آراء وأعمدة

هاليلويا: الصحافة المغربية تكتشف أخيرا جمهور الجيش !!

أسامة خيي الثلاثاء 21 أكتوبر 2014
هاليلويا: الصحافة المغربية تكتشف أخيرا جمهور الجيش !!
Capture d’écran 2014-10-21 à 16.25.54

AHDATH.INFO - خاص

هل اكتشفت الصحافة المغربية حقا جمهور الجيش الملكي الأحد الفارط فقط؟ هل كان ضروريا أن نرى القوات المساعدة أرضا لكي يدرك لمغاربة كلهم وفي مقدمتهم صحافتهم ما تعانيه العاصمة مع من يقدمون أنفسهم باعتبارهم جمهور الجيش؟

لا أدري فعلا، لكنني وأنا أقتني جرائدي اليوم الثلاثاء من محطة الرباط أكدال قبل التحول إلى المحمدية اكتشفت أن كل الصحف نسيت خوفها و"تجرأت" وكتبت أخيرا عن جمهور الجيش الملكي. في الرباط كنا دائما نقول إن كل مايقوم به مشجعو الجيش مسموح به. كنا عندما نمر في الشارع ويعترض سبيلنا بعض المشجعين العسكريين نبتسم ببلاهة وخوف وننتظر أن يعبروا. جماعة من الفتيات في الشارع يوم مباراة، ماذا نفعل هنا؟ من الأكيد ألا مبرر لدينا للبروز أمامهم واستفزازهم، ومن الأساسي والضروري أن ننصت لمعاكساتهم التي نتمنى أن تقف عند حدود الكلام وألا تمتد يد أحد منهم إلى جسد واحدة منا لكي تعبث بها قبل سماع كلمة أو إثنتين ساقطتين ثم الفرار مع ترديد الشعارات

لذلك تأملت في عناوين الجرائد الصادرة الثلاثاء وأنا أتساءل "من منح أخيرا صحفنا المغربية الضوء الأخضر لكي تتحدث عن هذا البعبع المخيف المسمى جمهور الجيش؟"

لا جواب لدي، لكنني أستعيد الآن وأنا أقرأ عناوين الصحف ماسمعته من جارة سلاوية انتقلت إلى الرباط بعد أن أصبحت خائفة على إبنها من أصدقائه في الحي الذين أدخلوه إلي الإلترا، وكيف أن الصغير لم يعد يتحدث إلا بلغة الحرب مع البوليس، ومع المرود ومع المخازنية ومع الجميع. "آنتي بوليس" أنا يقول لها، فتفغر فاها دهشة وتتساءل "كيف ؟" ولا تجد جوابا سوى الهروب.

ذات يوم قال الصغير لأمه وه بالكاد في سنه الخامسة عشرة" حنا اللي تنحكمو العاصمة". في الليلقالت الأم لزوجها "يجب أن نرحل من هذا الحي وإلا فإنني سأنتحر". مثل قصة هاته الأم قصص كثيرة لصغار ضاعوا: ذهبوا إلى السجن أو تلقوا ضربة طائش في مكان ما وأصبحت حياتهم لاتعني شيئا، وآخرون من أمثالهم من مدن مغربية أخرى ساقها قدرها الحزين إلى ملاقاة واحد أو إثنين من مشجعي الجيش في مباراة ساخنة أكثر من اللازم فانتهى النزال بضرب وجرح واعتقال وتشويه ثم تبادل كلمات التهديد بالانتقام وهكذا دواليك.

لكن السؤال الأهم يظل هو : كيف اكتشفت الصحافة المغربية متأخرة هذا المصاب الجلل المسمى شغب العسكريين؟

كيف لم تر خلال كل المباريات التي غطتها أو عرتها والأمر سيان أن هناك مشكلا كبيرا يرعاه الجميع بصمته وتواطئه ؟ كيف لم تستطع هاته الصحف مجتمعة أن تقول في لحظة من اللحظات أن كثيرا من الإجرام الذي يتم باسم التشجيع الكروي هو فعل يعاقب عليه قانونيا؟ كيف لم ينتبهوا إلا بعد أن فات الأوان؟

اليوم يقول مشجعو الجيش الملكي إنهم يدافعون عن أنفسهم، هل نقول إن الوقت قد فات لاستعادة هؤلاء الصغار الذين يتصورون أنفسهم فلسطينيين يواجهون إسرائيل؟

أم نقول إن على إعلامنا ومدارسنا وكل مؤسساتنا التربيوة أن تستعيد شجاعتها ورباطة جأشها وأن تنسى "البيع والشرا" لكي تسمي الأمور بمسمياتها وإن أغضبت الكثيرين؟

لا أعرف.

كل ما أعرفه هو أنني وأنا أنزل من القطار في المحمدية عاجلني صغير بجملة قاتلة "الواحد هو اللي يتفركع عليكم وصافي"

زاوية تقترفها : سليمة العلوي