مجتمع

بطالة ومرض وتشرد .. مرصد حقوقي ينتقد لا مبالاة الحكومة بمصير مغربيات عالقات بسبتة ومليلية

سكينة بنزين الأربعاء 26 أغسطس 2020
مغربيات عالقات في اسبانيا
مغربيات عالقات في اسبانيا

AHDATH.INFO

بعد أن ضاقت بهن سبل العيش، كانت وجهتهن نحو سبتة ومليلية المحتلتين بحثا عن فرصة عمل ليعلن أسرهن أو أنفسهن. ضمنهن شابات وأخريات نساء متقدمات في العمر تجاوزن عتبة الستين التي تقتضي الدخول في مرحلة راحة، لكن غياب السند والمعيل دفعهن مجبرات للبحث عن لقمة عيش زادت تداعيات كورونا الثقيلة من مرارتها.

عددهن بالمئات، يشكل رفقة عدد من الرجال ما يقارب 700 عالقا ينتظر من يستجيب لنداءاتهم المعلقة دون تجاوب، " خمسة أشهر ولا أحد سأل عنا، قضينا رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى بعيدا عن أسرنا، مع أنه لا تفصلنا إلا أمتار من أرضنا" تقول إحدى المشتكيات في شريط مصور بالقرب من مخزن قصديري يجمع العشرات من المغربيات اللواتي يعانين حر الغربة، وحر الصيف داخل فضاءات تفتقر لأبسط شروط الحياة.

"الأجواء هنا غير إنسانية، والقصدير يجعل الحرارة لا تطاق، لذلك نقضي كل اليوم في الشارع ونضطر للنوم هنا، بينما تنام أخريات داخل خيام، كنت أرغب في العودة لأبنائي لكن لا أملك إمكانيات لإجراء الفحص وشراء تذكرة ب400 يورو" تقول إحدى السيدات التي ذهبت لسبتة بحثا عن عمل، قبل أن تجد نفسها تعاني البطالة لمدة خمسة أشهر بعيدا عن أسرتها، لا سند لها إلا نساء مثلها يتقاسمن ما يجود به بعض المحسنين.

الوضع أشد قسوة على النساء المتقدمات في السن اللواتي يعانين المرض، "تعبنا من الحديث للصحافة منذ أشهر، لا أحد يلتفت لنا أملنا أن يصل صوتنا للملك فنحن في حماه ولا ثقة لنا لا في العثماني ولا بوريطة .. لقد تعبنا من الانتظار والوعود .. شوفو من حالنا حشومة نعيشو هاد الوضع وحتى واحد مكيتفاعل معانا" تقول إحدى السيدات في تسجيل تناقلتهم مواقع محلية وصفحات تهتم بالشأن المحلي في مدن الشمال.

وارتباطا بالموضوع، جدد مرصد الشمال لحقوق الانسان، انتقاده لهذا الوضع الذي سلط عليه الضوء في مناسبات عديدة منذ إغلاق المغرب لحدوده كإجراء احترازي للحد من انتشار عدوى كورونا، مشيرا أن الحكومة المغربية لم تقدم أي توضيح حول الملف، "رغم أن العملية غير مكلفة سواء من الناحية المادية او اللوجيستيكية... مقارنة بقيامها باعادة ازيد من 32.000 مغربي ومغربية من مختلف بقاع العالم".

وطالب المرصد بالعمل على إعادة النساء فورا، بسبب ما يعانين منه من هشاشهة وفي ظروف اجتماعية ونفسية صعبة ..ورغم المناشدات التي اطلقتها النساء العالقات لإعادتهن منذ مارس الماضي، إلا إن الحكومة تستمر في وضع يديها على اذنها ، متجاهلة لتلك الدعوات وغير عابئة بحقهن في العودة"، يقول المرصد.