AHDATH.INFO
" ساعة .. ساعتان كان المساء كافيا لزرع نبض الشعر في قلب الرباط .. كان اللقاء في غاية الدفء بأجياله وحساسياته الشعرية ..
كان الموعد مضيئا بقلوب عشرة شعراء وشاعرتين وعازف هجهوج .. كان ثمة ورد أكثر تعهد الرواق به كوموندو تشكيلي بارع مشكل من ازغاي، شردودي والهيطوط .. كان شاعر الاحتفالية محمود درويش حاضرا بشعره وبذلته و طيفه.. كان جمهور الشعر قد عاد إلى كراسيه كما لو كانت لحظة من ماض أو بارقة من مستقبل ..كان حفلا شعريا مشهودا ..." .
هكذا قال الشاعر محمد بودويك ليلة حفل تقديم اصدارات بيت الشعر برواق الفنون التابع لمؤسسة صدوق الايداع والتدبير بمدينة الرباط . مساء يوم الخميس 10 يناير الجاري مساء بعطر القصيدة و" كناوة " ، مثقفون ، مبدعون جاءوا ليستمتعوا بلحظة من جمال الشعر وحنان القصيدة ، ويحتفلون معا بالشاعر الكوني محمود درويش .
فقرات الحفل المتنوعة سيرها بحرفية جميلة الشاعر سامح درويش حيث ذكر بسياق ودلالات تقديم اصدارات شعرية في ليلة استثنائية بامتياز .الشعراء المحتفى بهم تعاقبوا على منصة الالقاء حيث قرأوا بعضا من قصائدهم باللغتين العربية والفرنسية : محمد عرش ،عبد المجيد بنجلون ،نادية القاسمي ،سعد سرحان ،صالح لبريني ، عبد المالك مساعيد ، يونس الحيول ، عبد الاله المويسي ، محسن اخريف ، دامي عمر ، محمد بودويك وعبد الله بلحاج .
بعد نهاية الحفل البهيج قال الشاعر صالح لبريني في تصريح للجريدة :" بداية لابد من القول إن ما قام به بيت الشعر، في شخص رئيسه مراد القادري وأعضاء البيت، بخصوص الإقدام على نشر أعمال شعرية لشعراء وشواعر مغاربة، تعدّ مبادرة طيبة ونبيلة، على اعتبار أنها انفتحت على تجارب شعرية مختلفة؛ تمثل تجارب تختلف من حيث المرجعيات والخلفيات المعرفية والثقافية، مما سيثري المشهد الشعري بالمغرب.
بل الأهم من أن هذه الاحتفالية بمنشورات بيت الشعر في المغرب ، والتي تندرج في سياق الاحتفاء بقامة شعرية عربية يتعلق الأمر بالشاعر الفلسطيني محمود درويش نفضت الغبار عن مجموعة من الأسماء التي تعرضت للتهميش والإقصاء منذ عقود، والجميل في كل هذا حكمة وبصيرة أعضاء بيت الشعر المتجلية في الانفتاح على تجارب شعرية تعيش على الهامش ومن مختلف مناطق المغرب.
فهذه المنشورات الأخيرة عبّرت عن فسيفساء شعرية من ربوع الوطن. وهي مبادرة يشكر عليها بيت الشعر.
لكن ما نأمله هو أن يتم العمل على إنجاز توقيعات لهذه الأعمال، من خلال لقاءات مفتوحة مع المهتمين بالثقافة عامة والشعر خاصة، حتى يستعيد الشعر الحياة لبذر بذور الجمال والفن والفكر.
عموما كان اللقاء ناجحا ومتميّزا بالحضور الكثيف والنوعي مما زاد من بهاء الإبداع، وتواشج الموسيقى بالشعر. فشكرا لبيت الشعر على إتاحته لي هذه الفرصة للتواصل مع الأصدقاء وعموم المثقفين".
يذكر أن بيت الشعر بالمغرب نظم عدة أنشطة احتفاء بالذكرى العاشرة لرحيل الشاعر العربي الكبير محمود درويش تحت عنوان :" محمود درويش في الرباط " ، حيث تضمن برنامج الاحتفال تنظيم ندوة " محمود درويش والتجربة الشعرية وأفاقها الجمالية " ، كما نظم معرض جماعي " ورد أكثر " للفنانين التشكيليين : عزيز أزغاي ، عبد الله الهيطوط وفؤاد شردودي .