ثقافة وفن

فاس تستعد ليومها السنوي.. احتفالية التاريخ العريق والاشعاع العالمي

و م ع الجمعة 03 يناير 2020
2059948159_b890c9e9a2
2059948159_b890c9e9a2

AHDATH.INFO

تستعد العاصمة الروحية فاس، للاحتفاء بيومها السنوي العاشر تخليدا لتاريخ ضارب في العراقة وإشعاع عالمي متواصل.

ويروم هذا اليوم الذي بات موعدا راسخا لاستعادة رحلة المدينة في التاريخ، تثمين مفاخر الماضي والمساهمة في بلورة رؤية استشرافية من شأنها النهوض بالتنافسية الاقتصادية للحاضرة وبجاذبيتها السياحية والثقافية.

يتعلق الأمر بمحفل عمومي للنقاش والمبادرة ينصب على مختلف جوانب تطور فاس وتحولاتها، وهي المدينة الحارسة لتراثها، المنفتحة على العالم والمتشبثة بنمط حياتها الخاص.

تواصل الحاضرة الإدريسية المصنفة تراثا عالميا للانسانية صناعة الدهشة والإعجاب من خلال معالمها التي لا تحصى، وضمنها 9000 بيت تاريخي، و11 مدرسة تقليدية، و43 مدرسة قرآنية و83 ضريحا و176 مسجدا وجامعة القرويين فضلا عن 1200 ورشة للصناعة التقليدية ومدابغها التقليدية...والقائمة مفتوحة.

وتشكل فاس، بهويتها كفضاء للفن والثقافة والروحانية بامتياز، مثالا حيا لمدينة متوسطية وعربية اسلامية. في حضن أسوارها المنيعة وأبراجها الشامخة، تحاول المدينة رفع تحديات الحاضر والمستقبل وبلورة دينامية تنموية محلية تحقق إقلاعها الاقتصادي.

ويشكل هذا اليوم الاحتفالي الذي اعتمد عام 2011 من قبل جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية التراث والبيئة والمواطنة، فرصة للتعبئة وبحث الآليات الكفيلة بتنزيل رؤية استشرافية تواكب التوسع الحضري للمدينة وتعها على سكة قطار التنمية المستدامة.

وخلال السنوات الأخيرة، استفادت فاس من سلسلة من المشاريع التي ساهمت في بث الحيوية في شرايين المدينة العتيقة. يتعلق الأمر على سبيل المثال ببرنامج ترميم 27 معلمة وموقعا تاريخيا و 4000 مبنى مهدد بالانهيار فضلا عن المدابغ والقناطر والمدارس العتيقة الموروثة عن المرينيين بين القرنين ال 13 و ال 14، باستثمارات فاقت 615 مليون درهم.

وهمت مبادرة أخرى تنشيط المدار السياحي الثقافي للمدينة العتيقة بفتح فنادقها الشهيرة في الشماعين والسبيطريين والسطاونيين أمام أنشطة حرفية في طور الاندثار وأنشطة ثقافية وسياحية متنوعة. هذه النفائس المعمارية التي تعود الى القرنين ال 13 و ال 14 استعادت حياتها ومعها بعدا غائرا من تراث المدينة العتيقة.

ويروم هذا البرنامج الذي يكلف غلافا ماليا يناهز 583 مليون درهم، الرفع من جاذبية المدينة لدى الساكنة، وخصوصا الطبقة المتوسطة والزوار أيضا.

وتهم المشاريع المسطرة في إطار البرنامج ستة محاور كبرى تشمل تأهيل 11 معلمة تاريخية ورمزية، وترميم دور العبادة، وأنشطة الصناعة التقليدية والتجارة التقليدية و37 موقعا آخر، منها 30 نافورة فضلا عن تأهيل الموقع التاريخي لدار الماكينة. ويظل الاحتفاء باليوم السنوي لفاس مناسبة لتكثيف قنوات النقاش المفتوح حول الوضع الراهن للعاصمة العلمية والرؤية المستقبلية في أفق استراتيجية نهضوية تبتغي إقلاعا اقتصاديا مستداما للحاضرة.