ثقافة وفن

عفاف برناني، من standard أخبار اليوم إلى The Washington Post

AHDATH.INFO الخميس 27 أغسطس 2020
unnamed-1
unnamed-1

AHDATH.INFO

كم جميل أن تتحول وترتقي، وقبيح اننا لم نعرف بقيمتك قبل قراءة مقال رأيك الأخير على الموقع الشهير  .The Washington Post

عذرا عفاف، واسمك من العفة التي لا تباع ولا تشترى.

عذرا لزمان جعلك تهربين متسللة من العدالة.

عذرا لأننا اكتشفنا أخطاء بالجملة ومغالطات كبيرة وتحريف وتزوير للوقائع، داخل مقالك، لكن مكانتك الجديدة كصحافية تعفيك من كل المغالطات، طبعا لأن الصحافية والصحافي أصبحا يملكان بطاقة بيضاء تتيح لهم فعل ما يريدون دون حسيب أو رقيب.

عذرا لأن بوعشرين لم يكتشف يوما موهبة ريشتك وتناغم أفكارك، ليمنحك رئاسة تحرير مجلته، عوض تركك في استقبال المكالمات والودائع والبلاغات الصحفية مرفوقة ب"كيفت" بسيط، أو ربما "مؤهلاتك الثقافية" أصابته بالهديان.

عذرا لأننا لم نقرأ يوما اسمك بين هيئة تحرير اليومية التي اشتغلت بها، أو ربما كنت أكبر من تزاحمي باقة من الصحفيين الضعاف. عذرا لأن "تيل كيل" و"لافي ايكو" و"ليكونوميست" لم يمنحوك الفرصة، و ربما لأن مستواك كان أكبر من أن تحشري أنفك بين صحفييهم.

عذرا لأننا لم نقرأ لك يوما مقال وجعلتنا ننتظر اطلالتك البهية على صفحات الواشنطن بوست.

بعد تقديم الأعذار ولو أننا لن نكفيك حقك، وجب تقديم الشكر.

شكرا للمعيطي الذي وثق في "مؤهلاتك الثقافية. "

المعيطي كان أنبه من الجميع وساعدك على الفرار وفتح صدره لك لأنه كان يعلم أنك صحافية كبيرة بالفطرة، هي فقط الفرصة التي لم تسمح لك بالنبوغ ودحر كل دخلاء المهنة في المغرب.

شكرا للمعيطي وللرفاق الذين آمنوا بمؤهلاتك وكانوا على يقين، أنه بعد تونس وجونيف والترافع باسم حقوق الإنسان و الدفاع عن بو20  والريسونيان، سيكون اسمك بين علية الصحافة الأمريكية.

شكرا للمعيطي، الذي حولك بقدرة قادر من نكرة إلى صحافية ينشر اسمها في اكبر المواقع.

شكرا لأنك جعلتني أغير رأيي حول اغتصاب عمر لزميلته، رغم أنه أقر ذلك بنفسه، في بياناته الرسمية على الفيسبوك أو أمام الشرطة القضائية.

شكرا لأنك طمأنتي خاطري وكل اعتقاداتي وتجاوزت كل الأعراف والقوانين واكدت أن الاغتصاب شيء عادي ولا حرج فيه، فقط إن كان أحد أطرافه صحافيا، أما إن كان الطرفين صحفيين فذلك "جماع تحرير"، عفوا اجتماع.

في الاخير،

عذرا لتكالب زمان أصبح في المغتصب مساند من طرف الجميع، والجمعيات الحقوقية والصحافة الدولية، وأصبحت الضحية هي من تتلقى اللوم والعتاب.

عذرا لزمان أصبحت فيه حقوق الإنسان وحرية التعبير تجارة مربحة.