كلمة الأحداث المغربية

الحلم وسحر المستديرة!

طه بلحاج الأربعاء 28 مارس 2018
MOROCCO 2026
MOROCCO 2026

AHDATH.INFO

يبدأ الملف الأمريكي الكندي المكسيكي لتنظيم مونديال 2026 بكلمة «الوحدة»، ويركز على أن تنظيم كأس العالم هو من اللحظات القليلة، التي تتحقق فيها هذه الوحدة على أرض الواقع.

يبدأ الملف المغربي بالكرة التي تجري مجرى الدم في عروق المغاربة. يتحدث عن الشغف بهذه اللعبة، وعن سحر المونديال، وحلم شعب مغرم بفريقه الوطني.

هكذا حاول كل ملف أن يتجه في البداية إلى استمالة قارئه. وشخصيا، وبغض النظر عن التعاطف مع ملف بلدي، إلا أن للعبارة المغربية مفعولا سحريا على قارئها أتمنى أن يفعل تأثيره في اللجنة التقنية، التي ستحل بالمغرب لتفقد الملف على أرض الواقع.

أكيد أنه لدينا الحق في الحلم، وسبق أن حلمنا بتنظيم المونديال منذ عدة سنوات، ومازال نفس الحلم يراودنا، غير أن الواقع تغير منذ ذلك الحين بشكل كبير.

لا مجال للمقارنة بين البنيات التحتية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذه البنيات ليست هي المونديال، وليست هي سحر المستديرة. للمغرب إمكانيات كبيرة يمكن استثمارها والترويج لها، ليس في الأمر سخرية ولا مزايدة، بل هذا بالفعل ما تم التأكيد عليه في الملف المغربي، بعد الحديث طبعا عن الملاعب والفنادق والشبكة الطرقية.

فكما في كل مباراة لكرة القدم تكون التفاصيل حاسمة، ويكون التشويق مستمرا إلى آخر لحظة، استلهم الملف المغربي هذه الخاصيات لاستثمارها في الإعداد الجيد للملف من الناحية التقنية والفكرية أيضا، بالتركيز على القرب الجغرافي والموقع، الذي يتميز به المغرب بين كل القارات الأوربية والآسيوية والأمريكية، مما يسمح بالتنقل بسهولة ويسر لمتابعة المباريات، هذا بالإضافة إلى الاستقرار والأمن وطبيعة الشعب المغربي المتسامح، والاستقبال الكريم الذي يحظى به السائح الأجنبي. وهي عناصر تشكل نقطا مضيئة باستطاعتها تعزيز ترشيح المغرب لاحتضان المونديال، زيادة على ملاءمة التوقيت المغربي لتوقيت العديد من البلدان، مما يسمح بنقل تلفزي أفضل يضمن مشاهدة ومتابعة عالية على المستوى العالمي، ما يعكس فعلا عالمية هذه التظاهرة الكروية.

الغريب أن موقف بعض المغاربة لا ينسجم مع الحلم، بل يتحدث عن استضافة المونديال باعتباره كابوسا يخنق أنفاس البلد، والظاهر أن الحديث بهذه الصيغة التشاؤمية لا يمثل حقيقة ميزان الإفادة والاستفادة.

ما استعرضه الملف المغربي من بنيات تحتية ومشاريع يطرح السؤال بقوة: من سيستفيد منها؟ طبعا عندما يؤول الملف لصالح المغرب سيكون المواطن هو المستفيد الأكبر، فكل ما سيتم إنجازه يصب في صالح المواطن، لاسيما أن ملف الترشيح يتضمن بنيات تحتية ومرافق مهمة لا يمكن إنكار أننا في أمس الحاجة إليها، وأكبر دليل على ذلك هو حالة المرافق الرياضية قبل الملفات السابقة للترشيح وبعد آخر ملف، حيث رأت العديد من المشاريع النور، وهي اليوم تصب في خدمة الجمهور الشغوف بالكرة وبفرقه الرياضية.

هي في النهاية معادلة بسيطة جدا.

من لم يشعر بأثر الجملة الأولى من الملف المغربي، لا داعي لصرف وقته في الانشغال بموضوع المونديال.