بعد سنوات من الإهمال .. داربوعزة تنفض غبار التهميش عن طماريس

رشيد قبول الثلاثاء 04 يوليو 2023

لأن الإهمال ترك آثاره المدمرة، تحركت قبل أيام بشاطئ طماريس التابع لنفوذ جماعة دار بوعزة آليات الصيانة والتنظيف من أجل الاستعداد للموسم الصيفي، الذي ظهرت بوادره مبكرا هذا العام.. في الربورتاج التالي محاولة لرصد عمليات الإصلاح التي تأتي بعد سنوات من الإهمال..


لعقود عديدة ظل شاطئ طماريس، عبر امتداداته التي تصل إلى حدود اقليم برشيد، وجهة مفضلة للمصطافين من أبناء البيضاء وضواحيها، وخاصة الباحثين عن الاستمتاع بأجواء بعيدة عن ضوضاء الشريط الساحلي لعين الذئاب والاكتظاظ الذي يعرفه هذا الشاطئ كل موسم صيف.
شكل طماريس وجهة مفضلة لهذه العينة من المصطافين لما كان يتمتع به من نظافة وأمن، لكن قبل عشر سنوات خلت، تحولت معظم شواطئ هذا الجزء من الشريط الساحلي الواقع على المحيط الأطلسي إلى مرتع للأزبال نتيجة الإهمال وتدمير العديد من مرافقه، حتى غدت كلمترات من هذا الشاطئ لا تتوفر على مرفق صحي واحد يمكن للمصطافين، كبارا أو صغارا، اللجوء إليه لقضاء حاجاتهم الطبيعية، ناهيك عن انعدام "الدوشات" أو الممرات التي تجنب مرتادي هذا الشاطئ اللفحات الحارقة للرمال التي تشتد حرارتها كلما ارتفعت سخونة الجو.
وبعد أن ظلت المجالس السابقة بجماعة دار بوعزة، الخاضعة لنفوذ عمالة اقليم النواصر، "تمر - كل صيف - مرور الكرام" على هذا الشاطئ، دون أن تحدث جديدا بمرافقه رغم ارتفاع الإقبال عليه، تحرك، أخيرا، المجلس الحالي، للاستعداد لموسم الصيف هذا العام، ليخصص ميزانية تتغيى
إصلاح شاطئ قذف به الإهمال إلى مصاف الشواطئ التي تتراكم بها المشاكل في ظل الإقبال الكبير للمصطافين عليه وارتفاع المشاكل التي يعيشها.

شمسيات بالمجان

وقفت "الأحداث المغربية" خلال الجولة التي قادتها إلى شاطئ طماريس قبل حوالي أسبوعين من عيد الأضحى على حركة دؤوبة للآليات التي كانت تجرف ما علق برمال الشاطئ من مخلفات المصطافين وأحجار وبقايا أشياء مختلفة ومتنوعة حملتها الأمواج حينا إلى الشاطئ أو حملتها أيادي التدمير البشرية التي اغتنمت غياب المراقبة والاهتمام من طرف المسؤولين، لتكسر، حتى الكراسي الإسمنية، ولتجعل سافلها عاليها في صورة تبعث الغم في نفس كل غيور على نظافة شواطئ بلاده ومنتزهاتها.
كان مسؤولو الجماعة يتقدمهم رئيس المجلس الجماعي لدار بوعزة ومدير المصالح بها وأعضاء من لجنة السياحة، يواكبون عمليات نصب الشمسيات على امتداد الشاطئ، ومواكبة نصب بعض الأكشاك التي ستحتضن مرافق تبعث الحياة في شاطئ كان ماضيه مفخرة عندما كان طماريس مقصدا ومستقرا للأجانب خاصة الفرنسيين.
وفي هذا السياق صرح "هشام غفير"، رئيس المجلس الجماعي لـ "الأحداث المغربية"، أن "جماعة دار بوعزة وبتنسيق مع عمالة اقليم النواصر بادرت إلى تخصيص غلاف مالي قدره مليون و200 ألف درهم، موجهة لإصلاح وتهييئ عدد من المرافق بشاطئ (طماريس 1)"، الذي ذكر المسؤول الجماعي ذاته أنه "سيكون انطلاقة عملية إصلاح شواطئ دار بوعزة، على أن تتوالى عمليات صيانة وإصلاح ودعم بنيات باقي الشواطئ خلال المواسم القادمة، ومنها شاطئ ("دار كوش"، "واد مرزك" و"دورة الشواطئ").
وتتركز عمليات الإصلاح هذا الموسم على نصب 120 شمسية تمتد على طول الشاطئ، وكذا وضع بعض الممرات الخشبية على الرمال، التي من شأنها أن تسهل عمليات الولوج ومغادرة الشاطئ، وكذا إحداث إذاعية شاطئية من شأنها بث نوع من الترفيه والاستمتاع في صفوف المصطافين الذين يختارون طماريس وجهة لهم.

دعم مرافق الشاطئ

ولأن هذا الشاطئ كان يحتوي على أبراج للمراقبة يستغلها السباحون لمراقبة عمليات سباحة المصطافين وتوجيههم، ولأن هذه الأبراج على قلتها كانت مهيأة من معدن الحديد فإنها ونتيجة للرطوبة تآكلت واضمحلت، ومن أجل ذلك عملت الجماعة على وضع أبراج خشبية جديدة ب(طماريس 1) لمراقبة المصطافين وتوجيههم خلال عمليات السباحة، ذلك أن شاطئ طماريس يعرف ذروة الإقبال عليه عند نهاية كل أسبوع من شهري يوليوز وغشت، وحتى الأسابيع الأولى من شهر شتنبر.
وحسب ما أفادت به مصادر من جماعة دار بوعزة، فإن عمليات الصيانة والإصلاح بشاطئ (طماريس1) "لن تقتصر على الشمسيات التي سيستفيد منها المصطافون مجانا، وإنما ستسعى،كذلك، إلى وضع مرافق صحية "تجنب مرتادي الشاطئ الحرج عند الرغبة في قضاء حاجاتهم الطبيعية"، بعد أن اختفت المراحيض العمومية من طماريس وصارت منعدمة على امتداد كلمترات، لتشكل مراحيض المقاهي والمطاعم القليلة بطماريس، ملجأ المصطافين عند اشتداد حاجتهم إليها.
ولأن الفضاءات المجاورة للسكن السياحي لوالي البيضاء أو ما يعرف لدى السكان ب "فيلا العامل"، نتيجة الإهمال، غدت مراحيض مفتوحة، في صورة تبعث على التقزز، حيث تسود الروائح الكريهة، فإن مبادرة وضع مراحيض صيف هذا العام من شأنها أن تساهم في الحفاظ على نظافة الشاطئ والفضاءات المحيطة به، كما أن من شأن الانتشار الواسع لعناصر الدرك الملكي التابعة لمركز طماريس أو العناصر المدعمة لعمله بمناسبة الصيف نتيجة حركة الإقبال الكثيف سواء لوسائل النقل الخاصة أو للمصطافين الذين يستعملون وسائل نقل عمومية، أن تساهم في إنجاح صيف طماريس لموسم 2023 والرفع من حجم الرواج الذي تحققه المرافق التجارية، والتي تسبب إهمال الشاطئ وتدهور بنياته في تراجع رواجها.