اقتصاد

«نيويورك تايمز» : شهادات قاسية لعاملات الفراولة

عبد الواحد الدرعي الاثنين 22 يوليو 2019
عاملات الفراولة
عاملات الفراولة

AHDATH.INFO

بعد الشهادات الصادمة للعاملات المغربيات في حقول الفراولة الاسبانية، على صفحات «الإسبانيول» و«إلبايس» في السنة الماضية، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أول أمس السبت، ربورتاجا أوردت فيها شهادات قاسية، لنساء يتعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي والاتجار بالبشر، وفي حال الشكوى يتم ترحيلهن إلى المغرب.

صحفي نيويورك تايمز، التقى (ح.ح) البالغة من العمر 37 سنة، وكانت أول من تكلم وفجر القضية في العام الماضي، قالت إنها لم تعد قادرة على أن تتحمل في صمت ظروف العمل القاسية، واستفحال ثقافة التحرش الجنسي، والاغتصاب في المزرعة، تقول: «شعرت كأنني عبدة، مثل حيوان»، لقد أتوا بنا لاستغلالنا وإرجاعنا، تمنيت لو غرقت في البحر ومت قبل أن أصل إلى إسبانيا»٠

كانت أما لطفلين تعمل كمدربة رياضية في بلدها وتسجلت في برنامج المزرعة بعد أن رأت النساء يعدن إلى المغرب وقد وفرن 3500 دولار، أي أكثر مما يمكن أن يحققنه في بلادهن في سنة. وتقول، ومعها والنساء الأخريات، إنهن وعدن بأشياء كثيرة، على غرار ألا يتجاوزن أربعة في كل غرفة، مع مطبخ وآلة للغسيل.

تضيف هذه العاملة في تصريحاتها، أنها وجدت نفسها في غرفة مزدحمة ومكتظة بخمسة نساء أخريات، وتخبئ طعامها وملابسها تحت سريرها، وتغطي النوافذ المفتوحة بـ”الكرتون” لدرء البعوض. ولأنها لم تقم بالتدريب الذي وعدت به، فقد كانت بطيئة في البداية لولا أن الآخريات كن يساعدنها في اللحاق بالركب حتى لا تحرم من العمل.

مع مرور الأيام سئمت من العمل لساعات طويلة دون استراحة حتى من أجل الذهاب إلى المرحاض، كما سئمت من الاضطرار إلى استلطاف رؤسائها من أجل العمل بما يكفي لشراء الطعام، قالت إنها لم تتعرض للاعتداء، لكنها شعرت بالخوف لما رأت ما حدث للأخريات، حيث قالت إن عمليات الإجهاض كانت روتينية، وجلها مرده إلى الإكراه الجنسي.

بعدما طلبت “ح.ح” المساعدة من نقابة عمالية محلية ومحامين. عندما وصل المحامون إلى المزرعة في 31 ماي 2018 ، بدأت العديد من النساء في الحديث عن مخاوفهن، وكلهن يتكلمن باللغة العربية في آن واحد. طلب منهن النشطاء كتابة لائحة بالأسماء والشكايات. غادرت “ح.ح” رفقة المحامين، وبعدها بثلاثة أيام أجبرت النساء المدرجات في اللائحة (أكثر من 100) على ركوب الحافلات ورحلن إلى المغرب، وبعضهن يقول إن ذلك تم دون دفع أجورهن ومستحقاتهن.

تتولى “ح.ح” مهمة رفع المعنويات للجميع، وكلما شعرت أن إحداهن أرهقت، تذكرها بأنه كان من الواجب عليها أن تتكلم حتى تتمكن أخريات من الاقدام على هذه العقود دون خوف٠ «لن أتخلى أبدا»، تقول “ح.ح” قبل أن تختم قائلة: “لقد فقدت كل شيء ولم يعد لدي ما أخسره. سأقاتل حتى الموت”.