ثقافة وفن

نزهات وطقوس نسائية حميمية بمعرض الفنان الدمناتي بالدار البيضاء

إدريس النجار ومحمد بوطعام الاثنين 10 ديسمبر 2018
0-17
0-17

 

 AHDATH.INFO

معرض خصب ينضح بالحميمية ذلك الذي يقيمه الفنان عبد الحي الدمناتي من 13 دجنبر المقبل إلى 13 يناير 2019 في رواق الفن B&S بالدار البيضاء.طقوس نسائية حميمية في قلب الرياضات،  ترجعنا إلى ذلك الزمان الجميل وعبر اللوحات يتتابع الحكي بالريشة والالوان من  خلال احتفاليات، مواكب، أسواق، مقاهي شعبية، حلقات، نزهات، أزقة. ومن يدخل المتجول بين هذه اللوحات إلى حضرة العلم والعلماء من خلال  تلقين العلم في القرويين...

معرض ينضح بعبق التاريخ يفتح أبوابه في وجه عموم الزوار بدء من يوم الخميس المقبل  13دجنبر، زواره سيعيشون رحلة مشوقة ومثيرة للدهشة من خلال هذا العالم المصور الذي أبدع فيه فنان فاسي شرب بمدينة العلم والعلماء من حياض الثقافة الإسلامية فلا تخطئ العين هذا التاثر والانجذاب بذلك الزمان الجميل الذي عاشه على مستوى الحكي وأعاد تشخيصه بلغة الالوان.

جذران رواق الفن B&S ستحتضن على امتداد شهر كامل أحدث أعمال الرسام عبد الحي الدمناتي ضمن رؤية جمالية مدفوعة بعراقة المنمنمات العربية الإسلامية، وسيحظى عشاق الفن المغربي المعاصر بفرصة النفاذ إلى العالم المصور ذي الطبيعة الصوفية القطعية لهذا الفنان الذي رأى النور بفاس سنة 1962. من هنا ينبع اختيار موضوع هذا المعرض "ذاكرة في منمنمات ".

في الواقع، تشهد تراكيب هذا الفنان التشكيلي على إرادته الثابتة للتعبير عن طيات الإحساس المرهف، التأمل، النشوة، مستعملا لغة تزيينية مفعمة بالمعاني الجمالية لهذا الفن وقيمته 

يقول الرسام والناقد الفني بنيونس عميروش بشأن العمل الفني لعبد الحي الدمناتي "يسمح هذا الفنان لنفسه بتأسيس قواعد جديدة لمسائل الصورة والمُصَوَّر بوضعها ضمن البعد العاطفي. في خضم هذه التجربة، يولي مكانة حاسمة للإحساس.

لماذا نتوقف أمام لوحاته؟ ما الذي يفتننا فيها؟ ما الذي يسحر ويدهش أعين المشاهد؟ كلها أسئلة تجيب عنها أعماله.

لطخة لون أو تفصيل دقيق بالكاد نراه على اللوحة يدعو الرائي لتمييز هذا التفصيل الذي يصبح مرئيا وناطقا في نفس الوقت.هذا التفصيل الدقيق، أو هذا العنصر الذي يتوارى ويجذب الأنظار في نفس الوقت، قريب من الإرهاف والإحساس. بإمكانه أن يكون غير مرئي أيضا لأنه يكمن في ميزة متمنعة عن الكلمات، مرتبطة بتوظيف الألوان في اللوحة.

الجزء اللامرئي لرسوماته، أي الاحساس، يُجَلِّيه اللون لأن تراكيبه لا تخاطب الذكاء فقط بل يمكنها أن تحرك المشاعر أيضا. تكرار الأشكال يعطي للزخرفة كثافتها.

التكرار يساهم في جعل المجموع الزخرفي موحدا ويقدم للناظر نقطا مرجعية وشيئا من التماثلية وعلاوة على ذلك يعطي الفرصة لانبثاق أحاسيس صوفية.

إنه واحد من الأساليب الأكثر تداولا والتي تهدف إلى اقناع العقل، بل لبث الحماس في الروح.بلا شك، أعمال الفنان عبد الحي الدمناتي تقترح نوعا من الحوار مع المشاهد.

تبادل النظر هذا، والذي ينشأ حينئذ بين المشاهد واللوحة يرتكز عل المتعة المتناقضة التي تشبه الفاجعة التي يمكن الإحساس بها لأنها حقيقية.زيادة على ذلك، تز داد هذه المتعة كلما ازداد الشعور بالفاجعة الذي تسببه معاينة اللوحة عميقا.

انطلاقا من هنا، يخلق عبد الحي الدمناتي اتصالا متناغما بين الأوان والقيم المجاورة مضيفا بهذه الطريقة بعض السلاسة على عملية الانتقال بينها، بحيث لا لون ولا قيمة يمكنه أن يكون أعلى من الآ اخر ويسطر على هذا العالم الذي يحدده أسلوبه ونواياه.

بلونه وشكله، يشكل هذا التوهج الذي تحيل عليه هذه اللوحات صدى للبقع الأكثر وضوحا على الجانبين الأيسر والأيمن.

بداية، تبدو لنا إيقاعات أعماله مثيرة على الرغم من موضوعه وطريقة تنفيذه بفصل تموج خطوطه المتحركة خصوصا وترددات الألوان.

هذا النداء الصاخب لرسومات الدمناتي يتجسد كضربة صاعقة لأن اللوحة نفسها تدعو من يشاهدها بطريقة فجائية بل بالغة الخشونة لدرجة يستحيل معها أن يبرز أية مقاومة".