ملفات الأحداث

الغماري .. الإعلامي الذي يتكلم من القلب في زمن الجائحة

أحمد ردسي الخميس 09 أبريل 2020
IMG-20200409-WA0002
IMG-20200409-WA0002

Ahdath.info

يفعلها صلاح الدين الغماري لأسبوع آخر ويحقق رقما قياسيا جديدا في الأوديونس لم يسبقه له غيره في برنامج إخباري أو توعوي ، أكثر من ثمانية ملايين مشاهد وأكثر من 45 في المائة من نسب المشاهدة لحلقة السابع من أبريل لبرنامجه أسئلة عن فيروس كورونا على شاشة دوزيم حسب آخر بيان بقياس نسب المشاهدة لماروك ميتري .

أرقام ونسب مكنت الغماري وبرنامجه من احتلال الصف الثالث في قائمة البرامح الخمس الأكثر مشاهدة في القناة الثانية، أرقام ونسب قد تعبر وتترجم رضى المشاهدين ووفاءهم للبرنامج بلغة قياس المشاهدة لكن تبقى باردة فهي ولا تقول إلا القليل عن موعد أصبح علامة فارقة في المشهد التلفزي المغربي في زمن جائحة كورونا وشكل مع مقدمه نموذجا متفردا في صناعة محتوى تلفزيوني مغربي هادف و قريب من المغاربة لغة وأسلوبا و أحاسيس ومشاعر ..

تلفزيون القرب الذي كان يتحدث عنه أصحاب النظريات والكلام الكبير يتحقق في غفلة منهم أو ربما في وقت نسوا ذلك الكلام، و المفريد أن يتحقق ذلك في ظرف استثنائي ظرف الوباء الذي زرع الخوف والرعب في مختلف أنحاء العالم وجعل البشرية تواجه مصيرا ربما لم يسبق لها أن واجهته بهذه الكيفية ، فما الوصفة في هذا تفرد هذا البرنامج و مقدمه صلاح الدين الغماري ؟

في أسئلة عن فيروس كورونا خرج الغماري الذي تعرف عليه المشاهدون وخبروه لعقود من الزمن مقدم أخبار رزين رزانة الأخبار التي يقدمها أو آكثر، عن النمط الذي عهدناه في مثل هذه البرامج التوعوية أو التحسيسية .. التي تسقط في العبارات المسكوكة والخطاب الأحادي البارد ليتكلم مع الناس بلغة المشاعر والأحاسيس لغة القلب ليقول لهم «أنا خايف عليكم كما أنا خايف على راسي و كما أننا كاملين خايفين على بلادنا» بلغة قريبة منهم الدارجة النقية المعبرة عن الروح المغربية وليست الدارجة التي ابتذلتها مواقع البوز والسبق الفارغ والتفاهة .

يتكلم بعفوية وبحرارة ليقول للمغاربة إن الزمن ليس زمن استسهال وزمن لا مبالاة إنه زمن الجد وجد الجد زمن الخطر المحدق بنا وببلدنا وبالبشرية وما علينا إلا أن نتلزم بالتعمليات والإرشادات ونبقاو في الدار حتى تنقشع هذه الغمة، يتفاعل مع أسئلتهم و ردود أفعالهم ويحاول أن يجد الجواب الشافي عند ضيوفه في زمن كثرة الأسئلة والمخاوف وتعدد الأخبار الزائفة .. وزمن يبحث فيه المشاهدون والمواطنون عموما عن أجوبة ترفع من نسبة التفاؤل لديهم وتكون من مصادر ثقة أو موثوقة..

كل ذلك بجد وجدية لكن في بعض الأحيان يكون الكلام وليس الخطاب مغلفا بروح دعابة أو يترك أثرا من ذلك في نفوس المشاهدين مثل أنه إيلا مادرناش هاد الشي غادي يخرج لينا الغماري من التلفزة أو من الشاشة

كل ليلة ينتظر ملايين المشاهدين الغماري والأجوبة عن أسئلة فيروس كورونا من أجل معرفة الجدبد عن هذا الفيروس المستجد و يتزودوا بطاقة تدفعهم إلى مزيد من الحيطة والحذر و تتبع التعليمات والإرشادات والالتزام بالتدابير الوقائية والاحترازية وليطرودا بعضا من فيروسات الخوف والهواجس ويناموا على مزيد من الثقة و الأمل في قدرة المغرب والمغاربة على هزم الفيروس اللعين والعودة القريبة إن شاء الله إلى حياتهم العادية .

لقد قدم صلاح الدين الغماري من خلال برنامجه نموذجا على قدرة الإعلاميين المغاربة والتلفزيون العمومي المغربي على صناعة محتوى محترم وهادف يصل إلى المشاهدين بسلاسة ويؤثر فيهم بقوة ، و أعطى دليلا آخر أنه لا يصح إلا الصحيح أما البوز وما اختلط به من تفاهة فإلى زوال .

ولكي تكون مؤثرا فعلا وليس كذبا وزوروا وادعاء عليك أن تكون إنسانا ذا ثقافة وذا أسلوب وطريقة وذا مشاعر صادقة، قريب من الناس تخاطبهم بلغة القلب و أيضا لغة العقل ويحسون أنك تقتسم معهم مشاعر صادقة .. وهكذا كان صلاح الدين الغماري وهكذا بادله ويبادله ملايين المشاهدين والمغاربة كثيرا من هذه المشاعر .. واستطاع أن يهزم الفيروس اللعين وفيروسات أخرى إعلاميا في انتظار أن يتخلص المغاربة والعالم من كوفيد 19 في القريب العاجل ويعودوا إلى حايتهم العادية لكن بطبيعة الحال بشكل آخر فهناك ما قبل كورونا وما بعدها.