السياسة

هذه هي أسباب الهجوم على موقع "شوف تي في" !

AHDATH.INFO الأربعاء 08 يوليو 2020
Capture d’écran 2020-07-08 à 17.01.26
Capture d’écran 2020-07-08 à 17.01.26

ahdath.info

يتعرض موقع « شوف تي في » لحملة شعواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن هذا الموقع اختار مقاربة خاصة من نوعها للشأن المغربي، ولأنه يسير عكس التيار، ولأنه يحقق نجاحا لم يستطع أي موقع تقليدي في المشهد الصحافي المغربي أن يحققه.

أولا، يهمنا هنا أن نعبر عن تضامننا مع مدير الموقع الزميل ادريس شحتان ومع الطواقم المشتغلة معه. ادريس ليس نازلا بالمظلة على المشهد الصحفي المغربي. هو إبنه ومر من عدة تجارب مختلفة، وأدى من حريته ثمنا غاليا إذ أمضى سنة كاملة وراء القضبان، في الوقت الذي كان أغلب من يسبونه اليوم في الأنترنيت إما في أقسام الإبتدائي أو لم يكونوا قد ولدوا بعد.

ثانيا نختلف مع « شوف تي في » في كثير من الطرق لمخاطبة القارئ المغربي، مثلما نختلف مع كل المواقع والجرائد، ومثلما تختلف معنا كل المواقع والجرائد، وهذه هي خاصية وحسنة الاختلاف الأسمى : أن يكون الجميع في الميدان، وأن تتوفر لهذا الجميع الفرصة لتقديم قراءته هو للشأن المحلي، وألا نصادر حق أحد فينا في أن يعبر بطريقته، ووفق مايراه ملائما عن هذه الرؤية.

ثالثا، وهذا أهم ما في الحكاية، الكثيرون يستكثرون على « شوف تي في » النجاح الشعبي الذي حققته. الكثيرون في مجالنا الصحافي، وهو مجال مليء بكثير عقد وحسد وكمية كبيرة من البغضاء بين المنتمين إليه، لا يفهم كيف يستطيع موقع مثل « شوف » أن يحقق الرقم الهائل والمهول والخرافي ل 17 مليون مشاهدة يوميا.

هذا الحسد مشروع وعادي وإنساني، إذا بقي في مراحله الأولى أي مرحلة التنافس أو الغبطة والرغبة في الوصول إلى رقم مشابه. أما عندما يلجأ الكثيرون لمحاولة تقليد « شوف تي في » في الطريقة التي تصنع بها « البوز » ويفشلون  فشلا ذريعا، ويقررون العودة إلى قواعدهم غير سالمين، ويقررون مع هاته العودة سب الموقع إياه وشتمه والاعتقاد أنهم أخلاقيا يفوقونه بكثير، فهنا لايمكننا الاتفاق أبدا.

رابعا، وهذه أيضا ملاحظة مهمة: المشهد الصحافي المغربي كله يتعلم أبجديات الصحافة، ولقد ورثنا هاته المهنة عن أناس مارسوها دون أن يدرسوها هم « الآباء المؤسسون » من أهل الصحافة الحزبية مثلما قال الآخر. جاء بعد ذلك على الناس زمن التقوا فيه مع صحافة خاصة أو مستقلة أو أسمها ماتشاء، هي الأخرى تحاول أن تسير سير من سبقونا في العوالم المتحضرة في ميدان صاحبة الجلالة.

باختصار لا أحد يمكنه في المغرب اليوم أن يقول إنه يمارس صحافة راقية جدا وأن الآخرين يمارسون صحافة وضيعة. هذا القول إن قيل ينم عن جهل فظيع بالصحافة نفسها.

الكل يتعلم، ومادمنا غير قادرين في مكتوبنا على إقناع مايفوق المائتي ألف مواطن بقراءتنا، ومادمنا في إذاعاتنا لازلنا نعاني فوضى الحواس القاتلة، ومادمنا في أنترنيتنا لازلنا غير قادرين على التمييز بين الأجناس الصحافية، ومادمنا في تلفزيوننا قابعين في المرحلة الصفر من الإبداع، فلايحق لأحد أن يعطي دروسا لأحد على الإطلاق، ولا يحق لأحد أن يتعالم على أحد.

الكل يتعلم، والكل في الطور التحضيري من الأشياء. أدرسوا جيدا، تعلموا، طالعوا إقرؤوا كثيرا، شاهدوا كل الأشياء، وربما ننتقل جميعا بعدها إلى المستوى الثاني الابتدائي، وحينها لكل حادث حديث…

في انتظار ذلك كل التضامن مع الصحافي المقاتل ادريس شحتان وموقعه في وجه من لا ينظرون إلى نجاحهما معا بعين الرضا، ولايجدون طريقة للتعبير عن انعدام الرضا هاته إلا السب والشتم وبقية الأشياء…