أحداث ديكالي

راشيل مويال.. ابنة طنجة المدافعة عن قيم التسامح التي تربط المغاربة

طه بلحاج الاثنين 27 يوليو 2020
RACHEL MUYAL 1
RACHEL MUYAL 1

AHDATH.INFO

تركت المثقفة المغربية اليهودية راشيل مويال صاحبة مكتبة "الأعمدة"(لي كولون) الشهيرة في طنجة التي توفيت عن سن 87 سنة كتاب مذكرات صدر قبل أشهر من رحيلها بعنوان "ذاكرة طنجاوية". وتتحدث فيه عن تفاصيل حياتها ومسارها، وهو غني بالمعطيات حول التاريخ السياسي والثقافي والإجتماعي لمدينة البوغاز وحول عائلتها التي كانت تعتبر من أبرز رموز الطائفة اليهودية المثقفة في المغرب.

مثلما كانت "راشيل مويال" تدافع عن قيم التسامح التي تربط المغاربة، شكلت جنازتها المشيعة 28 يناير الماضي بالمقبرة اليهودية بيت ححايم بطنجة واحدة من أهيب الجنازات التي شيعها المغاربة لغير المسلمين من النشطاء والفاعلين والمؤثرين الذين صدقوا في حب طنجة، ودافعوا عن المدينة والوطن.

الكاتبة الطنجاوية راشيل مويل، واحدة من أبرز الناشطات الثقافيات في مدينة طنجة والتي جعلت من مكتبتها الخاصة في مدينة البوغاز عنوان للباحثين عن الأدب، القصة والشعر، وكانت مسؤولة عن مكتبة الأعمدة (Les Colonnes)، التي تحولت ملكيتها للفرنسي بيير بيرجيه Pierre Bergé، وصرحت السيدة راشيل أكثر من مرة لوسائل الإعلام بقولها "أنا طنجاوية قبل كل شيء، والناس عادة ما يسألونني: ماذا يعني أن تكون طنجاوياً"؟

وترى الكاتبة أن طنجة كان من الممكن أن تحتفظ بعد الاستقلال بوضعية المدينة الدولية المنفتحة كمنطقة حرة كما هو الحال في «هونغ كونغ» مثلا لو أنه تم تدبير الأمور بشكل أفضل حسب تعبيرها.

في 1949، أنشأت عائلة بلجيكية مكتبة “لي كولون” في قلب طنجة بشارع باستور لكنها صارت مع مرور الوقت مهددة بالإفلاس. فكانت راشيل مويال هي من أنقذها وتولت تسييرها منذ 1974. ونجحت في إعطاءها شهرة وإشعاعا كبيرا حتى أنها صنفت من بين أشهر المكتبات العالمية. وقد استضافت المكتبة وتعاملت مع كتاب مغاربة معروفين مثل الطاهر بنجلون ومحمد شكري وإدريس الشرايبي، ومع كتاب عالميين كانوا يزورون المدينة بكثرة مثل بول بولز وخوان غويستلولو وجيل كيبيل وغيرهم.