ثقافة وفن

بريانكا شوبرا.. قصة نجاح في هوليوود

نورالدين زروري/ تصوير: العدلاني الجمعة 06 ديسمبر 2019
DSC_2509
DSC_2509

AHDATH.INFO

الحوار مع نجمة بوليود الهندية بريانكا شوبرا، كان مختلفا عن كل من سبقوها على الكرسي نفسه، في إطار "محادثة مع" يوم الخميس الأخير بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

كانت منطلقة.. لا تفكر كثيرا في الجواب.. تتعامل كما لو كانت في جلسة حميمية مع أصدقائها أو عائلتها.. أضفت بروحها هاته أجواء لطيفة على المكان ككل.. وجعلت الحوار يمضي سريعا دون أن يشعر به الحاضرون.

اختار منشط الحوار عبد الحق نجيب، أن ينطلق من حيث انتهت النجمة بريانكا شويرا في مسيرتها، وهو سفرها من بوليود إلى هوليوود.

وفي ظرف زمني لم يتعد خمس سنوات، انطلق موسم حصد النجاح هناك. فهل ثمة سر وراء هذا التوفيق؟ تجيب بريانكا، بألا سر وراء هذه النتيجة غير رغبتها اللانهائية في اقتحام وتجريب عوالم أخرى، وخوض تجارب جديدة، لما تبين لها بلوغ مستوى معين.

في بوليوود اقتنعت أن الوقت قد حان لتقدم نفسها  لجمهوها بشكل مختلف وجدي، فكان قرارها بالسفر إلى هوليوود لتدشن بداية مسيرة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، تطلبت منها عقد لقاءات للتعريف بنفسها لعدم معرفتهم بها.

وظلت هذه النجمة تشتغل بدون توقف، حتى تمكنت من تحقيق أهدافها: "يجب الاشتغال أكثر وبجدية أكبر. هذه هي رسالتي التي أحب تقاسمها مع الحاضرين في القاعة، إذا ما أردت مثلا شراء سيارة، يجب الاشتغال لتوفير مصاريفها. تحقيق أي هدف رهين بالعمل، وتحديد المرحل خطوة بخطوة حتى تحقيق الهدف"، تقول بريانكا.

سفر بريانكا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتوقيعها على مسيرة متألقة بها، هل من الممكن أن  يكون على حساب تاريخها في بوليوود؟.. ترد بأن مثل هذا السيناريو بعيد عن التحقق، إذ يستحيل عليها محو تاريخها الفني المشرق ببلدها الهند في جرة سفر لأمريكا.

وطمأنت جمهورها بامتلاكها القدرة على العمل في المكانين معا، مذكرة بأن طريقها نحو النجومية والشهرة في بوليوود جاءت بعد سنوات من الكد والعمل، وبسبب ما راكمته من خبرة، صارت على دراية، بأن سبيل النجاح يتطلب الالتزام بثلاثة مبادئ هي: التواضع، احترام الذات والرغبة القوية والملحة لتحقيق الطموح.

وحول ما إذا كانت سعيدة بعد عشرين عاما من التجرية كللتها بالنجاح في هوليوود؟، كان جوابها بأنها لا تعلم.. الشيء الوحيد المؤكد في الوقت الحالي، أنها مستمتعة بالوجود بمراكش وإجراء هذا الحوار، أما على مستوى حياتها بشكل عام، فقالت إنها تتصور نفسها سعيدة، وحاليا تشتغل على كتاب جديد ستصدره لاحقا، وتريد طرح أول فيلم لها كمنتجة، وأن تمارس الموسيقى وتقوم بأشياء عديدة أخرى، إيمانا منها أن طرائق الإبداع متنوعة.

«السعادة هي ما أبحث عنه وهي  ما تشكل محور أي عمل أقوم به في مساري»، تؤكد بريانكا.

مسيرتها في الهند كانت ناجحة بكل المقاييس، ووقعت حتى الآن على خمسين فيلما، حرصت خلالها على ألا تكرر نفسها في أدوارها. وكان شرطها لقبول أي عرض جديد "ألا تمر من وراء الزاوية إذا كانت ثمة أشياء جديدة تعجبني في مشروع أي فيلم جديد فأرحب به أما إذا لم يكن كذلك فلا داعي»، تقول بريانكا.

وعن رفضها المشاركة في مشاريع أفلام عرضت عليها ومع أسماء وازنة، بررت موقفها هذا بسبب شخصيتها القوية ونزاهتها وتوفرها على رؤية واضحة وبحثها عن ظروف مريحة في الاشتغال حتى يكون أداؤها في أحسن أحواله، وتتمكن من استغلال كل الإمكانيات المتاحة أمامها. «وجب أن تمتلك الشجاعة لتغيير الأمور وتحريك المشهد حتى تحقق النجاح» تقول بطلة فيلم «باي ووتش».

وقعت بريانكا شوبرا على حضور متميز في السلسلة الأمريكية الناجحة «كوانتيكو" التي تبث حاليا في موسمها الثالث، وتطلب منها بدل مجهود كبير حتى تمتلك ناصية اللكنة الأمريكية، وأخذت حصصا تدريبية مع كوتش في التنمية الذاتية، وفي ظرف وجيز اختفى هذا المشكل، " حتى أن المخرج أصبح يقول لي لا تذهبي إلى ما هو أعمق، اشتغلت على نفسي بشكل كبير حتى تطورت وأصبحت جاهزة للدخول في أي تحد".

اشتغالها بهذا الإصرار والرغبة الجامحة في حصد النجاح في بلاد الأمريكان، كان واحدا من الدوافع الأساسية كما أوضحت برييانكا، هو أنها وضعت ضغطا على نفسها، وأنها لا تمثل نفسها فقط، بل بلدها وكل الممثلين النجوم ممن اشتغلت معهم وتعلمت منهم الكثير في ميدان التمثيل. وأي فشل لها تراه فشلا لهم جميعا، بيد أن كلامها هذا لايعني انعدام أي طموح فردي. وطموحها كما عبرت عنه عدم استحبابها  أن توسم كممثلة هندية بدل ممثلة فقط .

" التفرد والبحث عن الغريب والمختلف العصي عن التفسير" هذه هي نصيحة بريانكا شوبرا لكل الممثلين والمخرجين، ممن هم  على وشك شق طريقهم، وطالبتهم بالابتعاد عن تقليد الآخرين، والبحث عن الجديد الممكن أن يجدب الناس " أنا سخصيا لا أستطيع تحديد هذا الشيء بشكل ملموس، لكن لم يسبق لي المشي مرتدية أحذية الآخرين".

رغم كل انشغالاتها العديدة وسفرها الدائم من بلد لآخر، تحرص بريانكا على الانخراط في العمل الإنساني، والقيام بدورها كسفيرة للنوايا الحسنة.و في معرض جوابها على سؤال مرتبط بهذا الموضوع، أكدت أن الأولوية في الوقت الحالي هي تمتيع الناس بالحق في التعبير، مسجلة أن الاختلاف صار مرفوضا في عالم اليوم، ما أن تعبر عن وجهة نظر مغايرة للآخرين، حتي تتعرض لهجوم كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبت الجميع بضرورة التسلح بالشجاعة وعدم الخوف من البوح بآرائهم.