فكر و دين

رحم الله نقيب مقرئي مصر محمد محمود الطبلاوي

أحداث.أنفو الأربعاء 06 مايو 2020
maxresdefault-1
maxresdefault-1

AHDATH.INFO ”رويترز”: توفي يوم الثلاثاء الشيخ محمد محمود الطبلاوي أحد أقطاب ترتيل وتلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي عن عمر ناهز 86 عاما.ونعت المؤسسات الإسلامية الرسمية وعلى رأسها دار الإفتاء والأزهر ووزارة الأوقاف الشيخ الطبلاوي الذي كان يشغل حتى رحيله منصب نقيب محفظي وقراء القرآن الكريم في مصر.

وقال الأزهر في بيان: إن الشيخ الراحل “سيظل يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين، وسيظل صوته العذب يقصده المسلمون للتدبر في آيات الذكر الحكيم، ويبقى الشيخ الطبلاوي علامة بارزة في تاريخ الترتيل والتلاوة في التاريخ الحديث”.

وذات مقابلة تلفزيونية في برنامج “صاحبة السعادة” على قناة “دي إم سي” أشار المقرئ الراحل إلى أنه حفظ القرآن الكريم كاملا وهو ابن 9 سنوات، كما عرج إلى أنه متحيز جدا للكتاتيب، حيث يرى أن الكتاتيب متخصصة لحفظ القرآن الكريم وليس لشيء آخر، مستذكرا طفولته واهتمام والده بإرساله إلى الكتاتيب تصديقا لرؤيا جده، الذي رأى أن حفيده الذي لم يزل في بطن والدته -الشيخ محمد الطبلاوي- سيكون من حفظة كتاب الله تعالى، قائلا وهو يضحك “كان كل طالب في الكتاتيب يدفع تعريفة واحدة، وأبوي كان يرفع السعر ليهتم بي الشيخ وتتحقق رؤيا والده”.وحول من كان معه من كبار القراء، وكان يشعر بمنافسته، قال الطبلاوي: “هو الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله، كنا لا نتفارق إلا عند النوم، وكنا نتحادث إذا ما كان أحد منا يمتلك وقت فراغ لنتجالس ونتسامر مع بعضنا ونأكل ما لذَّ وطاب من صنع البيت مثل الرز باللبن وغيرها من الحلويات المصرية”.

وتميز الشيخ الطبلاوي بدماثة الخلق والروح المرحة، إذ يظهر ذلك جليا في عديد من حواراته التلفزيونية، وكان -رحمة الله عليه- من المتمسكين بكتاب الله وصاحب قراءة متميزة تشد الآذان والمسامع وترتبط عند الكثيرين بذكريات بعيدة، إذ حافظ على طريقة تلاوته للقرآن الكريم، تلك القراءة المتأنية والتي غالبا ما تحتاج إلى نفس طويل وانتقال بين مقامات الصوت، وكم ارتبطت تلك القراءة بصوت الجالسين بمجلس القراءة بلفظ الجلالة “الله” فور انتهائه من كل آية يقرأها، أو عدد من الآيات في نفس طويل واحد، وهذا ما عرف عند أهل القرآن بجمهورية مصر العربية إذ ترتفع أصواتهم بلفظ الجلالة “الله” أو بعبارات مثل “الله عليه يا شيخ”.رحل الشيخ محمود الطبلاوي تاركا وراءه صوتا مختلطا بعبق الماضي لا زال يردد في إذاعات القرآن الكريم والقنوات التلفزيونية، ولا زال صوت ترتيله يذاع عبر المسجلات كل صباح لتحل بركة القرآن الكريم.

ولد الطبلاوي في 14 نوفمبر 1934 بقرية ميت عقبة في محافظة الجيزة وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره. ذاع صيته في أنحاء مصر واعتمدته الإذاعة المصرية في 1970 ليصبح من الأصوات المميزة لدى مستمعي إذاعة القرآن الكريم.شغل العديد من المناصب منها عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومستشار بوزارة الأوقاف، ونال تكريم حكومات وملوك ورؤساء في العالم.جدير بالذكر أن وسائل اعلام متنوعة نقلت عن المتحدث الرسمي لنقابة القراء بجمهورية مصر العربية أن وفاة الشيخ الطبلاوي جاءت طبيعية، وذلك ردا على الشائعات التي تقول بأن الوفاة جراء إصابة الشيخ بفايروس كورونا.