ثقافة وفن

الأحزاب قالت ليك بغات تفهم مال الشباب: هاعلاش بنادم حاقد

بنعبد الله المغربي الجمعة 29 نوفمبر 2019
MOROCCO-POLITICS
MOROCCO-POLITICS

AHDATH.INFO

عندما تدعي أحزاب مغربية عتيدة أنها لم تفهم بعد التعبيرات الجديدة للشباب المغربي، سواء من خلال فنون الشارع أو من خلال الراب أو من خلال الفنون البديلة أو من  خلال تيفوهات الملاعب نجد أنفسنا مضطرين لتذكير هاته الأحزاب العتيدة والقديمة والعتيقة بعديد الأشياء التي لا مفر منها، والتي لاتريد تذكرها هاته الأحزاب.

عندما يعمر زعيم حزبي في موقعه أو منصبه أو على رأس تشكيله الحزبي لعقود عديدة، ويتصور أن لا أحد يمكنه أن يعوضه، وأنه وحده « مضوي البلاد » على رأي أسد أغنيتنا المغربية عبد الهادي بلخياط فلا يمكن إطلاقا انتظار شيء آخر غير عجز هاته الأحزاب عن الفهم…

وعندما يكون الصعود في المسار الحزبي رهينا بمدى الولاء بل « التبنديق » لمول الحانوت » أو صاحب الحزب، ولا علاقة له بكفاءة أو بنضال فعلي أو بهاته الأشياء الطبيعية التي يفترض أنها سبيل الترقي في أي شيء، وليس في الحزب فقط، لا يمكن إلا انتظار سوء الفهم المزمن هذا.

وعندما نولد ونرى زعماء حزبيين معينين، ونصير شبابا ونرى أولئك الزعماء الحزبيين المعينين أنفسهم لازالوا في نفس الأماكن، ونمر إلى مرحلة الكهولة ويبقى أولئك الزعماء الحزبيون المعينون في المناصب ذاتها، ثم نشيخ ويبقى أولئك الزعماء خالدين، بل مزمنين في المناصب إياها، ثم نذهب لملاقاة وجه رب كريم ويحضر أولئك الزعماء الحزبيون جنائزنا والأقراح، حينها لايمكن لسوء الفهم إلا أن يكون العلاقة الوحيدة التي تجمعنا بهاته التشكيلات…

الأحزاب المغربية التي تريد فهم التعبيرات الشبابية الجديدة ملزمة فقط بأن تفتح أبوابها للشباب، وأن تمنحهم فرصة التعبير داخلها عن أنفسهم وأن تسمح للمتميزين من بينهم أن يصبحوا قادتها دون أن يكونوا أبناء فلان ولاأقارب علان ولاأتباع لمن هم بين فلان وعلان

هذا الشعب ولاد منذ القديم، والنبوغ المغربي لايمكن أن يتوقف عند مرحلة التكلس والتبلد السياسية التي تعاني منها أغلبية أحزابنا. لذلك لا نستغرب أن يبدع الشباب تعبيراتهم الجديدة وأن يبرعوا فيها، فالطبيعة لا تقبل الفراغ والمغربي لم يكن أبدا ولن يكون إطلاقا كائنا فارغا.

في هذا المكان صنعت كل الأشياء تميزها، وعلى العاجزين عن فهم هذا النبوغ أن يتواروا قليلا عن الأنظار لأن أجيالا أخرى تطالب بحقها في أن تقود بلادها إلى حيث تريد.

ألا يقولون لدينا « اللي كلا حقو يغمض عينو »؟ بلى يقولونها، ولكن يجب أن يفهمها هؤلاء المتكلسون العاجزون عن فهم أبسط الأشياء…