مجتمع

المزارعات المغربيات باسبانيا يناشدن الملك لتسريع عودتهن إلى المغرب

فطومة نعيمي الاحد 05 يوليو 2020
No Image

AHDATH.INFO

ماتزال نساء الفراولة ببويلبا الاسبانية ينتظرن دورهن للعودة إلى المغرب ووفاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالوعد، الذي قدمه أمام البرلمان، وهو يقول أنهن سيحظين بالأولوية في عملية استقدام المغاربة العالقين بإسبانيا.

وناشدت المزارعات المغربيات المهاجرات بإقليم الأندلس الملك محمد السادس لأجل تسريع عملية عودتهن بالنظر إلى ظروفهن الاجتماعية المزرية بعد توقف العمل بمزارع الفراولة بالإقليم الإسباني بسبب جائحة كرورنا، التي أضرت بشكل عام بقطاع الفلاحة بإسبانيا وإنتاج الفراولة بشكل خاص . وكذلك، بعد أن انتهت مدة صلاحية تأشيرات الإقامة لهؤلاء المزارعات.

وتواصل نساء الفراولة المغربيات توجيه نداءات استغاثة للسلطات المغربية المعنية لأجل إجلائهن وهن يعرين عن واقعهن الهش بعد نفاد المال مع أغلبهن، اللواتي ازدادت حدة معاناتهن في ظل جائحة كورونا في غياب أي تواصل مع المصالح القنصلية المغربية بإقليم الأندلس .

وكانت نبهت  نائبة رئيسة فدرالية رابطة حقوق النساء، سميرة موحيا، إلى غياب التأطير والتواصل والمواكبة لفائدة المزارعات المهاجرات حيث قالت :" لقد تضاعف عدد المزارعات المغربيات  بشكل كبير بإسبانيا، ومن غير المنطقي أن يرسل المغرب عشرات الآلاف من النساء لدولة أخرى دون الحفاظ على تواصل بالمستوى المطلوب مع القنصليات، مع توفير آليات المواكبة والدعم".

وزادت الفاعلة الحقوقية والنسائية مؤكدة :"التواصل الحالي غير كافٍ رغم مجهودات الدولة، فتضاعف أعداد المستفيدات يَلزمُه تجويد وتحسين شروط العمل في ظروف جيدة، وحتى تعرف هؤلاء المغربيات أين يتوجهن، ومع من يتواصلن في حال حدوث أي مشكلة". و تضيف موحيا مستدركة :" لكن ما زاد الطين بلة هو تجاهل هؤلاء الفلاحات في ظل جائحة كورونا".

وكان المغرب قد أعاد مئات المغاربة العالقين في إسبانيا، خلال الأسبوع الأول من يونيو2020، على متن رحلات جوية انطلاقاً من منطقة الأندلس بالجنوب الإسباني، من بينهم بعض المزاراعات الموسميات لكن ما تزال المئات منهن عالقات .

وتربط المغرب باسبانيا، منذ عقدين الآن، اتفاقيات شراكة وتعاون اتفاقية شراكة بين، من جهة المغرب، وزارة الشغل والإدماج المهني ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وبين، من جهة اسبانيا، وزارة العمل والهجرة والضمان الاجتماعي، تسمح سنويا لما يناهز 20 ألفاً من المزارعات المغربيات بالتوجه، في إطار عقود موسمية، إلى حقول الفراولة والفواكه الحمراء بالأقاليم الجنوبية الإسبانية.

ويُشترط على الراغبات في العمل أن يكنَّ متزوجات، مطلقات أو أرامل، ولديهن أطفال، حتى يتم التأكد من عودتهن للبلاد بعد انقضاء موسم الجني، على أن تتراوح أعمارهن بين الـ30 والـ45.

وبالرغم من الظروف المعيشية الصعبة بحقول الفراولة الإسبانية، فإن المغربيات يقبلن على هذه العقود لأجل تجاوز ظروف اجتماعية أصعب ببلدهن الأم . وما يغري المزارعات المغربيات المهاجرات هو المقابل المرتفع والذي قد يصل إلى 35 أورو يوميا مقابل 8ساعات من العمل مقارنة مع ما قد يحصلن عليه بضيعات فلاحية مغربية.

وتصطدم المزراعات المغربيات المهاجرات بعدد من الإكراهات والصعوبات المعيشية من مثل عدم مجانية السكن حيث يدفعن ما قيمته3 أورو يومياً من أجل غرفة مشتركة تتقاسمُها 5 أو 6 عاملات، مع ضرورة دفع فواتير الماء والكهرباء. فضلا عن غياب أي مواكبة صحية أو طبية لهن في حال المرض أو أي مواكبة قانونية في حال حدوث مشاكل مع المشغل .

وكان قال  وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة،بمجلس المستشارين، أن الأولوية في عملية الإجلاء، التي شرع المغرب في مباشرتها لفائدة مواطنيه العالقين بالخارج، ستكون لإسبانيا نظرا لتصنيف عدد كبير من العالقين بها في "وضع هشاشة"، وكان خص الوزير حينها بالذكر المزارعات المغربيات الموسميات العاملات بالحقول الاسبانية.

وفي معرض توضيحه، أفاد بوريطة بعدم وجود  على جدولة زمنية تهم موعد إعادة العالقين المغاربة في كل بلد على حدة، واستدرك مؤكدا أن هناك برمجة تقنية لها علاقة بعمل القنصليات ومواعيد الطائرات واستعدادات المعنيين بالعودة، بالإضافة إلى ضرورة تدقيق الوثائق تفاديا لإقحام المهاجرين السريين في عملية إجلاء العالقين المغاربة بالخارج.