ثقافة وفن

كليبر مندونسا: السينما وسيلة للمقاومة والإزعاج

نور الدين الزروري /تصوير العدلاني الاحد 01 ديسمبر 2019
0-2
0-2

Ahdath.info

عقد أعضاء لجنة تحكيم النسخة 18 للمهرجان الدولي للفيلم,ندوة صحفية صباح يوم السبت الأخير بقصر المؤتمرات, وتميزت بحوار مفتوح مع الصحافة, طرحت فيه مجوعة تساِؤلات منها ما يرتبط بالمقاييس المحتمل الاعتماد عليها من طرفهم لتقييم الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية و تساِؤلات أخرى ذات طبيعة خاصة موجهة لأعضاء بعينهم.

تحقق إجماع و من لدن كل أعضاء لجنة التحكيم, ممن تدخلوا في موضوع تقييم للأفلام 14 المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 18 للمهرجان الدولي للفيلم على نقطة واحدة, وهي أنهم يتعاملون مع أي فيلم كمشاهدين, واتفقوا على استخدام تعبير زميلهم المخرج وكاتب السيناريو الأسترالي ديفيد ميشود , لما أكد أنه يحب مشاهدة فيلم كما لو كان مرتديا بيجامته في المنزل, ولا يتغير هذا الإقتناع لديه, ولو تغير فضاء المشاهدة, وانتقل إلى الشاشة الكبرى, بل ولو تعلق الأمر بمسابقة عالمية , الأمر سيان عنده. "لا أتحدث هنا باسم الجميع لكن أتحدث من منطلق تجربتي..

حينما أشاهد هذا الفن أتمنى أن أعود إلى طفولتي وتحكى لي قصة".

عضوة من أعضاء لجنة التحكيم تفاعلت مع هذا الرأي, وردت عليه بأن ما تتوق إليه عند مشاهدة أي فيلم من الأفلام أن تكتشف صوتا متميزا, فأي عمل يجمع نخبة من الرموقين والموهوبين, يعمل مدير التصوير علي تفجير مواهبهم, وصهرها في بوثقة واحدة, لتقدم في النهاية صوتا واحدا, وهنا تظهر لمسة المخرج وتدخله بإسماع كل مواهب فيلمه كصوت واحد.

رئيسة لجنة التحكيم تيلدا سوينتون وجدت نفسها خارج هذا النقاس لما طرح عليها سؤال حول اختياراتها لأدوار مركبة,تحمل بين طياتها كل أنواع المخاطرة, كان جوابها أن هذا السؤال تحديدا يتكررعلى مسامعها بشكل دائم, موضحة أن بوصلتها في انتقاء هذا الدور أو ذاك هو حدسها ومخيلتها, دون أن تنفي استشارة المحيط القريب منها المشكل من أصدقائها, حتى تتمكن من أخذ القرار الصائب في نهاية المطاف.

وهو قرار تتداخل في صنعة عديد عناصر وعوامل كما قالت تختلف من فيلم إلى فيلم, ومن دور لآخر.

وفي معرض دوابها هذا عادت لتدلي برأيها في النقاش المثار عليها, وتبدي اتفاقها مع ما قاله المخرج الأسترالي ديفيد ميشود من الإستمتاع بكل الأفلام المعروضة في المسابقة, قبل اختير أميزها للتتويج بالنجمة الذهبية.

السياسة كانت حاضرة في هذا الحوار من خلال إثارة نمودج البرازيل, وما تعيشه من أوضاع تعيدها إلى القرون الوسطى وفق التعبير الوارد في السؤال الموجه للمخرج والسيناريست البرازيلي كليبر مندونسا فيليو, هذا الأخير أبدى إعجابه بوصف القرون الوسطى, وأكد في المقابل أن السينما تعد أحسن وسيلة للمقاومة والإزعاج, وحتى يتحقق هذا الهدف, يجب التسلح بالصدق في أي عمل سينمائي من خلال الإستماع وبإمعان لكل دقات قلب البرازيليين, مع الأخذ بعين الإعتبار ما يجري في العالم.

لم يخف المخرج البرازيلي كليبر مندونسا, ما يتعرض له الفنانون في بلده من هجوم, وهو ما اعتبره لحظة حزينة, تتعارض مع الحق الطبيعي لكل فرد في التعبير عن مشاعره بغض النظر عن طبيعتها, بيد أن وجود مثل هذه المضايقات على حرية التعبير, لا تعني الإستسلام لها حسب قول المتحدث نفسه "فطالما أعمالي تزعج القائمين على السلطة فسأستمر في إزعاجهم" يختم مندونسا فيليو.