مجتمع

ضواحي الدارالبيضاء.. 54 تلميذا بدون أستاذ بمدرسة «النور» الابتدائية !!

أسامة خيي الجمعة 13 فبراير 2015
 ضواحي الدارالبيضاء.. 54 تلميذا بدون أستاذ بمدرسة «النور» الابتدائية !!
-16

 AHDATH.INFO- البيضاء - خاص

"بابا واش ما غاديش نقرا هاد العام.."، سؤال بريء لم يجد له الأب جوابا،

لأن من يفترض فيهم إيجاد الجواب لم يتدخلوا، ولم يقوموا بالواجب، ليظل 54

تلميذا، ذكورا وإناثا، محرومين من متابعة دراستهم، حتى وإن كانوا يلجون

الفصل الدراسي المخصص لهم ويغادروه كما دخلوه.. بكل بساطة لأن النيابة

التابعة لها مدرستهم لم تكلف نفسها عناء إيجاد البديل لأستاذ سبق تكليفهم

بتدريسهم، قبل أن يلغى هذا التكليف، ويبقى التلاميذ بدون مدرس يشرف على

تعليمهم وتلقينهم المواد المقررة لهم، في إطار تدريس يزاوج بين مادتي

العربية والفرنسية، ويلقنه أستاذ واحد.. بذريع النقص الذي تعانيه النيابة

في الموارد البشرية.. !!!

هي ذي حالة تلاميذ أحد الأقسام البالغ عددهم 54 تلميذا، من مستويي الثالث

والرابع ابتدائي، الذين التحقوا بمدرسة تحمل اسم «مدرسة النور» الكائنة

بحد السوالم، والتابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية باقليم برشيد

وأكاديمية التربية والتكوين بجهة الشاوية ورديغة.. ووجه الاستغراب هنا أن

هذه المؤسسة المشيدة حديثا لا تقع في منطقة نائية أو وسط الجبال، بل يبعد

مقرها عن مدينة الدارالبيضاء إلا بكلمترات معدودة..!!

«طارق» واحد من الآباء الذين اكتووا بنيران الأسئلة الحارقة لابنته، التي

تمطرقه بأسئلة يقف عاجزا عن إيجاد جواب شاف عليها.. فما تطأ قدماه عتبة

البيت، حتى يجد ابنته في انتظاره تسأله: "بابا واش ما غاديش نقرا هاد

العام"، لتأخذه الحسرة على سنة دراسة مهددة بالضياع من عمر ابنته، إضافة

إلى 53 من التلاميذ من زملائها الذين رمته الأقدار بمؤسسة تعليمية لم

توفر لهم من يدرسهم، ليظلوا لمدة أزيد من شهرين بدون أستاذ.

وحسب الشكاية التي توصلت بها «الأحداث المغربية»، والموجهة إلى السلطات

المحلية بالمنطقة، فإن «التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمستويي الثالث

والرابع ابتدائي بمدرسة النور، لا يتوفرون على معلم يشرف على تعليمهم منذ

ما يزيد من شهرين»، حيث قالت الشكاية إنهم «يقضون جل أوقاتهم بالقسم

لوحدهم يلعبون». وتضيف الرسالة أن «التلاميذ لم يجروا امتحانات الدورة

الأولى وتوصلوا بنتائج»، وصفوها بـ «المزورة».

ولم يقف آباء وأولياء تلاميذ القسم المذكور بمدرسة «النور» مكتوفي

الأيدي، وإنما طرقوا أبواب الإدارة التي رفع مديرها الراية البيضاء في

وجوههم معلنا عدم قدرته على الاستجابة لتلبية طلبهم، رغم المراسلات التي

بعث بها إلى نيابة وزارة التربية الوطنية باقليم برشيد التي صارت الكرة

في مرماها. وعند هذا المعطى تحول شكايات الآباء رأسا إلى النيابة التي لم

تتح لهم الفرصة لمقابلة المسؤول عنها، حيث كانوا في كل مرة يفدون عليها

يجدون كاتب النائب يعدهم بإيجاد الحل، وتخصيص مدرس لتعويض الأستاذ الذي

تم إنهاء تكليفه.. وعندما توالت اتصالاتهم لم يعد الكاتب نفسه يخصص حيزا

من وقته لاستقبال الآباء والاستماع إلى شكاويهم..

ورغم تعدد زيارات الآباء إلى النيابة، فإن المشكل مازال قائما ليظل أربعة

وخمسون تلميذا محرومين من متابعة دراستهم بمستويين ابتدائيين أساسيين،

لمدة فاقت الشهرين، دون أن يظهر لهم أي أمل في الأفق يبشرهم بقرب إيجاد

مخرج لنيل حقهم الدستوري في التعليم.

رشيد قبول