الكتاب

فن التصالح مع الثقافة والمثاقفة

أسامة خيي الجمعة 21 نوفمبر 2014
فن التصالح مع الثقافة والمثاقفة
تشجيع-القراءة-حياة-البدري

لمواجهة تردي نسبة القراءة والقراء بالعالم أجمع، للكتاب الورقي وتعويضه بماهو رقمي، لما يحققه عذا الأخير من  نتائج فعالة وعلى وجه السرعة ودون تكبد عناء السفر والخروج والتجول بين المكتبات من أجل اقتناء كتاب او البحث عن معلومات قصد إغناء بحث أوتهييء عرض من العروض...

فلمواجهة جني الانترنيت الذي يحقق المراد بواسطة نقرة، ولمواجهة هذه الثورة التكنولوجية التي اكتسحت عالم الورق وكادت أن تحكم عليه بالموت البطيئ، لم ييأس محبوا القراءة الورقية، لما تحققه لهم من متعة اللمس والاحساس وعدم إجهاد البصر وغيرها من الأمور التي يدافع بها أنصار الثقافة الورقية عن طرحهم.

فقد جاءت على غرار الغزو الانترنيتي، عدة مشاريع تحاول كل مافي وسعها لابقاء هذا الكائن الورقي  واستمراريته وعدم استسلامه امام التكنولوجيا الحديثة ...

فقد تم تشجيع الصالونات الادبية المعتمدة على الكتاب الورقي والرواية بالتحليل والقراءة، كما قامت الجرائد والمجلات الورقية بعدة تعديلات في الشكل والمضمون عساها أن تصمد أمام هذا الجني الأسرع والاقوى، كما تم تشييد مجموعة من المكتبات وبأشكال هندسية رائعة لتحقيق متعة القراءة وإحياء الثقافة الورقية وتشجيعها والعمل مجدد على ربط صلة بين الكتاب الورقي والقارء والتشجيع أيضا على احياءالقراءة والتصالح معها، سواء كانت ورقية أم رقمية .

ومن أهم هذه المكتبات ، هناك المكتبة المكتبة المركزية في سياتل - واشنطن في الأمم المتّحدة،

 و هي مكتبة حديثة ومتطورة، تشدّ السوّاح من جميع أنحاء العالم، والتي زارها في  عامها الأول  أكثر من مليوني سائح. وهي من تصميم المهندس المعماري الهولندي "ريم كولهاس" والمصمم الأميركي "جوشوا راموس".

وقد استُهلّت الجولات السياحية فيها عام 2006، بعد افتتاحها بعامين. وتُعتبر هذه المكتبة عملاً هندسياً باهراً ونقطة فارقة في تصميم المكتبات حول العالم.

وتشهد  هذه المكتبة على معارض فنية مختلفة، توقيع كتب وغيرها من النشاطات الثقافية على مدار السنة. ولاضفاء المتعة عليها أكثر توفرها على إمكانية  توقّف الزوّار  لتناول القهوة أو شراء الهدايا.

بالا ضافة إلى المكتبة العامة في "فانكوفر" وهي من أهّم المكاتب في كندا، وهي من تصميم المهندس المعماري "موشيه سافدي"  وتحتوي على ما يقارب 9.5 مليون مرجعٍ ، من كتب، مجلاّت أقراص مدمجة وأقراص الفيديو الرقمية.

و تسقبل أعداد هائلة من محبي القراءة بحيث تؤمن لهم الأجواء المناسبة والمراجع المهمّة الكفيلة بخطفهم لساعات طويلة. هذه المكتبة  التي لم تنجح في جذب الكبار فحسب وإنّما  جذبت حتى الصغار الذين يمضون فيها أوقات مسليّة ومفيدة. والقائمة طويلة من المكتبات التي لاتزال تلعب دورا كبير في التصالح مع الثقافة و المثاقفة.

حياة البدري