آراء وأعمدة

وكالة أمنستي للاستخبارات العالمية

دافقير يونس الأربعاء 24 يونيو 2020
amnesty-740x330
amnesty-740x330

AHDATH.INFO

يحتاج المتتبع لكثير من التجاهل، حتى يقتنع بأن ما نقلته «الشروق أولاين» عن الرئاسة الجزائرية بكون إسرائيل تبني قاعدة عسكرية للمغرب في جرادة. هو مجرد صدفة أن يصدر في نفس التوقيت مع نشر منظمة «أمنستي» أن إسرائيل تتجسس على صحافي مغربي لصالح الدولة المغربية.

وسيحتاج هذا المتتبع لقدر أكبر من التجاهل حتى لايصدق أن «أمنستي» أدخلت حقوق الإنسان وحرية الصحافة في المغرب مضمار السباق التجاري بين كبريات شركات التجسس في العالم.

ليست هذه أول مرة نشكك فيها في نوايا «أمنستي» تجاه المغرب، وفي ارتباطات «أمنستي» التي تقترب من كل شيء إلا من المهنية في مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في العالم.

ومع ذلك، سنتجاهل هذه التصادفات العجيبة والغريبة، دون أن نتناسى أن الحروف تكتب من نفس المحبرة.

منذ سنوات ونحن في نفس النقاش مع منظمة العفو الدولية بشأن تقاريرها حول المغرب،  وطيلة هذه المدة ظل نقاشنا دائما في  في عيوب المنهجية في تقاريرها، وعدم وضوح المصادر ، وضعف الدقة في المعلومات وغياب توازن وجهات النظر.

وكان أنبياء الله الجدد في النضال الحقوقي المفترى عليه من بني جلدتنا يقولون لنا أن تقارير «أمنستي» كتاب مقدس، يتلونه بكثير من الخشوع، وجنون العشق.

وتركنا لهم ولا الضالين امين .وقلنا قد نكون بالغنا أو نحن مخطؤون في المنطلق والتقدير.

ومع ذلك. وحتى هذه الحدود، ومهما كانت الخلافات، بقينا في نطاق مناقشة امنستي كمنظمة عندنا عليها مؤاخذات، ولكن نقدر سمعتها التي ارتبطت، في عصرها الذهبي بحماية نضالات حقوق الإنسان.

واستغربنا من مناضلي حقوق الإنسان الجدد الذي يتلذذون بخرق سمعة بلدهم من أجل بناء شهرتهم الشخصية، ورزقهم أيضا.

ولا يهمهم أن يناقشوا تقارير «أمنستي» ويشككوا فيها، كما يناقشون ويشككون في كل ما هو مغربي يصدر عن مسؤول أو هيئة مغربية.

وقلنا لابأس، هي البداية كانت مع الأمم المتحدة، ثم مررنا إلى العولمة، وها نحن في مرحلة المواطن الكوني، ومن حق الناس أن تخضع ربما لحكومة «أمنستي» على أن تخضع لحكومة الرباط، وأن تكون تابعة لجنيف على أن تنضبط للرباط.

ولكن «أمنستي» لم تعد «أمنستي»، ولذلك كنا نستغرب دائما لماذا تلك الحدة الممنهجة والمبالغ فيها تجاه المغرب.

شيء ما كان قد بدأ يشير إلى أن لـ«أمنستي» أنشطة غير محايدة وغير مبدئية في العلاقة مع الدول.

وكانت حكاية الأموال الموجهة للتقارير.

والعيوب المقصودة في الاستنتاجات.

والإنتقاء المعيب في الحالات ونماذج التتبع.

وسمعنا قصصا غريبة عن التجسس على ثوار البلد من داخل اسرائيل.

وصارت «أمنستي» أضحوكة.

ومهزلة حقوقية تعيش أحلام زمن البروليتاريا والمجتمع الشيوعي بخطاب ليبرالي مغشوش.

ثم فهمنا الكثير فيما بعد، حين تفجرت اسرار الحروب التجارية بين شركات التجسس العالمية.

وأكد ذلك شبهات سابقة.

وعلمنا أن «أمنستي» صارت وكالة استخبارات دولية.

و«مناضلو حقوق الإنسان» الذي يتبعون لها هنا، أو عملاؤها «الحقوقيون»، صاروا ينافسون معها الموساد والكاجيبي والإف بي اي.

ومن حقنا بعد اليوم. ألا نناقش «أمنستي» وعصافيرها حقوقيا.

«أمنستي» ينبغي أن تناقش من هم في نفس مستواها وتكوينها وتخصصها : المخابرات العالمية.

ألم تقل لنا «أمنستي »إنها فككت خلية إسرائيلية في رأس أحد عملائها هنا في المغرب.

نعم قالت ذلك.

ونحن نصدقها، فهي مخابرات ومعلوماتها غير مخبولة كأتباعها.