ثقافة وفن

انتقاد المعطي ممنوع لدى صبيانه: الغلمان غاضبون !

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 09 يناير 2020
mounjibune1_101590007
mounjibune1_101590007

AHDATH.INFO

لاأعرف كم كان عمر زميلنا (وهو بالمناسبة أحد غلمان "مول الجيب")، الذي كتب منذ يومين محاولا الدفاع عن "مؤرخه" ينتقد الصحافة المغربية، عندما بدأت الصحافة المستقلة المغربية في الظهور. ولا أعرف ما الذي كان يفعله حين كانت تلك الصحافة المسكينة تناضل لكي تخرج وتصدر وتزدهر وتدوم، وأعتقد أنه كان يمتشق حسام الادعاء الشعري، وبعض الادعاء الحقوقي، آنذاك في مكان ما شمال المملكة. وكان موظفا شبحا تدبرت له أسرته وظيفة لكي تنتهي من ضجيجه، قبل أن يصبح "حتى هو صحافي دابا" أو مايشبه هذا الأمر. لا أدري، و للأمانة والحقيقة والتاريخ، لا أريد أن أدري، لكنني قرأت له كلاما مكتوبا في جريدة "أخبار اليوم المغربية"  - فك الله أسر مديرها المعتقل بتهم سيئة للغاية - عن هاته الصحافة، التي هاجمت عبد الرحمان اليوسفي ذات زمن،  وكلاما آخر عن ادريس البصري وعن عبد الإله ابن كيران وعن الفقيه البصري  وعن أشياء أخرى أتصور أن الزميل يمتلك بعض التصورات عنها على كل حال، وهذا تصور نابع من حسن نية أوصانا ديننا وأوصتنا الأخلاق الحسنة بأن نفترضه في الخلق، وأن نحكم بالظاهر على أساس أن ربنا جل وعلا يتولى السرائر في نهاية المطاف ويعرف من يعلم ماذا، ويعرف من يتحدث عما لايعلم ويعرف كل الأشياء، لأن علمه مثل رحمته سبحانه وتعالى وسعا كل شيء..

صديقنا وزميلنا حاول أن يتحدث عن هاته الصحافة المستقلة، وأن يقول لنا ختاما في مكتوبه في جريدة أخبار اليوم المغربية - فك الله أسر مديرها المعتقل في قضية سيئة للغاية مجددا - إنها صحافة "مش حلوة" .

يحق للشاب، الذي لم يعد شابا منذ زمن طويل، أن يقول هذا ويزيد، لأنه واحد من الذين يستطيعون قول أي شيء. ومنذ قرأت له يوما وهو يقول "صديقي بيل غيتس، وصديقي نعوم تشومسكي، وصديقي دونالد ترامب، وصديقي فلاديمير بوتين، وصديقي حسن نصر الله، وصديقي كيم ديال كوريا الشمالية" غسلت اليدين حتى الكوعين عليه، وعلمت أنه واحد فقط من أوجه أزمة صحافتنا الحالية، التي جعلت كل من هب من فراشه، ودب على الأرض يكتب عن كل شيء، وأحايين كثيرة يكتب اللاشيء دون حسيب أو رقيب، حتى صار "نيبا" اليوم زميلا، وصار "حمزة مون بيبي" مصدرا للناس في مجال الأخبار الحصرية، وصار محمد زيان زعيما حقوقيا يشار له بالبنان والموز والإجاص وبقية الفواكه، وصارت عديد الأشياء في البلد الأمين، ولكن الحزين، مختلطة بكراع المش الشهير، الذي يعني في نهاية المطاف أننا وقعنا في الفخ، فقط لاغير..

صديقنا حاول دونما شجاعة تذكر أن يرد علينا في "الأحداث المغربية" وفي جرائد أخرى بخصوص شيء ما غير قابل للتحديد بدقة. لكن ولأنه يفتقد الخاصية الأولى التي تميز الأناس الأصليين، أي القدرة على الذهاب مباشرة إلى الموضوع، جال وطاف كثيرا حول الفكرة الأساسية ولم يلامسها. وخلاصة الأمر أنه حاول إقناع من قرأ منشوره المضحك على جريدة أخبار اليوم المغربية - فك الله أسر مديرها المعتقل بسبب أشياء سيئة للغاية مرة أخرى - أن هناك صحافة في المغرب تدافع عن الأمن أكثر من دفاعها عن الملك (أي والله كذا قال، وأيم الله ورب الكعبة وحق من لاقانا هاد النهار بلا ميعاد !)

طبعا يفترض هنا أن نرتعب، وأن نصاب بالكساح وبارتعاشة الأيدي الدائمة، وأن نقول "ناري مول الهدهد فرشنا كاملين آلدراري". لكن المنطق السليم يفرض علينا أن نفترض أن الزميل "يخربق" فقط لأنه لا يجد مايكتبه، ولا تؤاتيه الشجاعة لقول عديد الأشياء التي يؤمن  بها والتي خاف إن هو صرح بها فعلا أن يجد نفسه متابعا بشيء ما، لذلك شرع في الدوران حول نفسه وحول الموضوع دون أن يقول في نهاية المطاف عبارة مفيدة واحدة.

لذلك لن نرد عليه. سنعطيه الفرصة لاستجماع أنفاسه، والبحث عن بعض الشجاعة التي لم يمتلكها يوما لكي يعيد كتابة مقاله. وسنقول له ماكان يقوله الأساتذة أيام كانت الصحافة صحافة بالفعل "سير آولدي عاود كتب داكشي، راه مامقال ماوالو، وعطيه لشي واحد يصححو ليك يلا ماكنتيش عارف تبداه وماكنتيش عارف تساليه"، وإذا لم تجد فاذهب لزيارة مدير الجريدة التي تنشر فيها - فك الله أسره -  وأعطه المقال واطلب منه بعض التنقيح، وحينها لكل حادث حديث.

"حيد بالاك آسميتك"، فلا شيء يستحق الانتباه فعلا.