آراء وأعمدة

بعد انخفاض عدد السياح بأكادير ب25 بالمائة.. هل ما وقع في شاطئ أنزا و سوق انزكان فعلا حوادث معزولة?

أسامة خيي الجمعة 07 أغسطس 2015
بعد انخفاض عدد السياح بأكادير ب25 بالمائة.. هل ما وقع في شاطئ أنزا و سوق انزكان فعلا حوادث معزولة?
NB

AHDATH.INFO خاص

قبل أيام صدرت احصائيات رسمية مفادها أن نسبة السياح بأكادير انخفضت بنسبة 25 بالمائة، و هي كما نعلم نسبة غير هينة، و قد انخفضت أيضا نسب ليالي المبيت في المدينة بنفس النسبة تقريبا، و على كل حال هذه الاحصائيات، انما تكرس الانخفاض الواضح الذي تعرفه وجهة أكادير، و هو ما كان يعاني منه مهنيو السياحة محليا، لدرجة أنهم عندما استدعوا ممثلي الصحافة على اثر حادثتي انزكان و شاطئ أنزا، عاتبوهم بشكل حبي و لطيف، على تسليطهم الضوء على مثل هذه الحوادث، مبررهم في ذلك أن الوجهة قد أخدت كفايتها من ضعف اقبال السياح عليها، فلا تزيدوا في الطين بلة..

فهل فعلا هذا هو المطلوب ?.. اخفاء الجرح حتى يتعفن فلا ينفع معه علاج في السنوات المقبلة ?.. أم الأسلم هو قول الحقيقة مع الألم المصاحب..  طمعا في التعافي ?..

كثيرون يتساءلون في قلق، عن امكانية الجمع بين الطموح السياحي للمدينة و للبلد مع مد الأفكار المتزمتة و المتطرفة، و التي تخلق في النهاية فوبيا الأجانب و فوبيا الحرية و فوبيا الثقافة المتسامحة..

و لنقول الحقيقة كما هي، النزوعات الرجعية في سلوكات كثير من المغاربة، كما رأيناها في حادثتي سوق انزكان و شاطئ أنزا، ليست أشياء معزولة، انما هي رسائل تنبيه لمن يهمه الأمر، و نبذة لما سيكون عليه الحال على مستوى الجهة و في كل المغرب ان لم نتدارك الأمر..

فكيف وصلنا لهذه الكارثة التي تطل برأسها على البلد ?..

هي حتما نتيجة لما تم زرعه في الماضي القريب، نتيجة منطقية لسياسة سياسوية تكتيكية، مرفوقة بحسابات استراتيجية خاطئة، نهجتها الدولة في معارضة اليسار في المدينة الرئيسية بالجهة و هي أكادير، اضافة الى "المدن" التي تحلق حولها و منها "انزكان" و "أنزا" و "الدشيرة الجهادية"، على سبيل المثال لا الحصر.

لقد كان اليسار، و خصوصا الاتحاد الاشتراكي، يفوز بمقاعد الجهة كلها تقريبا، في أي انتخابات كانت، محلية أو وطنية، بلدية أو برلمانية، و قد استمر هذا الأمر لعقود.

فالجهة كما مدينتها، كانت قلعة اتحادية بامتياز، و هنا تفتقت عبقرية الدولة التي كانت حينها في خصومة مع اليسار و في مقدمته حزب القوات الشعبية، (و قد كانت له فعلا شعبية جارفة لمدة عقود)، فاتخدت قرارا يقضي بتشجيع الجماعات الدينية لضرب خطاب اليسار في المدينة، كما في الجهة (و هي سياسة تم نهجها في مدن و مناطق عديدة في المغرب)، و كانت تظن في اطار لعبة التوازنات، أن اضعاف اليسار و الاتحاد الاشتراكي باطلاق العنان لأنشطة مراقبة للجماعات الدينية، ستجعل هذه الأخيرة تحت السيطرة، الى حين فقدان اليسار لتعاطف الناس بفعل مدفعية الخطاب الديني المؤدلج، و بعدها سيفتح المجال لأحزاب، كانت تنعت بالادارية، لكي تمسك بزمام الأمور في المدينة و الجهة..

لكن كما يقول المغاربة: "اللي تيحسب بوحدو تيشيط ليه"، و النتيجة الكارثية، هي أن مدينة سياحية كأكادير، سيسير بلديتها تيار "الاسلام السياسي" بعد الانتخابات البلدية المقبلة، و بعدها قد يدشن التنظيم الاخواني حملة رسمية وسط السائحات على شاطئ المدينة، (التي أهدتها لهم الدولة بسياستها الفاشلة)، و غير مستبعد أن تكون الحملة الاخوانية تحت شعار "No Bikinis" ، على شاكلة حملة "حجابي عفتي" التي تم اختيارها ل "هداية" المغربيات السافرات المتبرجات.

هذه معطيات، كان سردها ضروريا لكي نفهم كيف تحول جزء مهم من ساكنة المدينة الرئيسية في جهة سوس، من اليسار التقدمي الى اليمين الرجعي، و كيف أن الحسابات الضيقة الخاطئة أرغمت مدينة سياحية مثل أكادير على دفع الثمن غاليا من حيث صورتها لدى السياح، و التي لم تعد كما كانت، و أصبح السائح فيها يحس أنه في جو و مناخ اجتماعي و ثقافي معادي (Climat Social et Culturel Hostile)، بفعل تغول الخطاب الديني المؤدلج و سيطرة الأفكار الرجعية التي حملتها للمغرب دكاكين الوهابية و الأبواق التابعة لجماعة الاخوان.

في المدينة الرئيسية لجهة سوس، و هي أكادير، و لكي تنجح سياسة تجفيف منابع اليسار التقدمي، كان هناك حظر عملي (في عقود الصراع) على أي نشاط في المدينة له صلة بالأفكار التقدمية، سواء كان النشاط ثقافيا ، أدبيا، فنيا، سياسيا أو اجتماعيا..

و بالنظر الى هذا الخواء، و نتيجة للفراغ السياسي و الثقافي بالمدينة، أصبح الصوت الواضح هو صوت الخطاب الديني، و طيلة 30 سنة، توسعت المدينة و خلقت أحياء جديدة ، و كل حي جديد يلتف حول مسجد و خطيب، و قبل هيكلة الحقل الديني، كثير من هؤلاء الخطباء كانت لهم قرابة ايديولوجية مع الاسلام السياسي..

الطبيعة تكره الفراغ، و في العمق، الذنب ليس ذنب المسجد، بل الذنب كل الذنب، لمن استغله في الصراع السياسي المدني، و في كل الدول التي اختارت هذا الاختيار الخاطئ، نرى كيف أصبحت يوميا على شاشات الفضائيات..

النتيجة التي برزت في شاطئ أنزا، ليست شيئا طارئا، فسكان المدن التي تجاور أكادير لم يولدوا كارهين للحياة، و لا كارهين للسياح، لقد تمت تنشئتهم بخطاب نعرف أصحابه، و من أعطاهم طيلة سنوات حرية الحركة لحسابات ضيقة للغاية.

كيف تصبح ساكنة ما لها قابلية لاعتناق الأفكار الدينية المتطرفة ?

الاجابة ستكون بأمثلة من المغرب و خصوصا من جهة أكادير.

لنبدأ من "الدشيرة الجهادية" في الطريق الى "انزكان"، فهذه المناطق كانت طيلة عقود، مناطق مهمشة يفعل فيها الفقر أفاعيله، و من أفاعيله الأولية تكريس الجهل، ففقر المناطق يجعلها ناقصة تجهيز أولي، فما بالك بالتجهيز التعليمي و الثقافي..

نحن هنا نوفر للجماعات الدينية حقولا خصبة للتأطير، ففي "الدشيرة الجهادية" مثلا عندما كنت في زيارة لصديق بداية سنوات الألفين، ظهر لي أن سياسة الدولة سائرة الى ما لا تحمد عقباه، كان اليوم يوم عيد فطر، و في المصلى لم يثر انتباهي العدد، فقد تعودنا منذ صغرنا على الصورة في أيام الجمعة كما في الأعياد، لكن هيئة الجموع هي من كانت صدمة لي، لباس قصير و لحي للذكور، و نقاب أسود للاناث، فقلت لصديقي حينها: اننا على بعد 10 دقائق من مدينة أكادير، و لو رأى سياحها هذا الحشد بهذا الهندام، لحسبوا أنفسهم في أفغانستان أو باكستان دون شك..

الحقيقة أن ما كان يجري في مدينة أكادير، لم يكن يختلف كثيرا عما رأيته في الدشيرة الجهادية، و بطبيعة الحال، انزكان لم تكن خارجة عن الاستراتيجية العامة على مستوى الجهة.

عندما زرت انزكان منذ ثلاث سنوات، وزرت سوقها، ظهر لي أن الناس تتغير، فذلك الأمازيغي المتدين البشوش الذي كان يبتسم في وجهك و يستمع لموسيقى أحواش في محله، لم يعد يظهر كثيرا، لقد أخدت مكانه جماعات من الملتحين على نمط واحد، يوزعون أوقاتهم بين من يؤطرهم دينيا على شاكلة طالبان، و بين تجارتهم، و لا يعرفون عن العالم كثيرا، و ان علموا اعتبروه في الغالب ليس من الدين في شئ، و رجعوا لانغلاقهم و هدفهم في أن يصبح كل الناس مثلهم.

على مستوى الجهة ككل، تحول المناخ الاجتماعي من مناخ منفتح على العالم مرحب به، الى مناخ معادي لقيم الغرب، و لسياحه الذين يحملون هذه القيم، مع أنها ثقافتهم، و لكنها أيضا ثقافة العصر في وقت واحد.

و هذا كله بسبب تغلغل نوع من الخطاب الديني، وسط هشاشة معرفية و تعليمية و بنيات ثقافية تقليدية تم الحفاظ عليها عن سبق اصرار و ترصد لتسهيل المهام على أصحاب الأجندات الدينية في اطار الصراع السياسي الذي ذكرناه.

مدينة أنزا، (كانت مشهورة بالروائح الكريهة لمصانع السمك)، لم تعرف اهتماما ببنياتها التحتية بشكل نسبي الا مؤخرا، أما البنيات الثقافية، فهي تقليدية، و هي منطقة بعيدة عن التعليم الجيد، و المشاريع الثقافية الواعدة، و الأنشطة الفنية و الثقافية التي تفتح العقول.

و ما جرى في شاطئها، كان من الممكن جدا أن يشهده شاطئ مدينة أكادير، فطبيعة من يرتاد الشاطئين تغيرت مع مرور السنين، يحكي لي أحد أفراد العائلة، و قد زار شاطئ أكادير في الثمانينات، حتى أن لباس البحر الذي يدخل البعض اليوم معارك لمنعه، كان شيئا عاديا للرجال كما النساء، و كان السياح يستمتعون بأوقاتهم في جو و مناخ يرحب بهم، و لا يحسون وسطه بالغربة أو الحرج، فيرتاحون و تعجبهم المدينة فيعودون اليها مع أشخاص آخرين.

الآن، يضيف محدثي، الأمر تغير ، ففي الثمانينات على سبيل المثال، كانت النساء بلباس البحر في الشاطئ تشكل 90 بالمائة من المرتادات، أما في 2014 (السنة الماضية)، يتعجب محدثي، فبعد أن تعد 50 ذكرا، يمكن أن تظهر أنثى ، و هو مقياس لمعرفة أن ثقافة المساواة فيما يتعلق بالبحر أو بالمسابح قد تراجعت بشكل مهول بفعل الخطاب الرجعي السائد، (هذه السنة صرخ خطيب جمعة في المصلين قائلا أن كل النساء اللواتي ينزلن للبحر وجب على رجالهن تطليقهن، و هو ما أكد لي صواب وجهة نظر محدثي)، ثم يسترسل محدثي قائلا بان النساء في الشاطئ أصبحن يقمن بهذا الواجب ترضية لأطفالهن و هي الظاهرة الغالبة، و ما أثار صدمتي، يقول، هو انعكاس هذا المنظر على صورة شاطئ أكادير، فهو منظر لا علاقة له بصور وزارة السياحة التسويقية، و قد شاهدت سائحة تنظر الى نساء يسبحن قربها بالجلاليب و "البيجامات"، فخرجت من ماء البحر و معالم عدم الارتياح بادية عليها..

الدولة جنت على وجهة أكادير السياحية، يختم بوثوق محدثي، فالسائح أصبح يأتي لأكادير بسبب الأثمنة الرخيصة غالبا، و ليس لأن مناخ أكادير الثقافي و الاجتماعي، بعد هذه الردة، يعطي الرغبة في المجئ.. و كثير من السياح يصدمون عند قدومهم للمدينة، فهم يرونها في الاشهار شبيهة بشواطئ جنوب أوروبا، لكن ما هو موجود ليس تماما ما يتم التسويق له في الخارج، و هذا ما يدفعهم لعدم الرجوع، و الأكيد أنهم يقدمون نصائح لأصدقائهم و معارفهم في نفس الاتجاه، و جزء كبير من افلاس مدينة أكادير سياحيا، مرده للمناخ الثقافي الذي أصبح يرجع بنا للقرون الوسطى، فيما العالم الذي يعيش فيه السائح بدولته مختلف تماما.

بعد هذا، لماذا نستغرب من لافتة سوداء مكتوبة بالأبيض (كما لو كتبتها داعش بعد تحرير الشاطئ)، تحذر السائحات ?..  فالأمر قد تم بالنسبة للمغربيات، فأغلبهن يسبحن اليوم بالعبايات و الجلاليب و "البيجامات" أو أي لباس وجد، و لم يبق الا نساء الغرب، عديمات الأخلاق..

الطامة الكبرى في قضية اللافتة السوداء التي كتب عليها  "No Bikinis"، أن أجهزة الدولة لم تتحرك الا بعد أن تناهى الى علمها أن كاميرات القنوات الدولية قد عقدت العزم على القدوم الى الشاطئ، كما أوردت العديد من المصادر، و ان صح هذا، فمعناه أننا أمام مشكل استيعاب و عدم فهم لما يجري، و سيعني أن هناك ربما أطراف في الدولة لا ترى في تحول المغاربة الى الفكر الطالباني تحديا لمشروعها الحداثي، مادام هذا الأمر يتم بعيدا عن الكاميرات..

فالعدسات الدولية اذا حضرت، ستنقل صورا تفضح الفشل الذريع للدولة تعليميا و ثقافيا و اعلاميا، و سيعرف العالم، عن خطأ أو عن صواب، أن المشروع الحداثي للدولة لم يغادر العاصمة الرباط.

بعد وجهة أكادير السياحية، هناك مشاريع محطات شاطئية أخرى ينتظرها الفشل، لأن المدن التي تحتضنها مصيرها و مشروع الدولة فيها لا يختلف عما قلناه عن أكادير.

و السائح لا حاجة له في سياحة يضطر معها أن يعيش في غيتوهات بعيدة عن الناس، و لا أن تفرض عليه السباحة تحت حراسة أمنية، أو على أقل تقدير، تحت أنظار معادية و مناخ اجتماعي ينحدر نحو التطرف الديني في كل المغرب، اما بتشجيع أو بتغاضي..

في هذا المناخ، يختار موقع الكتروني مغربي يدافع عن أجندة الاسلام السياسي، مقالا لسائحة بريطانية، و يختار له عنوان "احتفالي عبيط" ، مفاده نصيحة للسائحات كي تلبسن تنورات طويلة ان هن رغبن في زيارة البلد، و هو في هذا يقطر الشمع على من دافعوا على حرية اللباس اثر الجريمة التي تعرضت لها فتاتا انزكان، فيأتيه الرد سريعا من سائحات و متقاعدين في روبوتاج لاحدى القنوات الفرنسية يقول في ملخصه، أن الأجواء في المغرب لم تعد تشجع على تقاعد مريح بالنسبة للأوروبيين، لأن مساحات الحرية و التسامح أصبحت في تناقص مستمر، و هذا طبعا بفضل جهاد هذا الموقع و الواقفين وراءه، و من سار على دربهم، حتى تغرق هذه البلاد في التعصب.

في هذا المناخ، تتعرض مهاجرة مغربية و ابنتها للمضايقة في سوق بمدينة آسفي، بسبب شورط لبسته الطفلة في بلادنا، تحرش و ارهاب و ترهيب، لدرجة أن البنت بعد أن كانت ترغب في الجنسية المغربية، قالت لأمها بعد الصدمة النفسية التي عانت منها جراء هذا الحادث المرعب:  أريد العودة لبلدي.. ايطاليا..

في هذا المناخ، من المفيد أن نقول أن ما يجري هو نتيجة لسوء تقدير، فتغول خطاب ديني معين، ليس تهديدا للمحطات السياحية الشاطئية فحسب، بل ان مدينة مثل مراكش، عندما تم التخطيط لكي تصبح وجها سياحيا للمغرب، و علامة سياحية دولية، تم بالموازاة مع ذلك ، و في اطار الاستقالة و عقلية المناولة، تفويت عملية تأطير ساكنة المدينة الحمراء لجماعة المغراوي، و الجماعات الشبيهة و المماثلة، و التي لا تختلف قناعاتها، و نموذجها عن نموذج طالبان، و النتيجة أن في الانتخابات الماضية، حصل حزب الاخوان بفعل المد الرجعي الذي رعته الدولة في المدينة، على عدد من المقاعد البرلمانية لم يكن يحلم به.

أكثر من هذا، فبعد هذا الفوز، سيتم استهداف السياح الذين يزورون مدينة مراكش بما قاله الرميد و هو منتشي بالفوز، ردا لجميل المغراوي وجماعته، و قد كان في ضيافته..

دون أن ننسى طبعا ما قاله المغراوي (كما لو أنه يعطي الأصبع الأوسط لأطراف في الدولة)، و هو يخاطب ابن كيران و يعده بأن يظل في الحكومة، هو و جماعته، الى الأبد، بشرط أن يطلق يدهم في كل المغرب و ليس فقط في مراكش (الفيديو موجود)..

الذين يسهرون على هذا الحمق السياسي، في مدينة مراكش، كما في كل المغرب، يجب أن يجيبوا على سؤال بسيط..

هل بامكانهم الاستثمار سياحيا في مدينة مثل "كابول" الأفغانية أو غيرها من مدن تلك البلاد التي توغل فيها فكر طالبان ?..

الجواب سيكون طبعا و قطعا لا .. فلا سياحة مع طالبان..

فلماذا اذن، لم يصلوا الى قناعة منطقية مفادها أن مراكش ستكون هي "كابول" المستقبل ، اذا ما استمرت جماعة المغراوي و أمثالها في تأطير ساكنة المدينة وسط هذه اللامبالاة ?..

هذه السياسات العرجاء، لن تصيب المغرب فقط في مقتل، و لكنها تعطي المصداقية لمن يقول أن هناك في الدولة من لا مشكلة عنده في أن تتحول بلادنا الى أفغانسان أخرى، أو الى دولة شبيهة بدولة البغدادي، بعد فترة ليست بالطويلة، عكس ما يظنه المتفائلون، مادام هذا الانتقال سيتم بهدوء و بمفاوضات لتسليم المفاتيح، و ليذهب مغرب الحداثة، و مغرب الحريات، و مغرب المستقبل، ليبحث عن موقع جغرافي آخر..

هو ذا اذن حسبهم، مستقبل بلدنا و مستقبلنا و مستقبل أطفالنا..

وهو عندنا لو تم.. نقولها بحرقة في الحلق و غصة في الفؤاد.. في العلن كما في السر..  أسوء شئ و حتما أقبحه..   في كل هذا الأمر..

شادي عبد الحميد الحجوجي