كيني سكوباج

عين ميكا...

أسامة خيي الاثنين 11 يوليو 2016
MDR
MDR

AHDATH.INFO خاص - أيوب العياسي

حملة "زيرو ميكا" البيئية، واعدت الناس بتقديم حلول بديلة لإستعمال أكياس البلاستيك المضرة بالصحة، ولم يعدنا أحد بتغيير في برمجة و تسيير التلفزيون، يجعل المغاربة يبنون علاقة جديدة مع تلفزيون بلدهم بدل مواصلة سياسة "عين ميكا" اتجاه كل ما ينتجه و ما يتداوله هذا التلفزيون.

و لمن لا يفهمون عبارة "عين ميكا"، فهي عبارة تتداولها العامة في المغرب معناها وضع حجاب بلاستيكي على العين و عدم التدقيق في الأمور، تجاهلها، و تركها تمر مرور الكرام. لكن سماحة المغاربة و أنفتهم، تجعلهم كما ينهجون مبدأ "عين ميكا" في علاقتهم مع التلفزيون، لا يقبلون أن يتم التعامل معهم كجمهور، كآخر ما يهم في حلقة الإنتاج التلفيزيوني. في حين أن هذا الإنتاج لا يستقيم من دون رضى الجمهور و تواطؤه الجميل.

مهما قلنا: لا يهم، ليستمروا في مسرحية رداءتهم المعهودة و ليكرروا إقتراف نفس السيتكومات و السلسلات المبتذلة و ليرموا بالمال العام من النوافذ لتركض لجمعه زبانيتهم الأقرب إلى "الميكا" الضارة بسمومها منها إلى المهنية و الإبداع... فإنهم يزيدون الخطأ تلو الخطأ و يستسهلون جرائمهم التلفيزيونية المرتكبة مع سبق الإصرار و الترصد للإنطلاق نحو الأخرى. و تراهم يقابلون "عين ميكا" التي نسنها ب"أذن كيال" حيث يتظاهرون بعدم سماع صيحات إستيائنا و هم يكيلون لنا المكائد السمعية البصرية تلو الأخرى. هذا ما جعل اليوم " أبناء التلفزيون" لا يحضرون موادهم و يجمعون بين التولك"شوها" -كما أسميناه دائما- و الستاند آب كوميدي. و لا يكترثون كثيرا لإمتحان المباشر و مسؤولية البث، حتى و إن كانت المادة التلفيزيونية مسجلة.

هكذا شاهدنا في حفل "مراكش للضحك" الذي جمع إيكو بأصدقاءه الذين قدمهم للجمهور، على غرار ما يفعله جمال الدبوز صاحب المهرجان مع "رباعته و كوميدييه" في النسخة الفرنسية، كيف أراد صديقنا القديم الملقب ب" رشيد شو" أن يمازح المغاربة فإنقلبت المزحة الثقيلة إلى سبة في حق كل المغاربة و استياء عارم للجمهور الحاضر، استدعى تدخل إيكو كرجل إطفاء.

قصر البديع الذي احتضن مهرجان الفنون الشعبية و غيره من التظاهرات الدولية و الإحتفالات التي أبدع فيها المغاربة، يسخر منه رشيد العلالي قائلا: " سبحان الله التظاهرات لا تنجح إلا بالأجانب، لو منحوا قصر البديع لمغربي لتنظيم حفل كهذا ل..." . و لو كان "الأونتين"، يا صديقي، و مسؤوليته تمنح لمن يستحقها لما كنت لتقول هذه الحماقات و لما عمرت طويلا في دار عين السبع. لو كانت المراقبة قبل البث لا تضيع الوقت في نزع القبل من أفلام الخردة، بدل الإنتباه لما من شأنه أن يخدش أكثر حياء الجمهور المغربي، لفضلت القناة أن تسقط مرورك سهوا من حفل مراكش للضحك، على أن تكرر إهانتك للمغاربة مرتين. إهانة الجمهور الحاضر، و إهانة متفرجي التلفزيون. لكن شكرا لمسؤولي دوزيم على أمانتهم. و حان الوقت ليفكروا معك، فيما قلناه لك دوما يا صديقي، التكوين المستمر. و "التواضع التواضع التواضع" على رأي الكبير عبد الهادي بلخياط في الأغنية الشهيرة.

لكن هل ولى زمن التواضع و المسؤولية و حل زمن الوضاعة و الميوعة؟ هل كان يستحق منا مومو أن يخرج من ميدي آن تيفي دون أن يكمل معنا فريضة الصيام، و نحن من أخطأنا حين منحناه فرصة لممارسة الراديو على شاشة التلفيزيون و بالمباشر. و هل سنتستمر في اعتبار شفيق السحيمي مجرد فنان مجذوب أضاع كثيرا من الوقت في اتمام تصوير مسلسلاته، بعدما جر- حسب ما تتناقله الأخبار - وابلا من الغضب و المساءلة على مسؤولين في جهاز أمني؟ أعتقد أن "عين ميكا" لن تستمر طويلا، و تلزمنا حلول بديلة لتدبير التلفيزيون في زمن "الكوب 22" و داكشي...!!!