Ahdath.info
دكت السلطات المحلية بالعرائش، الخميس، 36 براكة بأحياء بالمدينة، كانت قد تفرخت في واضحة النهار وفي جنح الظلام على حد سواء، أمام مرأى رجال السلطة وأعوانهم، حيث استعانت بحشود كبيرة من عناصر الأمن والقوات المساعدة للتغلب على غضب السكان المعنيين بعمليات الهدم.
واضطرت سلطات العرائش، بعد إحراجها عقب توصلها بعريضة موقعة من جمعية وسكان حي ديور حواتة، يطالبون فيها بتدخل السلطات لهدم خمسة براريك تم إنشاؤها بطريقة غير قانونية بالحي، إلى هدم ما مجموعه 36 براكة، من بينها 30 براكة بحي جنان بيضاوة الصفيحي، وخمس براريك بحي ديور حواتة التي نبتت بين العمارات، بالإضافة لبراكة واحدة بحي ألطو الراديو، وذلك في عز البرد القارس، وفترة "الليالي" المعروفة بقساوة نهارها وليلها.
ولم تغفل السلطات التي كان يتقدمها مسؤولون بارزون بالعمالة، مدعومين بمسؤولي وعناصر الأمن الوطني، وأكثر من سبع سيارات للقوات المساعدة، التي كانت مركونة أمام الملحقة الإدارية الرابعة بحي السلام، إمكانية وقوع مناوشات من طرف أصحاب البراريك،حيث طوقت عناصر القوات المساعدة موقع الهدم لمنع أي محاولة لعرقلة عمل الجرافة "التراكس".
وبالرغم من ذلك بدا غضب الأسر التي شملتها العملية، بشكل جلي، الأمر الذي تسبب في توتر شديد، ما أسفر عن وقوع حالات إغماء في صفوف النساء، حيث تم نقل بعضهن عبر سيارة الإسعاف لتلقي العلاج بالمستشفى الإقليمي للا مريم بالمدينة، كما أقدم شخص بحي جنان بيضاوة على محاولة الانتحار، بعدما حمل سكينا ووضعه على عنقه وهو يثور في وجه السلطات، قبل محاصرته من قبل عناصر الأمن، الذين كبلوا يديه بالأصفاد، وأوقفوه داخل سيارة الشرطة.
ورغم تظاهر بعض المسؤولين باستعدادهم للحوار مع الأسر المعنية بعملية الهدم، لتفادي أية مواجهات بحي جنان بيضاوة، لم يتردد بعض أفراد تلك الأسر في اتهام بعض أعوان السلطة والمقدمين، بتلقي رشاوى مقابل غض الطرف عن عمليات البناء العشوائي وتفريخ البراريك في أوقات النهار والليل، حسب الاتفاق.
بل الأكثر من ذلك فقد صرخت بعض الحناجر متهمة بعض المسؤولين دون تحديد أسمائهم، بالتعامل بانتقائية وتمييز بين المواطنين أثناء عملية الهدم، من خلال اختيار براكة لهدمها، وترك براريك أخرى دون أن تشملها عمليات الهدم.