كلمة الأحداث المغربية

هل من منقذ لمهرجان أصيلة؟

حكيم بلمداحي الثلاثاء 24 يوليو 2018
assilah
assilah

AHDATH.INFO

أعلن محمد بن عيسى، في اختتام مهرجان أصيلة يوم الجمعة الماضي، أنه غير متأكد من إمكانية تنظيم هذا المهرجان في السنة المقبلة.

مهرجان أصيلة الذي احتفل هذه السنة بذكراه الأربعين، قد ينتهي لأن إمكانياته التنظيمية واللوجيستيكية والمادية على الخصوص أضحت محدودة جدا.

لنتمعن في الموضوع بعض الشئ. هل من المعقول ترك مهرجان أصيلة يموت بعد كل هذه السنين من الاشعاع العالمي، ومن العمل الديبلوماسي الموازي، ومن الفعل الثقافي الجاد؟

ألا يعني وفاة المهرجان أي شئ لهذا البلد بنخبه وسلطته ووزارات ثقافته وسياحته واقتصاده؟

الحكاية هي كالتالي: منذ أربعين سنة خلت حمل محمد بن عيسى على عاتقه مشعل الفعل الثقافي في مدينة يحبها حبا صوفيا، وتماهى معها بشكل كبير. بدأ عمله في المهرجان رفقة مثقفين من أبناء المدينة الذين يتقاسمون معه نفس الحلم ونفس الطموح. وانطلقوا بخطوات متسارعة إلى أن كبر المهرجان وأصبح ملتقى للمثقفين والمفكرين والشعراء والأدباء والسياسيين والاعلاميين وغيرهم.

لم يكن المهرجان فعلا ثقافيا فقط، بل كان رافعة لمدينة أصيلة، حيث حولها من مدينة صغيرة تفتقر لكل المرافق، إلى مدينة سياحية ساحرة يحج إليها الفنانون من كل بقاع العالم ليبدعوا في هدوئها، ويؤمها طيف من كل القارات على الأقل لمدة انعقاد المهرجان الذي يمتد على مدى حوالي الشهر..

مهرجان أصيلة كان سباقا لطرح العمق الافريقي للمغرب وهو يستضيف الرئيس والشاعر ليوبولد سيدار سنغور، ومن خلاله سوف يضع أصيلة في قلب التنمية والابداع والفعل الثقافي..

مهرجان أصيلة سوف يطرق عرين أمريكا اللاثينية ويستضيف فنانيها ومثقفيها، لتحدث عملية اكتشاف وتواصل بين ثقافات العالم.

مهرجان أصيلة سوف يجمع كل الأقطار العربية والمغاربية في نقاشات تتميز بالجرأة والعمق وسوف يجمع نخب هذه البلدان لتنطلق عدة مشاريع إبداعية أو على الأقل مشاريع انسانية في التواصل والصداقات..

مهرجان أصيلة سوف يفتح دراعيه للأوروبيين والأمريكيين والأسيويين.. للفرس والعجم ولثقافات أعماق الشرق الأقصى..

كل هذا تم في مدينة أصيلة ولمدينة أصيلة، في فترة زمنية ليست بالهينة، في عمل يتجند له كل سنة فريق كبير من شبان وشابات المدينة الأطلسية الجميلة. فريق يشرف على التنظيم ومن خلاله يوزع الابتسامة والحب والخدمات، ويفسح المجال للفعل الثقافي والسياسي والانساني، وللإبداع أيضا..

هل بجرة إمكانات مادية يمكن لمهرجان أصيلة أن يموت..؟ أليس هذا المهرجان مكسب مغربي بامتياز يتطلب من الدولة احتضانه؟

بغض النظر عما يمكن أن يكون للبعض من آراء مختلفة حول تقييم مهرجان أصيلة، أليس في موته، لا قدر الله، سبة في حق البلد؟

بن عيسى رمى الكرة وعلى من يهمه الأمر أن يلتقطها أو يتركها تضيع، كما ضاعت العديد من الأشياء الجميلة في البلد، بغباء أو بحسابات ضيقة، أو بلامبالاة حتى…