ثقافة وفن

في عددها 61 .. "ذوات" تحاصر مد التطرف والفكر المتزمت بورقة الفلسفة

احداث انفو الجمعة 06 مارس 2020
Capture
Capture

AHDATH.INFO

كعادتها في طرح الأسئلة "الحارقة"، تطل مجلة ذوات الثقافية العربية الإلكترونية الشهرية، الصادرة عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، في ملف عددها 61، بسؤال حول دور الفلسفة في التصدي لزحف الإرهاب، باعتبارها أداة تنويرية قادرة على مواجهة مختلف أشكال التطرف والفكر المتزمت.

وفي كلمة العدد، استحضرت سعيدة شريف، رئيسة تحرير مجلة " ذوات"، قول الكثير من المهتمين بأمر الفلسفة في عصرنا الحالي، الذين اعتبروها "أداة مهمة في علاج سعار الإرهاب الذي ابتليت به المنطقة العربية"، مما يستدعي إعادة الاعتبار لها، وتجديد مكانتها في المنظومة التعليمية العربية التي عملت لسنوات على محاربة التفكير الحر والفلسفة، بعد إقبار تدريس الفلسفة في الجامعات لسنوات، كمحاولة لطمس أي محاولة لتأجيج الثورات ومطالب التغيير.

وكعادتها في تفكيك موضوعها المحوري، طرحت المجلة عددا من الزوايا المحيطة بالموضوع، من خلال التساؤل عن كيف واجهة الفلسفة الإرهاب؟ وما هي القيم الإنسانية السامية التي كانت الفلسفة تدافع عنها ولا زالت؟ وكيف يمكن للفلسفة اليوم، أن تصبح أداةً لتحرير الواقع مما ينتج من خطابات تدعو إلى الكراهية والعنف والتطرف، وكل أشكال التزمّت والإرهاب؟ وهل يمكن للفلسفة اليوم أن تكون أداة فاعلة للمساهمة في علاج سعار الإرهاب الذي ابتليت به المنطقة العربية؟ وكيف يمكن حماية الفلسفة نفسها من الإقصاء والتهميش والمحاربة مرة أخرى في بلداننا العربية؟ وهل تنزيل الفلسفة إلى الناس، وتوسيع نطاق تأثيرها والعمل على استقطاب الرأي العامّ، كفيل بحمايتها؟

وقد عمل الباحث المغربي في مجال الفلسفة، إسماعيل الموساوي، على إعداد ملف العدد الذي حمل عنوان " أيّ دور للفلسفة أمام زحف الإرهاب؟ إلى جانب مجموعة من الباحثين العرب، وهم: الدكتورة والباحثة السورية يسرى وجيه السعيد، بمقال بعنوان: دور الفلسفة العقلانية المعاصرة في مواجهة الإرهاب ، والباحث المغربي حمادي أنوار بمقال: الفلسفة وسؤال الديني والسياسي ، والباحث التونسي الدكتور زهير الخويلدي، بمقال بعنوان: دور الفلسفة في الحد من اللاتسامح الديني ثم الباحث والدكتور غيضان علي السيد من مصر بمقال بعنوان: الفلسفة وقيمة التسامح (أو في ضرورة الانتقال من المطلق إلى النسبي) أما حوار الملف، فهو مع الدكتور والباحث العراقي علي عبود المحمداوي، وهو أحد أبرز المفكرين العرب الذين خصصوا حيزاً مهمّاً من أبحاثهم الفلسفية والفكرية لمقاربة مشكلة الإرهاب فلسفياً دراسة وتحليلاً، من خلال عمله البارز في هذا السياق الفلسفة والإرهاب: أو في سلم السؤال وعنف الجواب سرد في الجريمة المنظمة ضد العقل وهو يرى في حواره مع مجلة ذوات ; في هذا الملف، أن الفلسفة هي الكفيلة بتفكك البؤر التكفيرية، والتصورات الأصولية العُنفِية، وتخليص المجتمعات العربية من هذه المشاكل ذات الطابع التطرفي التي تعاني منها اليوم؛ مشيرا إلى أنه باستطاعتها أن تفعل ذلك من خلال حضورها الناقد، وأسئلتها المزمنة لادعاءات الصحة والحقيقة التي يطلقها الإرهابيون في أيّ مكان، من خلال تحليل مآلات الأفكار وفحصها فلسفياً بغية تجاوزها، وتخليص المجتمع من حضورها العنيف.

وإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (61) من مجلة ;ذوات أبوابا أخرى، منها باب رأي ذوات ، ويضم ثلاثة مقالات: العنف.. أين ومتى يبدأ، وهل سينتهي؟ للباحثة

والمرشدة النفسية السورية روضة عبد الخالق، و المجتمع الافتراضي وانهيار حاجز الواقع للكاتب والصحفي المصري أحمد صوان، و الصورة - الثرثرة، وخيانة المعنى  للباحث السوري معتز سلام؛ ويشتمل باب ثقافة وفنون على مقالين: الأول للشاعر والناقد الفني المغربي الدكتور بوجمعة العوفي بعنوان: البدايات المؤسِّسة للنقد الفني بالمغرب والثاني للشاعر والكاتب المصري شريف الشافعي، بعنوان: خيمة 56 .. قضايا النّساء والحرّيات وأوجاع اللاجئين في فيلم سوري.

ويقدم باب حوار ذوات ، لقاء مع الكاتب والمؤرخ التونسي لطفي عيسى، المتخصص في تاريخ التصوّف وتاريخ الذهنيات المقارن بالمجال المغاربي، والحاصل على جائزة معرض تونس الدولي للكتاب في دورة 2019 عن عمله أخبار التونسيين: مراجعات في سرديات الانتماء والأصول ، وهو الكتاب الذي توج به مساراً طويلاً بدأه بفهم التاريخ الثقافي لبلاده من موقع الزوايا ومدونة مناقب الأولياء، وصولاً إلى مرحلة ما بعد 2011 وجدالاتها، والتي صعد فيها الخطاب القائم على مرجعيات الهوية، وهو ما يضع أمام المؤرخ إشكاليات جديدة، يأتي عيسى كأحد أبرز من يتصدّون لها، بأدوات عابرة للتخصّصات؛ الحوار من إنجاز الإعلامية التونسية بثينة عبد العزيز غريبي.

فيما يقدم بورتريه ذوات لهذا العدد، صورة عن الدكتور محمد مفتاح، رائد النقد الأدبي المعاصر بالمغرب، وأحد أهم الأساتذة، وأبرز الباحثين الأكاديميين الذين جدّدوا الدرس النقدي في الجامعة المغربية، سواء من حيث طرائق التدريس، أو من حيث المناهج المتّبعة في قراءة الإبداع العربي، فتحولت الجامعة معه، إلى مضمار للتفكير والتّأمّل، والحفر في الثقافة العربية بإواليات نقدية غربية، وهو ما جعله يتوج بالعديد من الجوائز العربية القيمة كجائزة الملك فيصل العالمية في اللغة والآداب عام 2016، وجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2011، عن كتابه مفاهيم موسعة لنظرية شعرية (اللغة-الموسيقى-الحركة) ، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 2004 عن مجمل إنتاجه النقدي؛ البورتريه من إنجاز الباحث والشاعر المغربي صالح لبريني. وفي باب سؤال ذوات ، يستقرئ الإعلامي والكاتب المصري وائل سعيد، آراء مجموعة من الباحثين والكتاب العرب حول سؤال: الطريق إلى الفلسفة... هل يكون حلاّ لمواجهة الإرهاب والتطرف؟ وفي باب تربية وتعليم يتناول الكاتب والباحث المصري خلف أحمد محمود أبوزيد موضوع المؤسّسات التربوية وثقافة الأمن الفكري ، فيما يقدم الباحث المغربي عبد الرحيم رجراحي، قراءة في كتاب فن العيش الحكي لأرثور شوبنهاور، وذلك في باب كتب، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث ، إضافة إلى لغة الأرقام، التي تقدم أحدث تقرير صادر عن منصة هوتسويت (Hootsuite) الكندية بخصوص العالم الرقمي لعام 2019، والذي يكشف عن أرقام مثيرة للاهتمام، من أبرزها أن استهلاك الأنترنيت لدى

العرب يفوق نظيره لدى الغرب.