الكتاب

وفود بلا برتوكول!

أسامة خيي الجمعة 14 أغسطس 2015
وفود بلا برتوكول!
FO

AHDATH.INFO خاص

وفود لمثقفين و فنانين و جمعويين تزور دولا من مختلف بقاع العالم، فيها تمثيليات ديبلوماسية للدولة المغربية. و في كثير من الأحيان لا تسمع إلا الصمت الرهيب. صحيح " كل واحد يدير خدمتو" أصحاب الديبلوماسية الموازية المشاركين في مهرجانات و مؤتمرات دولية للتأثير بفنهم و معرفتهم، من جهة و الموظفون السامون بالتمثيليات الديبلوماسية المغربية من جهة أخرى. لكن لماذا يتكرر الصمت في مرات عديدة.؟! وفود إلى جنبنا يرافقها ملحقون ثقافيون و يستدعيها سفراء لعشاءات رسمية و ينسقون معها من أجل عقد لقاءات و انجاح مهمتها.

و نحن على أبعد تقدير يلازمنا ممثل وكالة الأنباء لإعداد قصاصة قد تصدر و قد لا تصدر.هذا ما عاشه مؤخرا بالأردن أصدقاؤنا السينمائيون الحاضرون لفعاليات مهرجان الفيلم العربي بعمان، حيث تفاجؤوا بالسفيرة الأمريكية بالأردن تحضر لعروض أفلام لدول مختلفة من ضمنها الأفلام المغربية و لا ممثل لسفارتنا! و هذا ما استغربه السينمائيون و هم سفراء للأحلام التي تغدي المخيال الجماعي و سفراء لثقافتنا و عاداتنا التي يأرخون لها بالصور.

الديبلوماسيون لهم محادثات و محادثات و غارقون في قضايا و قضايا و ليسوا مجبرين أن يكونوا من مدرسة السفير بن عائشة و يخلقوا مثله صداقة مع موليير. لكن أحد السينمائيين الحاضرين في التظاهرة يرى أنه من العيب أن تطأ رجله بلدا صديقا كالأردن يعتز شعبه بملكيتهم مثلنا و لا يجد سفيرا يساعده على مد الجسور مع فناني البلد و مثقفيه.

الديبلوماسية الموازية تحتاج إلى ديبلوماسيين من حجم الراحل عبد الهادي التازي الذي كان يعرف كيف يدخل على مسؤول كبير ببرتقالة في اليد يدعوه إلى تذوقها، فتكون سبيله لتسويق صورة المغرب و لإقناع المسؤول بدعم مشروع يشرف عليه السفير. و يقول أحد الشعراء المتشائلين: "لا نريد منهم شيئا و لا نريد دعواتهم و عشاءاتهم، ليتركونا نعمل فقط." . لا يا صديقي، الديبلوماسية برتكول أولا، و عمل الشاعر في قصيدته، كما عمل السفير في لقاءاته و قدرته على مد الجسور و التأثير. أما السينمائيون فو إن كانوا يفخرون بأنهم مواطنون من العالم، فهم يعتزون بمغربيتهم و يألمهم أن يصيروا متجولين ببوبيناتهم بلا حقائب و لا برتكول و لا تحفيز!!!

 

أيوب العياسي