مجتمع

عودة العالقين.. بالأحضان يا وطني

طه بلحاج الأربعاء 17 يونيو 2020
RETOUR MAROCAINS BLOUQÉS
RETOUR MAROCAINS BLOUQÉS

AHDATH.INFO

منذ 3 أسابيع بدأت طائرات مغربية تحط بعدة مطارات حاملة على متنها المغاربة العالقين بالخارج. السلطات المختصة بالشؤون الخارجية والجالية المغربية. وتندرج هذه العملية في صميم الاستراتيجية الشاملة المعتمدة بالمغرب طبقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس. وقارب عدد العائدين 2000 مواطن ممن فرض عليهم الحجر الصحي المكوث بالدول التي سافروا إليها للعمل أو السياحة.

وحطت، مساء أول أمس، ثلاث طائرات بمطار تطوان سانية الرمل قادمة من مطار إسطنبول بتركيا وعلى متنها 313 مغربيا، كانوا عالقين في ذلك البلد الأوروبي، وهي الرحلات التي تم الإعداد لها في إطار عملية إعادة المغاربة العالقين في الخارج بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وكان على متن هذه الرحلات الثلاث، التي كانت تقل على التوالي 102 و104 و107 من المواطنين المغاربة ممن كانوا عالقين بمختلف المدن التركية، حيث تمت مراعاة الظروف الإنسانية في تحديد المستفيدين من هذه العملية.

تدابير احترازية

جرت عملية إعادة العالقين على غرار العمليات التي سبقتها في احترام تام للتدابير الاحترازية والبروتوكول الصحي المعمول به، وذلك تحت إشراف المصالح المعنية بالمطار المذكور.

لدى وصولهم، قام المستفيدون من العملية، والذين كانوا يرتدون الكمامات الواقية، بالإجراءات الجمركية واستعادة أمتعتهم بطريقة سلسة ومنظمة، وفي احترام مسافة الأمان، كما توفر عدد من أجهزة توزيع المطهرات الكحولية بمرافق مطار سانية الرمل.

وانتقل المواطنون المغاربة على متن عدة حافلات نحو مؤسسات فندقية بالشريط الساحلي تمودا باي التابع لعمالة المضيق الفنيدق، حيث خضعوا لاختبارات الكشف عن كوفيد 19، وبدأوا في فترة العزل الصحي، وذلك في امتثال صارم للبروتوكول الصحي المعمول به، مع توفير كامل ظروف الراحة والعناية اللازمة.

وأكد مدير مطار تطوان سانية الرمل، حسن الليموني، أن المطار استقبل 3 رحلات جوية قادمة من مطار إسطنبول بتركيا في إطار عملية إرجاع المغاربة العالقين بالخارج، مبرزا أن العملية جرت في احترام تام للتدابير الاحترازية والبروتوكول الصحي المعمول به، وذلك بمشاركة كافة المتدخلين من السلطة المحلية والأمن الوطني والدرك الملكي والجمارك والأطر الطبية لوزارة الصحة. وأبرز أن المكتب الوطني للمطارات وضع مخططا لاستئناف الأنشطة المطارية في أحسن الظروف وتوفير ظروف استقبال سليمة وآمنة ومسار صحي للمسافرين لاسترجاع ثقة مختلف الأطراف في الخدمات المرتبطة بالنقل الجوي، متوقفا عند توفير أدوات التعقيم والحواجز الشفافة بمكاتب التسجيل والختم والتشوير لتحديد المسارات وترسيخ التباعد الاجتماعي.

وفي تصريحات للصحافة، أبدى عدد من المغاربة العائدين من تركيا سرورهم بالعودة إلى الوطن الأم، معربين عن شكرهم وامتنانهم لجلالة الملك محمد السادس، وأشاروا إلى أن رحلة العودة، التي امتدت حوالي خمس ساعات، جرت في ظروف جيدة، مشيدين في هذا الصدد بالجهود التي بذلتها المصالح القنصلية المغربية بتركيا وكافة السلطات المتدخلة بمطار تطوان سانية الرمل لضمان مرور العملية في أفضل الظروف.

إجراءات وقائية

وبمطار العيون، حطت طائرة قادمة من جزر الكاناري، حيث استفاد من العملية على الخصوص الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأشخاص المسنون والأطفال، إضافة إلى السياح في وضعية هشاشة.

وجرت العملية في احترام تام للإجراءات الوقائية وفي امتثال للبروتوكول الصحي المعمول به، وذلك قصد ضمان استقبال آمن ومطمئن لهؤلاء المسافرين، بإشراف من السلطات المختصة.

كما قام هؤلاء الأشخاص، من خلال وضعهم للكمامات الواقية، لدى وصولهم، بالإجراءات الجمركية واسترجاع أمتعتهم بطريقة سلسة ومنتظمة، في احترام لتدابير التباعد الاجتماعي، ومع استعمال موزعات المعقم الكحولي.

إثر ذلك، انتقل المواطنون المغاربة على متن حافلات معقمة نحو مؤسسة فندقية بمدينة العيون، حيث سيخضعون لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد، وسيوضعون في إطار العزل الصحي بهذه المؤسسة الفندقية وفقا للبروتوكول الصحي المعمول به.

وفي تصريحات للصحافة، أبدى عدد من المغاربة العائدين سرورهم بالعودة إلى الوطن الأم، معربين عن امتنانهم لجلالة الملك محمد السادس. كما أكدوا أن السفر تم في ظروف جيدة، منوهين بجهود القنصلية العامة للمملكة بلاس بالماس وعموم السلطات والمتدخلين في هذه العملية.

وحطت ثلاث طائرات تابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية قادمة من برشلونة بعد زوال الإثنين المنصرم بمطار وجدة أنجاد، كانت تقل على التوالي 106 و104 و108 من المواطنين المغاربة.

على إثر ذلك، انتقل المواطنون المغاربة على متن حافلات تم تعقيمها نحو مؤسسة فندقية بمدينة السعيدية، حيث سيخضعون لاختبارات الكشف كوفيد-19، وسيوضعون في إطار العزل الصحي بهذه المؤسسة الفندقية وفقا للبروتوكول الصحي المعمول به.

وتندرج هذه الرحلات تندرج في سياق مواصلة عملية إعادة المغاربة العالقين في الخارج، التي أطلقت منذ أزيد من أسبوعين، حيث تجري في ظروف جيدة وفي احترام للمعايير الصحية وتوصيات المنظمة الدولية للطيران المدني.

حجر صحي

كانت ثاني رحلات العالقين قد بدأت يوم الجمعة المنصرم لنقل المواطنين المغاربة الذين كانوا عالقين في إسبانيا في سياق إجراءات الحجر الصحي المرتبطة بتفشي جائحة فيروس كورنا المستجد انطلاقا من العاصمة مدريد في اتجاه المغرب على متن ثلاث رحلات جوية شملت 300 مواطن مغربي.

وكان الشطر الأول من هذا البرنامج قد انطلق، الأربعاء المنصرم، عبر ثلاث رحلات جوية انطلقت من مدينة مالقة في اتجاه أرض الوطن وعلى متنها 300 مواطن مغربي.
 وقالت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في إسبانيا، التي قامت بزيارة تفقدية للمغاربة الذين شملتهم هذه العملية بمكان تجميعهم بأرض المعارض (إفيما) وسط مدريد قبل نقلهم إلى المطار، إن هذه العملية التي تشرف على تنفيذها سفارة المملكة ومختلف القنصليات المغربية المتواجدة فوق التراب الإسباني بتنسيق وتعاون مع السلطات الإسبانية استفاد منها على الخصوص الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، أو أمراض مزمنة وكذا بعض المسنين والأشخاص الذين كانوا يتواجدون في وضعية صعبة والأطفال القاصرين.

وشددت سفيرة المغرب بمدريد على أن هذه العملية يتم تنفيذها وفقا لشروط السلامة الصحية للمواطنين خلال جميع المراحل التي تتطلبها مع توفير المستلزمات الطبية الوقائية لجميع المستفيدين، إلى جانب حصر عدد الركاب في الحد الأدنى من أجل احترام مسافة الأمان الصحية اللازمة بين المستفيدين سواء على متن الحافلات، التي تقلهم من نقطة التجميع إلى المطار أو على متن الطائرات. 
يذكر أن المصالح الصحية بالمطارات المذكورة حرصت على القيام بعدد من الإجراءات على مستوى المطار لاستقبال المغاربة القادمين، من بينها المراقبة الصحية لحالتهم، وقياس درجة حرارتهم ورصد الأعراض البادية عليهم.

مع العلم أن جميع القادمين سيخضعون لتحاليل كوفيد 19 للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا المستجد، وسيتم إبقاؤهم في الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم الصحية والبدنية قبل السماح لهم بالالتحاق بأسرهم، حيث تعتمد جميع هذه العمليات نفس البروتوكول الصحي.

يشار إلى أن هذه العمليات، التي جاءت على إثر مداخلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمام مجلس المستشارين، والتي أعلن خلالها الشروع في عمليات الإعادة، تندرج في صميم الاستراتيجية الشاملة المعتمدة في المغرب طبقا لتوجيهات الجلالة الملك محمد السادس.