ثقافة وفن

غولشيفته فرحاني: في إيران الخميني يتدخل في كل شي

نورالدين زروري/ تصوير: العدلاني الأربعاء 04 ديسمبر 2019
الممثلة فرحاني مع هند صبري
الممثلة فرحاني مع هند صبري

AHDATH.INFO

اللقاء الثالث من محادثات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 18, جمع بقصر المؤتمرات بين نجمتين ينتميان إلى ثقافتين مختلفتن,  هما التونسية هند صبري, والإيرانية غولشيفته فرحاني. اسمان ينتميان إلى جيل واحد تقريبا.

لكل واحدة  مسارها المختلف عن الأخرى. بيد أنه من غرائب الصدف أن منشط الحوار الفرنسي ماتيوه كاسوفيتز فاجأهما بجوانب مشتركة غير متوقعة منهما. بمجرد معرفته بمحاورتهما.

كان أول رد فعل طبيعي قام به كصحفي, قيامه ببحث استقصائي جمع أقصى المعلومات تسهل عليه استجوابهما, قادته هذه العملية  إلى اكتشاف  قواسم مشتركة بينهما تتمثل لآولا  في نقطة البداية, هند وفرحاتي وقعتا على أول عمل سينمائي وهما في سن واحدة لم تتجاوز 14 عاما وليس هذا فقط ما يشتركان فيهو بل ثمة نقطتين  أخريين.

أولهما  حصد جائزتهما  التمثيلية الأولى خارج بلدهما الأصلي, وثانيهما بناء تاريخهما الفني حاليا خارج أرض وطنهما, واحدة في القاهرة والثانية في كل العالم رغم استقرارها في الديار الفرنسية.

تنشيط "محادئة مع" لهذا اليوم. , كانت في حد ذاتها درسا في كيفية تنشيط الحوارات من هذا القبيل, تقديم لطيف هيأ به نفسيا ضيفيته لما قال لهما على سبيل الزاح بأنه لن يكون يسيرا مع نجمتين من هذا الحجم قبل أن يطمئنهما أن حضوره هنا من أجلهما حتى يتحدثا ويبوحا ما بداخلهما وليس من اجل أن يتحدث هو, وفعلا هذا ماكان طيلة مدة الحوار, فرش لهما الطريق ووفر لهما كل سبل الراحة, للحديث بكل أريحية وعفوية.

سنكتفي في هذا الجزء بالجزء المتعلق  بالنجمة الآيرانية غولشيفته فرحاتي على أن نتناول في عدد لاحق ما قالته النجمة التونسية هند صبري.

أول مفاجأة  فجرتها فرحاني أنها دخلت إلى عالم التمثيل دون علم والديها, ورغم ان والدها فنان ومخرج مسرحي معروف في إيران, لم يتقبل قرارها بأن تمتهن التمثيل السينمائي, وغضب منها أثناء علمه بانضمامها إلى نادي الممثلات, وقاطع كلامها لمدة شهرين بعد علمه أنها مثلت فعلا "أنت لست ابنتي علاقتي بك انتهت بمجرد أن دخلت إلى السينما" هكذا خاطبها.

مشهد مؤثر وصادم سيجعلها حياتها تأخذ مسارا لم تكن تتوقعه " هكذا هو مصيري أن أتغرب وعمري لا يتجاوز 17 عاما,بدأت أدرس في النامسا, وفهمت بعدها أن أساس  عدم تقبل الجمهور لأول فيلم لي, ثقافي بالدرجة الأولى " توضح فرحاني.

أول فرصة حقيقية ستكون بوابه غولفيتشه فرحاني نحو آفاق أرحب , تحققت وعمرها لم يتجاوز 23 عاما أقفلت أمامها أبواب بلدها, وفتحت أمامها منافد أخرى ستشق عبرها طريقا في أرض سينمائية جديدة حولتها في ظرف وجيز إلى نجمة سينمائية عالمية.

هل كانت تتصور يوما  أن أول عمل يطرق بابها يحمل عنوان "كتلة أكاديب" للمخرج الكبير ريدلي سكوت, ومع من ستمثل؟  إنهما   النجمين الكبيرين ليوناردو دي كابريو وراسل كرو. لم تكن تعرف حينها حتى اسم هذا المخرج, وقالوا لها  إنه موقع فيلم "غلادياتور".

عن هذا المشهد الحاسم في بداية حياتها كممثلة تقول فرحاني "كان أمرا غريبا عسير التصديق ومعجزة بالنسبة لي أن أشتغل مع الأمريكيين. لم أكن أعرف في ذاك الوقت الكثير من الأشياء".

لم تمر هذه التجربة دون أن تترك جروحها على جسدها, بل وتدق أخر مسمار في نعش علاقتها ببلدها إبران. هناك يمنع  على أي فنان تصوير أعمال فنيد خارجية قبل حصوله على ترخيص من السلطات , فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالعدو الأكبر لبلاد الفرس وهي الولايات المتحدة الأمريكية. ما أن انتشر خبر تصويرها لهذا الفيلم الأمريكي, حتى وجدت نفسها وسط عاصفة من الانتقادات بسبب الموقف السياسي المعروف   للسلطة المتحكمة في كل دواليب الدولة ضد الأمريكان.

" حينما عدت مباشرة بعد التصوير وجدت تسونامي ينتظرني, وتلقيت صفعة قوية. العمل مع الأمريكيين ممنوع من طرف السلطة الحكومية, وكان علي أن أنتظر خروج الفيلم لصدور القرار النهائي, وقبل هذا  خضعت لاستجوابات متتالية طيلة سبعة أشهر..ففي بلدي الخميني يتدخل في كل شيء.." تقول فرحني.

حضورهما كامرأتين في هذا الحوار, استغله المنشط وطرح عليها ما بات يعرف بالتمييز الإيجابي. غولشيفته فرحاني نفت أن يكون أصلا وجود  أي صراع بين الرجال والنساء, بقدر  هناك صراع الطرفين معا ضد الجهل "أنا ضد التمييز, ومع توحيد الرؤى وليس مع  فكر فريق بين الجنسين".