آراء وأعمدة

حميد شباط مصمم على انتحاره السياسي

أسامة خيي الجمعة 03 فبراير 2017
Chabat
Chabat

AHDATH.INFO بقلم شادي عبد الحميد الحجوجي

 

لم يستطع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال مروره يوم أمس على قناة فرانس 24، أن يرتقي لمستوى اللحظة المغربية التي يعيشها الوطن بعد العودة المظفرة للمملكة الى الاتحاد الافريقي، وتطبيقا لمثل مغربي يطلق على من ينكر الحقائق الواضحة (ولو طارت.. معزة)، استمر شباط في طلوعه الطويل نحو "الجبل"، نافيا أن يكون تصريحه بخصوص موريتانيا قد أضر بمصالح المغرب، رافضا أي اعتذار لموريتانيا، بل و مهاجما الطيب الفاسي الفهري الذي لم يقل سوى ما جرى للديبلوماسية المغربية في معركتها داخل أروقة الاتحاد الافريقي، و ما خلقه لها موقف شباط، من الحدود بين المغرب و موريتانيا، باعتباره ممثلا لحزب كان مرشحا للمشاركة في الحكومة، جعل البوليساريو تستخدمه كحجة ضد بلادنا.

كيف يمكن لشباط أن يكون بكل هذا البرود عندما نعلم أن موقف موريتانيا من البوليساريو كان على وشك أن ينقلب من حياد الى مساندة ضمنية مع ما يجري في الكركارات؟

كيف يمكن لشباط أن يكون بكل هذه الرعونة، عندما يوحي للمشاهد الذي لا يعرفه بأنه "مستهدف"، كم لو كان فعلا مناضلا نظيف اليد والذمة؟

كيف يمكن لشباط أن يكون بكل هذا الجهل، عندما يريد اقناعنا بأن جلالة الملك قام بارسال رئيس حكومته الى موريتانيا على وجه الاستعجال، فقط في اطار "المناكفة"، كما لو أن مقام الملك من مقامه؟

كيف يمكن لشباط أن يكون بكل هذه البلادة، حتى ينفي بأن الرئيس الموريتاني نفسه شكر جلالة الملك لأن الدولة المغربية نأت بنفسها عن التصريحات التهريجية ل"هبيل فاس"؟

كيف يمكن لشباط أن يكون عديم المسؤولية بهذا الشكل المخيف، و يقول لنا أن ما فاه به حول موريتانيا "معلومات تاريخية" تدرس في الجامعات، علما بأنه عندما قالها لم يكن أستاذا جامعيا مبرزا، ولا مؤرخا، و لا أكاديميا مختصا في العلاقات الدولية؟

شباط يريد منا أن نصدق بأنه، بعد جمعه للمليارات في اطار "النضال" في الشعب المغربي، سيتصدق علينا بأعضائه، و بكبده الذي خصه بالاشارة، في الوقت الذي يعلم المقربون منه أن كبده في حالة سيئة نتيجة "عادات" غير صحية، كما أنه اذا كان يقصد "الكبدة" (لي عندو علبلاد)، فليعلم أن الشعب المغربي لا يريدها.

يضحكني شباط عندما يستعمل مصطلح "ضمير الأمة"، مع العلم أن من يفترض فيه عادة تمثيل "ضمير الأمة" يجب أن يتوفر هو أولا على ضمير، و لهذا فأنا مستعد كفرد من هذه الأمة أن أصدقه اذا أجابني عن الأسئلة التي برزت بعد نشر جزء من ثروته التي سجلها باسم زوجته وأبنائه الذين لا نعلم لهم "مهنا" مدرة لكل هذا "الدخل" العظيم.

أمين عام "ضمير الأمة" استجاب لتأنيب ضميره، وعوض أن يتبرع بثروته على فقراء بلاده، سجل ما يقارب ال 40 عقارا بأسماء زوجته فاطمة طارق وأبنائه الخمسة، في تواريخ متفرقة ما بين 2008 و2016 بالمحافظات العقارية بكل من فاس وصفرو ومكناس وطنجة.

وتتكون هذه ثروة من 19 شقة و8 ضيعات فلاحية، و6 قطع أرضية في شكل تجزئات سكنية، و4 محلات تجارية، وفيلا ومنزلين مستقلين، حسب ما جاء في جريدة "الأخبار".

أمين عام "ضمير الأمة" استجاب لتأنيب ضميره، بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 أكتوبر الماضي، تحسبا لفتح تحقيق بشأن ثروته ومطالبته بتبريرها من طرف قضاة المجلس الأعلى للحسابات، فسارع يوم 11 أكتوبر إلى التنازل عن 9 شقق سكنية تتراوح مساحتها ما بين 103 و303 متر مربع، ومحلين تجاريين مساحتهما 25 و39 مترا مربعا، وسجلها في اسم ابنيه نضال وريم.

أمين عام "ضمير الأمة"، مالك لعمارتين من ثلاثة طوابق تتواجدان على التوالي برسم 166 بحي القدس، بمقاطعة بنسودة، ورقم 27 إقامة فدوى بحي المرجة بنفس المقاطعة، بالاضافة إلى ضيعتين فلاحيتين، الأولى تبلغ مساحتها هكتارين توجد بدوار الخرابشة، بجماعة عبن الشقف التابعة لإقليم مولاي يعقوب، والثانية مساحتها 22 هكتارا توجد بمنطقة سيدي خيار التابعة لدائرة إيموزار كندر، بإقليم صفرو، كما يملك قاعة للحفلات توجد بتجزئة حديقة البديع بطريق عين الشقف بفاس، ومحلين تجاريين رقمها 87 و89 بشارع واد المخازن بحي النرجس وعمارة رقمها 28 بتجزئة سيمف بحي بنسودة بمدينة فاس.

أمين عام "ضمير الأمة"، سجل باسم زوجته وابنه نوفل، 8 قطع ارضية صالحة للفلاحة، كلها اقتناها، في يوم واحد بتاريخ 15 يوليوز 2008، تتواجد أربع منها بمنطقة آيت سغروشن بنواحي إيموزار كندر، وهي أرض فلاحية مساحتها 9792 مترا مربعا ذات الرسم العقاري رقم F/4790، وأرض فلاحية أخرى بنفس المنطقة مساحتها 9755 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم f/5138، وأرض مساحتها 2705 متر مربع، ذات الرسم العقاري f/4077، وارض شاسعة على مساحة 33240 مترا مربعا، ذات الرسم العقاري رقم f/3700، بمنطقة آيت السبع بنواحي إيموزار.

أمين عام "ضمير الأمة"، ابنه الأكبر نوفل، أصبح برلمانيا عن طريق اللائحة الوطنية بعدما كان متابعا في ملف الاتجار في المخدرات القوية، سجل له بضمير، مجموعة من العقارات، منها بقعة نضال رقمها 166 بحي القدس بمنطقة بنسودة وفيلا بتحزئة حديقة البديع بطريق عين الشقف وقطعتان أرضيتان مجهزتان مساحة كل واحدة منهما 500 متر مربع، بنفس التجزئة، بالإضافة إلى فيلا بدوار أولاد عبيد بجماعة أولاد الطيب قرب مطار فاس سايس، كما سجل باسمه قطعة أرضية معدة للبناء مساحتها 92 مترا مربعا بقيادة راس تبودة بنواحي صفرو وقطعة أرضية معدة للبناء مساحتها 262 مترا مربعا بجماعة عين تاوجطات بإقليم الحاجب. وبالجماعة نفسها، يتوفر على قطعة أخرى مساحتها 324 مترا مربعا، بالإضافة إلى شقة مساحتها 105 متر مربع، تتواجد بملتقى شارعي الفارابي وأنطاكي بمدينة طنجة.

زوجة أمين عام "ضمير الأمة"، فاطمة طارق، لها ضيعة فلاحية مساحتها 208 هكتار، توجد بمنطقة أولاد جامع بدائرة تيسة التابعة لغقليم تاونات، و تسع شقق ، و قطعة أرضية مساحتها 1200 متر مربع بسلا الجديدة، مسجلة سنة 2014 ذات الرسم العقاري رقم 34719/58، وفيلا مساحتها 500 متر مربع بمكناس المنزه ذات الرسم العقاري رقم k/576، وقطعتين أرضيتين بمنطقة مكناس الإسماعيلية مساحة الأولى 291 مترا مربعا ذات الرسم العقاري 31121/59، ومساحة الثانية 307 متر مربع ذات الرسم العقاري 31123/59، وطابق تحت أرضي مساحته 128 مترا مربعا بمدينة فاس، مسجل بالرسم العقاري رقم 55364/07.

أمين عام "ضمير الأمة"، لم ينس ابنه نبيل، فقد سجل باسمه كذلك فيلا رقم 24 بتجزئة جينان بجماعة عين الشقف باقليم مولاي يعقوب، وضيعة فلاحية مساحتها 14 هكتارا توجد بدوار لحجر لكحل بنواحي عين الشكاك بإقليم صفرو وكذلك منزل مساحته 208 متر مربع بطريق عين السمن مسجل بالرقم العقاري رقم 129754/07.

أمين عام "ضمير الأمة"، عطف على ابنه ياسين، و سجل باسمه فيلا بتجزئة سايس غاردن بحي المرجة، ومستودع مساحته 998 مترا مربعا بالحي الصناعي بنسودة وشقة مساحتها 201 متر مربع بطريق صفرو وكذلك فيلا أخرى مسجلة في اسم شقيقه رقمها 64 في تجزئة النخيل بطريق عيد السمن وشقة بالطابق الأرضي مساحتها 81 مترا مربعا توجد بتجزئة فدوى بحي بنسودة وشقة مساحتها 65 مترا مربعا بنفس الحي ذات الرسم العقاري رقم 20456/69.

أمين عام "ضمير الأمة"، يريد اقناعنا بأن "قلبه" على المغرب، هذا القلب، هناك من يشك في أن يكون صالحا للتبرع به، لأنه قلب "ميت"، و هناك من يعتبر أن القلب "الميت"، عنوان للشجاعة.

الحقيقة هي أن شباط من أجل الكرسي الذي سيمكنه من ثروات أكبر مستعد بكل "شجاعة" أن يدافع عنه، و لو أحرق الوطن بأكمله، و ليس حزب الاستقلال فقط، فعلى حكماء هذا الحزب العريق أن يبعدوا عنهم من يريد "الانتحار" بحزبهم قبل فوات الاوان.