بوابة الصحراء

مصطفى سلمى ولد سيدي مولود يوجه رسالة للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة

بوابة الصحراء: مكتب العيون الخميس 28 يونيو 2018
MUSSALMA
MUSSALMA

 بمناسبة أول جولة له في المنطقة كنا نأمل ان يعطينا الوسيط اﻻممي في نزاع الصحراء، فسحة من وقته لعرض وجهة نظرنا في المشكل و رؤيتنا للحل.

فقد تعرضنا للنفي من المخيمات التي تديرها البوليساريو لأننا أصحاب رأي، و ﻻن رأينا مسموع بين اهلنا.

و بعد ان مر السيد كوهلر بموريتانيا دون ان يمنحنا فرصة لعرض وجهة نظرنا، رغم توصل سكريتاريته بطلبنا، فاني اجد انه من الواجب علينا تنويره و تنوير الراي العام بجزء من وجهة نظرنا في هذه الرسالة المفتوحة:

السيد المبعوث الشخصي

لقد أوكل إليكم المجتمع الدولي ممثلا في شخص الأمين العام للأمم المتحدة مهمة الوساطة بين فرقاء نزاع الصحراء الذي عمر طويﻻ، و ندفع ثمنه نحن ابناء الساقية الحمراء ووادي الذهب في تاخر تنمية اقليمنا، و معاناة اسرنا المشتتة، و صعوبة الظروف التي يعيش فيها عشرات اﻵﻻف منا في المخيمات فوق التراب الجزائري        .

و ان كانت مسئوليتكم سياسية بامتياز و محصورة في البحث عن حل سياسي توافقي يرضي جميع اﻻطراف، فاننا نحن الصحراويون موضوع هذا النزاع، منذ هيمنة جبهة البوليساريو على قرارنا السياسي منتصف سبعينيات القرن الماضي، و ارتمائها في احضان الجزائر التي تنافس المغرب على زعامة شمال غرب افريقيا، اصحبنا رهائن مصالح اقليمية، و البوليساريو التي تدعي تمثيلنا ﻻ تملك من اﻻمر اﻻ ما تسمح به الجزائر الراعية لها الحاضنة لمخيمات الصحراويين الذين تريد لهم البقاء ما دامت لها مصلحة في استمرار النزاع.

و ﻻ يحتاج المرء الى كبير فراسة ليدرك ان هذا الوضع لن يفضي لحل توافقي بين الصحراويين و المغرب، ما دامت الجزائر تدعي ان ﻻ عﻻقة لها بالنزاع على الصحراء.

و ﻻ احتاج ﻻثبات ان ﻻ صوت يعلو في المخيمات الصحراوية فوق صوت مصالح الجزائر و رؤيتها للحل، و حالة ابعادي عن اسرتي و نفيي من المخيمات ما تزال مستمرة منذ قرابة ثمان سنوات بسبب مجرد تصريح صحفي بان الحكم الذاتي هو اقرب الحلول الواقعية المطروحة لحل نزاع الصحراء.

و ما غياب و منع تاسيس الجمعيات في المخيمات، و فرض جبهة البوليساريو كممثل وحيد للصحراويين اﻻ دليل آخر على حجية ما نقول من اننا في المخيمات ﻻ رأي لنا.

و ما وجود كل منظمات المجتمع المدني و التيارات السياسية الصحراوية التي ﻻ ترى رأي قيادة الجبهة في ادارة المخيمات و حل النزاع خارج المخيمات اﻻ تزكية لما نقول، فخط الشهيد منذ تاسيسه سنة 2006 و هو في الخارج و التجمع الصحراوي منذ 2011 و هو في الخارج، و اخيرا و ليس آخرا المبادرة الوطنية الصحراوية للتغيير منذ ان اعلن قياديون في الجبهة تاسيسها منذ اشهر و هم يتعرضون لكافة الضغوطات لمنعهم من النشاط في المخيمات ما سيضطرهم مثل سابقيهم للهجرة بمشروعهم الى خارج المخيمات بعيدا عن الصحراويين.

السيد المبعوث الشخصي

نكون ضد قناعاتنا و مبادئنا كمدافعين و مؤمنين بكونية حقوق اﻻنسان، اذا اعتقد البعض اننا ضد جبهة البوليساريو كتيار سياسي في الساحة الصحراوية له مشروعه ووجهة نظره في ادارة شئون الصحراويين و حل نزاع الصحراء، و تكونون و كل من يرى جبهة البوليساريو ممثﻻ و مخاطبا وحيدا باسم الصحراويين على خطا، و تناقضون مبادي حقوق اﻻنسان التي تحترم و تعطي الفرصة لكل اﻵراي دون تمييز.

و ﻻ نعيب على البوليساريو احتكارها لقرارنا السياسي و منع و محاربة كل رأي مخالف فحسب، بل لم نعد نراها مؤمتمنة على ادارة و حياة اهلنا الﻻجئين في المخيمات. فباﻻضافة الى انهماك قيادييها في تحقيق الرفاه ﻻنفسهم و اسرهم مما تجود به المنظمات اﻻنسانية على الﻻجئين على حساب بقية اﻻسر في المخيمات التي تعيش ظروفا صعبة. فان حتى الحق في الحياة اصبح مهددا في المخيمات، ففي اقل من ستة اشهر توفي شخصين في سجن الذهيبية الذي تديره اﻻجهزة اﻻمنية للجبهة في ظروف غامضة، و تشكك اسرهم في صدقية الرواية الرسمية بانهم انتحروا في السجن.

و امام اصرار الجبهة على منع لتاسيس الجمعيات الحقوقية بالمخيمات كمراقب مستقل لﻻنتهاكات حقوق اﻻنسان، فاننا نشعر بالقلق على ارواح اسرنا بالمخيمات

السيد المبعوث الشخصي

ان جبهة البوليساريو التي تحتكر بالقوة قرار الصحراويين، و تحارب و تنكل بكل من يخالفها الراي، و يعيث قادتها فسادا في النزر القليل مما تجود به المنظمات الدولية على الﻻجئين الصحراويين، و التي يموت ابنائنا في سجونها و يدفنون سرا دون تحقيق يجبر خاطر ذويهم حول مﻻبسات وفاتهم. لا يمكن ان تكون الشريك و الراعي اﻻمين لمصالح الصحراويين في العملية السياسية التي تديرونها باسم المجتمع الدولي  .

و اعيد و اشدد اننا ﻻ نقصي جبهة البوليساريو كتيار في الساحة الصحراوية كما تفعل معنا، و لكننا نطالب بحقنا في المشاركة السياسية و ابداء رأينا في السبل الكفيلة بتقرير مصيرنا و انهاء معاناة اهلنا المستمرة منذ عقود.

فالضغط الذي تتعرض له قيادة البوليساريو من الجزائر الحاضنة و الداعمة لها يعيق التقدم في تسوية بين الصحراويين و المغرب. و ﻻنه من غير العادل ان نبقى رهائن لمصالح جزائرية ﻻ نعرف منها غير رغبة القيادة الجزائرية في استمرار النزاع، فان توسيع مشاوراتكم مع كافة اطياف الجسم الصحراوي اصبحت اكثر من ضرورية، و لعلها سيكون مفتاح الحل، ففي اغلب النزاعات اتت افكار و ارضية الحلول من لقاءات خارج اﻻطر الرسمية.

و اخذا في اﻻعتبار بان الجسم الصحراوي المعني بتقرير المصير المنشود قليل العدد و تركيبته قبلية فان الوساطات المجتمعية ستكون مغيدة في تشكيل راي عام يدعم تسوية مشرفة للجميع، يعيقها حاليا عدم تحرر صحراويوي المخيمات من الضغط فهم بسبب الخوف من اﻻضطهاد غير قادرين على التعبير عن آرائهم بكل حرية.

ان خيار اشراك صحراويوا خارج المخيمات الذين هم في الواقع ابناء او اخوة او اباء او اقارب من في المخيمات، سيكون كفيﻻ بفتح نقاش داخل الساحة الصحراوية من شانه في النهاية ان يقدم في مسلسل تسوية نزاع هم اكبر متضرر منه. و ستقدم مساهمتهم حتما خدمة كبيرة للسلم و اﻻمن الدولي، و توفر جهد المنظمات الدولية و مواردها الموجه لنزاع الصحراء.

و تقبلوا سيادة الرئيس فائق التقدير و اﻻحنرام.