الكتاب

السينما اللي فينا...

أسامة خيي الاثنين 14 ديسمبر 2015
السينما اللي فينا...
Much Loved

AHDATH.INFO خاص

في الشارع المغربي صور و قصص لسينمانا التي نعيشها بإستمرار. "السينما فينا" و نحن لا ندري! المواضيع التي تطرحها أعمالنا الدرامية، خاصة على مستوى التليفزيون مستهلكة.

لازلنا نتحدث عن الفلاح و مشاكل الأرض، عن البوهالي المغبون و عن مقالب العصابات. هل البادية بنفسها لازالت على الحال الذي يصورها عليه التلفزيون؟ و هل الشارع ينبض بذلك الإيقاع الرتيب الذي يصوره عليه التلفزيون؟ المواطنون لديهم مئات القصص يحكونها عن سينيماهم الشخصية، و لأنهم لا يستسهلون دائما عمل السينمائي و قدرته على اقتناص العابر و اللامرئي في هذه القصص و تصويره، يسؤلون دائما: لماذا تتكرر نفس القصص؟ و دون إجتهاد يذكر على مستوى الطرح في كثير من الأحيان. هل في الأمر كسل من المبدعين؟ أم تخوف من كسر قوالب جاهزة انخرطوا فيها فصارت مريحة؟

الأفلام التي تعري الممثلين تم استهلاكها بكثرة، لكن تعرية الواقع الإجتماعي في تفاصيله البسيطة، مازالت هي المهمة الصعبة المطلوبة من السينمائي الملتزم. فيلم "الزين اللي فيك" أعتقد أنه مزعج لتعريته لموضوع طابو و حساس أكثر منه لكونه يحمل مشاهد تم وصفها بالبورنوغرافية.

ما الذي سيتبقى من هذا الحجم الهائل من البوبينات و الكاسيطات؟ هل ستصير فقط و سيلة لمعرفة طريقة لباس المشخصين/ المواطنين في الفترة التي تم تصويرها فيها؟ أم ستتعدى ذلك لكونها وثائق تستقرؤ عادات و نمط عيش و طريقة كلام و تفكير المواطنين خلال هذه المرحلة؟ و ما حدود الإبداع في هكذا وثائق؟ هل يكسر من قيمته حين ينجرف وراء رغبة تحليل مواضيع كبيرة، بدل سبر أغوار الشخصيات و بناء الأحداث؟ "السينما اللي فينا" لا توجد بعيدا، هي في قصص "راس الدرب"، في إحباطات المجاز العاطل. في تذمر النساء اللواتي يعلن أسرا رجالها ينامون بعد أن استهلكوا الحشيش و يستيقظون ليأكلوا و يطلبوا مزيدا من المال.

"السينما اللي فينا" في الحوادث المتكررة و قصص الإختفاء و الإغتصاب الذي يتعرض له أطفال قاصرين من مرضى جنسيين يعيشون بيننا. "السينما اللي فينا" في مشاهد وضع نساء حوامل للجنين في كولوارات مستشفيات ضاقت أسرتها بهن، و غاب أطباؤها عن إستقبالهن . السينما اللي فينا تحتاج إلى قليل من الإبداع و كثير من الثقة لنقلها إلى الشاشات.

أيوب العياسي