيع الأكياس البلاستيكية لم يدر بخلده في يوم من الأيام أنه سوف يقف أمام الكاميرا أمام نجوم سنيمائيين كبار مثل عز العرب الكغاط أو صابرينا الوزاني ويمشي على السجادة الحمراء ويأخذ معه نجوم مصريون  كبار مثل ليلى علوي وإلهام شاهين وبشرى وهاني رمزي صورا للذكرى

فكيف بدأت حكاية أورواية هذا الطفل الصغير الذي عندما يجلس أمامك تحس بأن له كاريزما خاصة وحضورا مميزا..؟ لا يتكلم كثيرا لكن بوجهه وبعينيه وبحركاته يوصل لك مايريد ويجيبك عما تسأله باختصار.

الحكاية بدأت على الملاعب الصلبة للتنس قبل الشاشة الفضية، ففي عمر 4 سنوات بدأ ممارسة رياضة التنس في نادي التنس بالقنيطرة حيث يشتغل والده وهنا يجد المشاهد تفسيرا لإصرار هذا الطفل وعزيمته القوية على الشاشة في تجسد شخصية "ميكا".. التنس رياضة الاعتماد على النفس والإصرار والجلد والتحدي وقلب الهزيمة إلى فوز وتتويج.

ثم ذات يوم لا حت تباشير حكايته على الشاشة الفضية، يحكي والد زكريا عنان أو "ميكا" أن مخرج ومنتجي الفيلم كانوا يبحثون عن طفل في مثل سن ابنه يجيد لعب التنس و أنهم بحثوا عنه لمدة أربع أشهر فحدث أن اتصل به أحد أعضاء جامعة التنس ليقترح عليه إن كان في إمكان ابنه المشاركة في فيلم سينمائي..

يضيف والد "ميكا" أنه في البداية تم تصوير فيديو لابنه زكريا وتم إرساله إلى مدير كاستينغ الفيلم ثم بعد ذلك بعد كان اللقاء في مناسبات متعددة من أجل تعرف مسؤولي الفيلم عن قرب على ملكات وقدرات ابنه..

ثم بعد مدة تم المناداة على الطفل زكريا الذي كان يبلغ 11 سنة  لتجارب الأداء مع الممثل الكبيرعز العرب الكغاط، لتبدأ رحلته مع أجواء التصوير والسينما.

وفي هذا الصدد يقول زكريا المقل في كلامه إنه شعر في البداية بخوف ورهبة فضاءات وأجواء التصوير لكنه بسرعة تأقلم مع الأجواء ثم يتدخل والده ليوضح والده أن ابنه زكرياء كان يستجيب بسرعة لتوجيهات المخرج ويؤدي المطلوب منه على أحسن وجه.

تواصل التصوير لمدة شهر ثم توقف واستأنف بعد ذلك، في ملاعب النادي البلدي ونادي "الكوك" بالبيضاء ثم بالمحمدية.. وأثناء التصوير ربط ميكا علاقة خاصة ومتميزة مع الفنان عز العرب الكغاط حيث صار يعتبره مثل صديق ثم مع المخرج الذي كان يوليه عناية خاصة.. ثم انتهت المهمة التي ليست بالسهلة وبحكم القصة قصة طفل صغير من حي فقير يبيع الأكياس البلاستيكية ليعين عائلته ثم يضطر إلى "الهجرة" إلى الدار البيضاء ليشتغل في نادي للتنس في البيضاء حيث يواجه عالما آخر مختلفا نهائيا عن عالمه وحيث تبدو الفوارق صارخة وصارخة جدا.. لكن من رحم المعاناة تولد قصة ملأى بالأمل والحلم والإصرار والتحدي ويصير "ميكا" بطلا ولو على الشاشة الفضية.

تمر الشهور ثم ينادى على "ميكا" لحضور أول عرض لفيلمه في مهرجان الجونة سنة 2020 وسط نجوم الفن السابع من مصر والعالم العربي، و في الجونة سوف يمر على البساط الأحمر وتؤخذ له صور كباقي النجوم ويسعى بعض نجوم مصر لأخذ صور معه مثل ليلى علوي وبشرى وإلهام شاهين وهاني رمزي.

في هذا المهرجان سوف يكتشف زكريا عنان "ميكا" لأول مرة على الشاشة وتغالبه الدموع وهو يرى نفسه ويعيش القصة مرة أخرى أثناء العرض.

بحلم الطفولة والفتوة يطمح زكريا عنان أن يواصل الرحلة مع الفن وقد صور بعد "ميكا" فيلما قصيرا بعنوان "طريق الحجر" مع نسرين الراضي تحت إدارة المخرج ادريس صواب.. والأب لا يمانع في ذلك ويرغب في أن يلحقه بمركز ثقافي من أجل دروس في التمثيل والمسرح ..

في انتظار المستقبل يواصل زكرياء تعليمه بالسنة الخامسة علمي ويواصل ممارسته للتنس في ناديه بالقنيطرة والحلم بأن يكون هو الآخر بطلا من أبطال التنس في المغرب أو العالم ونجمه المفضل النجم الصربي والعالمي نوفاك دجوكوفوتيش.

كل شيء ممكن بالحلم والعزيمة والتحدي والإصرار من قال إن زكريا عنان سيصبح بطلا سينمائيا يمشي على البساط الأحمر وتتلقط له صور مثل النجوم ومع  النجوم.