ملفات الأحداث

المحطة الجوية لمراكش.. تحفة مغربية بتجهيزات عالمية

أحمد بلحميدي الخميس 16 فبراير 2017
Menara
Menara

AHDATH.INFO - حسن بن جوا - صور محمد وراق

 

على مساحة تقدر 000 57 متر مربع، تنتصب المحطة الجوية الجديدة لمطار المنارة، كي تواكب الحاجيات المتزايدة في مجال استقبال الوافدين على مدينة مراكش، وتصاحب نمو حركة النقل الجوي بهذا المطار، الذي يعتبر ثاني بوابة جوية بالمغرب، وذلك للزيادة في طاقته الاستيعابية، وتطوير جودة الخدمات المقدمة به، خلال العشرية المقبلة.

 

 

كل ذلك يبرز عزم المكتب الوطني للمطارات على جعل مطار مراكش المنارة دعامة أساسية لتعزيز جاذبية المدينة الحمراء، علما أن عدد شركات النقل الجوي التي تعمل بمطار مراكش المنارة يبلغ 25 شركة، تسير حوالي 6300 رحلة جوية أسبوعية، وتربط مدينة مراكش بأزيد من 50 وجهة، منها رحلة جوية من المسافات البعيدة، تربط مدينة مراكش بمدينة الدوحة بقطر.

‎ وفي هذا السياق يقول زهير محمد العوفير، المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، إن المحطة عمل مغربي خالص من ألفه إلى يائه، وذلك انطلاقا من التصميم الذي أسندت مهمته إلى المهندس عبدو لحلو، والذي اعتمد هندسة تجمع بين الأصالة المغربية العريقة والفضاءات المعاصرة الشاسعة والجميلة، وصولا إلى مكاتب الخبرة والشركات والعمال، الذين أشرفوا جميعا على مختلف مراحل الإنجاز.

‎وأضاف العوفير، الذي قاد بنفسه وفدا من الصحافيين خلال الزيارة التي نظمها المكتب الوطني للمطارات للمحطة الجوية، بعد شهرين تقريبا على تدشينها الرسمي من قبل جلالة الملك، أن المحطة كلفت مبلغ استثمار إجمالي وصل إلى 1 مليار و220 مليون درهم، ساهم فيه المكتب الوطني للمطارات بـ 50 في المائة من أمواله الذاتية، فيما تولى البنك الإفريقي للتنمية تمويل الـ50 في المائة المتبقية من المبلغ. وأكد العوفير أن مشروع إنجاز المحطة الجديدة، يندرج في سياق توفير طاقة استيعابية إضافية لمطار مراكش المنارة، ورفعها من رقم 3 ملايين مسافر، الذين كان يستقبلهم المطار سنويا إلى 9 ملايين مسافر في السنة، أي بزيادة تقدر بـ6 ملايين مسافر، خلال الشروع في استغلال هذه المحطة. وكل ذلك في إطار استراتيجية المكتب لتحقيق برنامج تطوير مطار مراكش، الذي يشمل كذلك إعادة تهيئة المحطة الجوية 1 ومنشآتها وتجهيزاتها.

‎ولمن يتجول في المحطة، التي وفرت لها أطقم المكتب الوطني ومختلف أجهزة أمن المطار وجماركه، أفضل سبل ظروف زيارة مريحة وفعلية للصحافيين، سيكتشف فعلا، فضاء حقيقيا للسفر لا يقل جمالية وإبداعا وتجهيزا عن المطارات الدولية. فالمحطة الجديدة توفر جوا من الراحة والرفاهية يجعلان المسافر يشعر بأعلى مستويات الرضى عن تجربة إيجابية بالمطار، وسبل الولوج لمختلف المرافق بكل أريحية.

داخل هذه المحطة، يكتشف المسافر ما يطلق عليه بـ«وولك ترو التجاري»، وهو مفهوم مبتكر من المحلات التجارية موضوعة ومرتبة على امتداد ممرات المسافرين، وتشكيلة متميزة من العلامات الوطنية والعالمية، وأيضا توجيه سهل وسلس للمسافرين داخل فضاءات واسعة ومجهزة بأحدث التجهيزات المبتكرة، وذلك عن طريق علامات تشوير جديدة برموز مطابقة للمعايير الدولية في هذا المجال، إلى جانب تدبير عقلاني لطوابير الانتظار لتفادي إجهاد المسافرين، وتجهيزات من أجل مرور سلس للمسافرين (بوابات إلكترونية، أدراج ميكانيكية، مصاعد،.......)، وأحدث تجهيزات السلامة وكاميرات المراقبة، وممرات تيليسكوبية يمكنها استقبال طائرات من الحجم الكبير، وتغطية مختلف مرافق المحطة الجوية بواسطة الويفي، ومكاتب للإرشاد يشرف عليها مضيفات استقبال يتميزن بمهنية في هذا المجال، من أجل تقديم جميع المعلومات للمسافرين وتوجيههم.

وتوجد هذه المكاتب في عدة مناطق بالمحطة الجوية: البهو العمومي، قاعة الإركاب ومنطقة الوصول،.... أما الفضاءات الخارجية، فجهة المدينة تتمتع  بممرات للراجلين، مزينة بفضاءات خضراء وأشجار النخيل ونافورات موزعة على امتداد الممرات، وكذا موقف للسيارات قريب من المحطة يتسع لـ1550 مكانا للوقوف وممر للتوقف السريع.

‎زهير محمد العوفير، وخلال تقديمه لمختلف الشروحات المتعلقة بالمحطة الجوية، أكد على التوجه الجديد الذي حرص المصمم على احترامه، والذي يهم الجانب البيئي. وفي هذا السياق قال المدير العام لـ«أو إن دي أ»، إنه تم تصميم وإنشاء المحطة الجوية الجديدة من خلال رؤية تهدف إلى تخفيض حاجياته الطاقية عن طريق الواجهات المزدوجة وتجميع مياه الأمطار، والنافورات والباحات الخضراء، وهو ما يمكن من تجديد الهواء باستمرار وخلق بيئة صحية داخل المطار.

وأضاف المسؤول أنه ومن هذا المنظور، يمكن اعتبار المحطة الجوية الجديدة بمثابة تكريس لمشروع بيئي يهدف إلى التحكم في تأثيره على البيئة الخارجية، وخلق بيئة صحية ومريحة داخل المحطة الجوية. ومن أجل اقتصاد وترشيد أفضل للطاقة، يوضح العوفير، أنه تم اعتماد مصابيح «ليد» اقتصادية، علما أن الطاقة المخصصة للإضاءة تبقى ضئيلة، بالمقارنة مع حاجيات تكييف بناية من هذا الارتفاع.

‎في سياق متصل، أكد العوفير أن الفضاء الداخلي للمطار روعي فيه مبدأ تشجيع الاقتصاد الوطني. ذلك، يضيف المدير العام، أنه تم التوقيع على دفتر تحملات مع الشركاء التجاريين داخل المحطة الجديدة. وهو ينص على ضرورة دمج فضاء تضامني في المحلات خاص بالتعاونيات المحلية المغربية في مختلف المواد المجالية، وذلك حتى يتمكن أكبر عدد من الفاعلين الوطنيين من الاستفادة من الفرص التي يقدمها المطار، وبالتالي التعريف بالمنتجات الوطنية وتشجيعها بالنسبة للسياح والمسافرين، الذين يمرون عبر مطار مراكش المنارة.