ثقافة وفن

رغم اكتمال الأشغال منذ سنوات.. المركب الثقافي بتارودانت لايزال مغلقا!

موسى محراز السبت 20 أبريل 2019
0-15
0-15

AHDATH.INFO

كانت سنة 2007 بمثابة فاتحة خير على مدينة تارودانت وسكانها،  بإدراج المجلس السابق احد النقاط المهمة بجدول أشغال احدى دوراته العادية، حيث الدراسة والصادقة على احداث  مركب ثقافي.

، وبذلك تكون المعلمة من بين المشاريع المهمة التي أنجزها المجلس البلدي ما قبل شتنبر 2015، واصر على أن يكون مركبا يليق بتارودانت مدينة الحضارة والتاريخ الثقافي والعلمي  وان يبقى من المنجزات الرائدة بالمغرب، يقول مصطفى المتوكل الرئيس السابق للمجلس الجماعي.

المجلس الجماعي اعتمد دراسات متخصصة لإنجاز المركب، يتعلق الأمر بالتصاميم  والجمالية والتركيز على المجالات التي هي من جهة مستقلة ومن جهة أخرى متكاملة، مثلا يمكن الدخول للقاعة الكبرى بدون الدخول عبر البهو، ويمكن استغلال الرياض الأيمن منفردا بمدخل خاص بكل طبة منه، وكذلك الشأن بالنسبة للرياض الأيسر، ويمكن استعمال القاعة السفلية للمركب المتعددة الاختصاصات لتكون مسرحا متوسطا أو قاعة للمحاضرات والندوات أو فضاء للأمسيات الموسيقية.

 

ويمكن أن يسع حتى 400 شخص، والمقهى يمكن استعمالها دون الدخول للمركب بل من الحديقة،  ووظفت تصاميم للفضاءات الخارجية لمهام متعددة  مثلا الفضاء الرئيسي للأمسيات والأنشطة في الهواء الطلق وخشبتها هي باحات الدرج، كما يمكن استغلال الفضاء الخارجي الأيسر للمركب وكذا الأيمن لأنشطة ثقافية بإقامة معارض للكثب والفنون المختلفة.

وبعد انتهاء الأشغال بهذه المعلمة، وفي الوقت كان الجميع ينتظر فتحها أمام العمل الثقافي بالمدينة وفي وجه المثقفين والجمعيات التي تعنى بالشأن الثقافي،  اصطدمت الساكنة بأغلاقها أمام الجميع وتحويلها إلى بناية قائمة الذات شامخة وعرضة للظروف الطبيعية والمناخية، الأمر الذي تلاه عدة استنكارات وردود أفعال متباينة.

يقول الأستاذ شكيب أريج أستاذ مؤلف وفاعل جمعوي على أن المركب الثقافي، اصبح معلمة شاهدة على تخاذل المسؤولين في ما يتعلق بتلبية ما هو ثقافي وهو أيضا يعكس بشكل جلي عدم استمرار المرفق العمومي بحيث ينسب أي عمل ليس لمجلس تارودانت ولكن للأشخاص أو الأحزاب التي تسيره، فاذا تغير الحزب المسير أو الشخص المسير بقي العمل الذي كان يعمل عليه ينتظر حتى لو كان معلمة صرفت فيها الملايين.

تلقينا في بداية الولاية الجديدة للمجلس المسير الحالي وعودا تؤكد أن فتح المركب سيتم قريبا، لكن كلمة قريبا لا زالت تتكرر للأسف حتى بعد مرور اكثر من نصف زمن الولاية ورغم أن المركب جاهز من حيث بنائه وتجهيزه، والخوف كل الخوف أن تتقادم معداته وتتعرض للتلف قبل أن تستعمل.

السيد العامل بدوره اعتبر المركب الثقافي أمرا محسوما في اجتماع جمعه بالمجتمع المدني قبل سنتين، لكن للأسف الأولوية لمهرجانات تقدم إمكانات الدينة الثقافية بشكل هجين وسوقي.

أما الأستاذ الباحث وفاعل جمعوي محمد كروم، فيقول أنه لا يجادل اثنان حول أهمية المركبات في تنشيط الحياة الثقافية في المجتمع، وإذا كان لكثير من المدن ـ حتى الصغيرة منها ـ مركباتها التي تحتضن، حياتها الثقافية، وتؤطرها، فإن الوضع يختلف في تارودانت.

وأضاف الأستاذ محمد كروم، وانه وبقدر ما كان الجميع يرجوا أن يفتح في وقته، وأن يكون تسييره في مستوى الفعل الثقافي، بقدر ما نستطيع أن نلتقط من استمرار إغلاقه عدة رسائل، مثل الرغبة في تهميش الفعل الثقافي بالمدينة ـ كما في المجتمع عامة ـ حيث لا يحظى بالأولوية كسائر أنشطة البهرجة والفلكلور التي تخصص لها مواسم قارة، وتحظى بالدعم المادي واللوجيستيكي الكبيرين.

وحسب العديد من اللقاءات مع مجموعة من المسؤولين في شان فتح المركز أمام كل الفاعلين، فالكل تحدث ويتحدث على أن المركب وصل إلى المراحل الأخيرة واصبح جاهزا، وان الإعلان عن موعد فتحه في وجه الساكنة عامة والجمعيات والهيئات النشيطة جد قريب، لكن للأسف الشديد تبقى كل التصريحات التي تم ترديدها لمدة تزيد عن ثلاث سنوات أو اكثر، ربحا للوقت ولا جدوى منها على الإطلاق.