رياضة

#ملحوظات_لغزيوي: نحن وتونس والبرلماني «النقال»!

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 10 يونيو 2019
Capture d’écran 2019-06-10 à 10.25.42
Capture d’écran 2019-06-10 à 10.25.42

AHDATH.INFO

الرجوع لله آهياتا!

البرلماني، الذي ضبطوه في امتحانات الباكالوريا مزودا بثلاثة هواتف نقالة قصد الغش بها، هو نموذج البرلمانيين الذين يقنعوننا دوما وأبدا أن فعل التصويت حرام في حرام إذا كان سيأتي بأمثالهم إلى القبة الموقرة.

قبله عرفنا برلمانيي الحلوة الذين يسرقون كعك الافتتاح في الدورتين، وعرفنا برلمانيي التعويضات الذين يسنون لأنفسهم كل مرة ما يكفيهم للعيش الرغيد على حساب هذا الشعب الفقير، وعرفنا برلمانيي اللوائح الذين يستحيل أن يصلوا إلى القبة إذا ما خاضوا المعركة الانتخابية وجها لوجه مع المواطنين، وعرفنا برلمانيي السباب الساقط والتنابز بالألقاب، وعرفنا برلمانيي الفلوس الذين تأتي بهم أموالهم فقط إلى الأحزاب ومنها إلى تشريع القوانين لنا ولأبنائنا وللأحفاد من بعدنا، وعرفنا عديد الكوارث هناك... لذلك لا اعتراض.

ولذلك أيضا دعونا نجد في حركة برلماني الهواتف النقالة بعض الإيجابيات، وأهمها إيجابية الاقتناع بأن الحصول على شهادة دراسية وإن في وقت متأخر هو أمر طيب للغاية، ويعيد للتعلم والتعليم بعضا من القدر في هذا الزمن الذي يمتهن فيه فعل القراءة ومحو الأمية والدراسة. وربما شفعت له هاته الإرادة الطيبة والنية الحسنة لكي يسمح له في لاحق الأعوام باجتياز هذا الاختبار، ولم لا منحه الشهادة بشكل شرفي وفخري فقط لأنه اقتنع بأن الجهل عار وبأن الدراسة أمر إيجابي ولا بأس به في نهاية المطاف.

هذه لوحدها شفاعة تجوز لتخفيف العقوبة عن الرجل، كما أن اعتذاره عن خطئه، وقوله إنه لم يغش لكنه اقترف خطأ  بنسيانه للهواتف الثلاثة داخل جيبه، وهو إجراء روتيني بالنسبة إليه بحكم التزاماته المهنية التي تفرض عليه البقاء «كونيطكي» مع العالم الخارجي حتى يوم الامتحان، أيضا يخففان من وقع زلته..

ولأننا تعلمنا أن الإنسان يكرم أو يهان في يوم الامتحان، فإن موقف الحزب الذي ينتمي إليه النائب النقال أو عفوا النائب صاحب الهاتف النقال أي حزب العدالة والتنمية يدل على رسوب جديد لهذا الحزب في حكاية التخليق التي يشنف بها أسماع من يريدون تصديق كلامه، خصوصا وأن ما استطاع الوصول إليه هذا التنظيم من قرار في هاته النازلة هو فتح تحقيق للتأكد من ملابساتها والإحاطة بكل تفاصيلها، والله من وراء القصد وهو وحده القادر على أن يعين الجميع للإحاطة بكل الملابسات، وكان الله في عون هذا البلد الذي لا يستطيع الثقة في نوابه المحترمين حتى وهم يرتدون جبة التلاميذ ويقررون العودة إلى مقاعد الدراسة لإصلاح ما أفسد الدهر...

يبقى سؤال صغير في ختام الختام هو: كيف ستقنع صغيرا في السادسة عشر من العمر بألا يلجأ إلى «النقيل» في الامتحان وهو يرى أمامه نائبا عن الأمة ينسى داخل جيبه ثلاثة هواتف نقالة دفعة واحدة يوم نفس الامتحان؟