بوابة الصحراء

المغرب/إفريقيا: أخوة الدم

بنعبد الله المغربي الأربعاء 24 يونيو 2020
00BAEAEC-CE63-4EAA-BA8C-4DA8538C30C4
00BAEAEC-CE63-4EAA-BA8C-4DA8538C30C4

AHDATH.INFO

للمغرب طريقته للتعبير عن تضامنه مع الشعوب الأخرى، وهي طريقة لاتشبه الطرق التي ينهجها الآخرون. المملكة تقرنالقول بالفعل، وتقدم كل مرة الدليل على أنها عندما تؤمن بشراكة ما فإنها تمضي في طريق تلك الشراكة حتى الختام

آخر دليل قدمه المغرب. على هذا الأمر خطوته تجاه إخوته وأقاربه الأفارقة في الدول الشقيقة والصديقة التي تشترك معنا في الانتماء إلى القارة ذاتها، والتي يعنينا مصيرها مثلما يعنيها مصيرنا، والتي نعرف منذ زمن بعيد أن الزهان عليها هو رهان على أنفسنا لأنها تنتمي للمكان الذي يوجد فيه جذرنا وعرقنا الأول وانتماؤنا الأساس

في جائحة كورونا الحالية قدم المغرب أولا درسا أساسيا وكبيرا يتعلق بتسبيق مصلحة شعبه وصحته على اقتصاده. قدم درسا ثانيا في المواطنة، وفي حث الناس على الالتزام بحماية وطنهم وأرواحهم وبلادهم. وقدم درسا ثالثا وهو يبتكر يوميا الحلول لمواجهة الوباء المستجد حتى أذهل دولا كانت تعتبر نفسها أفضل منه بكثير وأثبتت لها الجائحة التي مررنا منها أن المغرب لديه الكثير مما يمكن أن يقوله ويفعله

بعد الوطن، وبعد حماية المواطنين، أتى الوقت على لحظة الرد على الانتماء القاري.

إفريقيا التي نسيها العالم "المتحضر" أو كاد، والتي مثل الغربيون دور من لم ينتبهوا أصلا لوجودها لها علينا دين أساس، ومن سيؤدي هذ الدين غير البلد الذي ظل انتماؤه الإفريقي مسبقا على ماعداه منذ قديم القديم؟

طبعا لبى المغرب النداء ولم يقدم خطبا أو شعارات أو رسائل تضامنية. أرسل الأدوية والكمامات ووسائل الوقاية وكل ما يتوفر عليه لمواجهة الوباء العالمي الفتاك إلى إخوانه في أي دولة إفريقية استجابت للنداء المغربي وقالت "نعم أريد".

تلك خاصية البلدان العريقة. قد لا تكون غنية أكثر من القدر العادي، وقد لا تتوفر لها إلا مقدرات عادية وبسيطة لكنها تعرف أنها حين الأزمات ملزمة بأن تشارك ذلك القليل مع كل من يعنون لها شيئا وهاته القارة بالتحديد، أم الأرض، إفريقيا تعني لنا هنا في المغرب الشيء الكثير