مجتمع

الزعيم عبد الرحمان اليوسفي .. اهتمام ملكي برجل فوق الانتماءات

سكينة بنزين الجمعة 29 مايو 2020
unnamed
unnamed

AHDATH.INFO

قبل أيام ، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورته مرفقة بالكثير من عبارات الاحترام التي تخللتها أمنية واحدة : "نسأل الله الشفاء لهذا الزعيم العظيم". لم تكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها عبد الرحمان اليوسفي المستشفى ليخرج منها منتصرا على مرضه، وفي رصيده منسوب احترام إضافي، تجاوز القاعدة إلى قمة السلطة والذي ترجمته التفاتات ملكية حملت في طياتها ما هو أثقل من "فضل زيارة مريض".

زيارة الراحل الحسن الثاني لليوسفي بعد إجراء عملية جراحية

ففي عهد سابق من حياة رجل عايش أكثر من ملك، وأكثر من تجربة، وأكثر من فصل تاريخي لمغرب حديث، زار الراحل الحسن الثاني اليوسفي الذي انضم لجموع الراحلين صباح اليوم الجمعة 29 ماي، حين خضع وقتها لعملية جراحية على مستوى الرأس، وهو حينها وزيرا أولا لحكومة التناوب التي ترأسها رغم وضعه الصحي غير المستقر ، وقبلها كان الراحل الحسن الثاني قد أشار في نهاية سبعينات القرن الماضي،أن الوطن يرحب باليوسفي من منفاه، حين استقبل والدته بالقصر الملكي ليحتسي معها كأس شاي ويسألها عن حاجتها، لتجيبه "بغيت وليدي".

عاد "الولد للوطن" لتقر عين الأم بابنها البار لمبادئه وقيمه، في وقت صعدت فيه أسهم وتهاوت أخرى تبعا لحسابات سياسية ومرحلية، لكن وحدها أسهم "الزعيم اليوسفي" كقيمة إنسانية ظلت في ارتفاع مستمر، وهو ما ترجمته الالتفتات الملكية مرة أخرى، حين تناقل المغاربة سنة 2016 صورة زيارة الملك محمد السادس له بالمستشفى، في مشهد بجرعة إنسانية مضاعفة وهو يقبل رأسه، كما كرر الزيارة مرة أخرى في مشهد لا يقل إنسانية عن سابقه.

عبد الرحمان اليوسفي الذي رأى النور بطنجة في الثامن من مارس 1924، رحل صباحا بعد أن بلغ 96 سنة تخللتها الكثير من المحطات المحبطة كما هو الحال ضمن سيرة الزعماء، لكن الفصول الأخيرة التي اختار فيها الصمت، عرفت التفاتات ملكية خاصة، منها إشراف الملك على تدشين شارع باسمه خلال احتفالات عيد العرش، تكريما له كرجل دولة من طينة خاصة، تلتها التفاتة تكريم أخرى، حين اختار جلالة الملك أن يطلق اسم عبد الرحمان اليوسفي على فوج الضباط المتخرجين من مختلف المدارس العسكرية لسنة 2019.

وخلد جلالة الملك محمد السادس تخرج هذا الفوج بكلمات بليغة عندما قال إن اختيار اسم الوزير الأول الأسبق جاء لكونه «يتقاسم مع والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، ومع جلالتنا، نفس المبادئ الثابتة في حب الوطن، والتشبث بمقدسات الأمة، وبالوحدة الترابية للمملكة، والدفاع عن مصالحها العليا»، وزاد قائلا: «وإننا نعتز بما يجمعنا به شخصيا من روابط قوية ووطيدة، وعطف خاص متبادل»، داعيا الخريجين الجدد ليكونوا «في مستوى ما يجسده هذا الاسم من معاني الاستقامة والالتزام، والثبات على المبادئ، والغيرة الوطنية الصادق، أوفياء لشعاركم الخالد: الله، الوطن، الملك».