فكر و دين

"مؤمنون بلا حدود" تطرح مشروعا لتحرير "الدراسات الإسلامية" من الأدلجة

سكينة بنزين الجمعة 29 مارس 2019
55744575_424815181619325_1380817352710422528_n
55744575_424815181619325_1380817352710422528_n

AHDATH.INFO

انطلقت اليوم الجمعة (29 مارس) بمراكش، الدورة الأولى من الجامعة الربيعية، التي تنظمها مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" تحت عنوان: "دراسة الإسلام اليوم: نحو دراسات إسلامية برؤى متعددة"، وذلك بهدف تكوين طلبة باحثين في الدكتوراه في مجال الدراسات الإسلامية بشكل علمي لا يعتمد على النقل فقط.

 

 

المدير العام لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، محمد العاني، أشار خلال الجلسة الافتتاحية أن «أن تطوير الدراسات الإسلامية أصبح اليوم أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى، خاصة ونحن نشهد نوعا من الاختطاف الخطير للإسلام، ومن التوظيف الأيديولوجي له»، معتبرا أن المشكلة الحقيقية اليوم ليست مع الدين، بل مع الاختلالات الناشئة، والقراءات غير العقلانية، والفهم المؤدلج والمسيس للدين".

 

و لمواجهة هذا الفهم الؤدلج، سيكون أمام الطلبة الباحثين فرصة لتقديم دراسات إسلامية مهمة تعود إلى أمهات الكتب، والأصول والمصادر، ولا تعتمد على النقل فحسب، وتعود إلى الكتب الاستشراقية المهمة والعميقة، التي قدمت خدمات جليلة للدراسات الإسلامية العربية.

العاني حث الطلبة الحاضرين على ضرورة  الانخراط في مشروع تطوير الدراسات الإسلامية، رغم التسطيح المعرفي والشعبوية اللذين يصعبان من هذه المهمة، بدل إخلاء الساحة للدراسات الإسلامية المؤدلجة التي يتخذها البعض مطية لتحقيق أغراض معينة، وتوظيفها سياسيا.

من جهته ذكر الدكتور عبد الله هداري، المنسق العلمي للجامعة الربيعية، أن الهدف من هذه الجامعة هو التعريف بالدراسات الإسلامية، والتطورات التي تعرفها في الغرب، ليتمكن الطلبة العرب من الاستفادة منها بقصد تأهيلهم أكاديميا، وهو ما يفسر تنوع الأسماء المساهمة، والتخصصات المعرفية المدروسة حتى يتحقق الوصل بين مختلف العلوم السياسية، والشرعية، والفلسفية، من خلال ورشات ومحاضرات يساهم فكل أساتذة من لبنان، موريتانيا، أمريكا، كندا، هولندا،و الإمارات.

 

 

وستغطي هذه الدورة، عبر محاورها جوانب تقنية بالدرجة الأولى، تقوم على عنصر الخبرة الأكاديمية داخل الجامعات الغربية، عبر التعريف بالتخصصات الموجودة، وأقسام دراسة المعرفة الدينية المختلفة، وأشكال الاندماج والانخراط، والإنتاجات والمشاريع الموجودة...إلخ. إلى جانب التعرف على التخصصات العلمية الموجودة، مع مراعاة تعددها وتنوعها المنهجي، والتي تشكل في مجموعها حقولا مهمة لدراسة الأديان اليوم، ودراسة الإسلام كذلك، والتعرف على مسالكها البيداغوجية والمنهجية والمعرفية، التي يمكن استثمارها كناتج علمي مشترك ينبغي الاعتماد عليه نحو دراسات للأديان والإسلام ذات أرضيات مشتركة أو متجاورة.

 

 

تجدر الإشارة أن الجامعة الربيعية تندرج  في سياق مشروع علمي، أشار العاني أنه سبق واقترحه المفكر اللبناني رضوان السيد على مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، ويتعلق الأمر بدراسة "التقليد الديني"، وهو مشروع ضخم سيهتم بفهم واستيعاب وتجاوز الموروث الديني دون القطيعة معه، والبحث في انسداداته ومشاكله، وكيف تحول الدين في العصر الحالي إلى عائق، عوض أن يكون مساهما في تطور وتقدم المجتمعات العربية الإسلامية.