AHDATH.INFO
جرعة زائدة كفيلة بإزهاق روح في غفلة من الجميع، و قبلها جرعة أخرى كفيلة بأن تضيف اسم صاحبها إلى لائحة المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسب، أو لائحة مرضى فيروس الالتهاب الكبدي "س"، لتصبح المعاناة بجرعة مضاعفة لمن جرفهم عالم الإدمان ومتاهاته المأساوية.
وفي محاولة لتسليط الضوء على هذه المخاطر تزامنا مع اليوم العالمي للوقاية من الجرعات الزائدة، الذي يصادف31 غشت 2020، التئمت "جمعية محاربة السيدا/ALCS"، و"الجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر المخدرات/ RdR Maroc" و"جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدراتAHSUD/"، لتخليد اليوم، انسجاما وبرامجها من أجل تقليص مخاطر الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسب وفيروس الالتهاب الكبدي "س"لدى الأشخاص مستعملي المخدرات بشراكة مع وزارة الصحة.
ونبهت الجمعيات الثلاث التي تعايش عن قرب معاناة المرضى وأسرهم التي يتجرع بعضها مرارة الفقد، بعد رحيل أحبائهم بسبب جرعة زائدة، من تداعيات جائحة كورونا التي وما رافقها من اجراءات احترازية انعكست بشكل مباشر على مستعملي المخدرات وجعلتهم عرضة للزجر وما يترتب عنه من حد للولوج لخدمات الحد من المخاطر المرتبطة باستعمال المخدرات، ما عرض بعضهم للموت بجرعة زائدة في ظل غياب ترياق Naloxone في أماكن الاستعمال، وأضافت الجمعيات في بلاغها الذي توصلت به موقع "أحداث أنفو"، أن وزارة الصحة لم تبلور آليات لرصد عدد الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة، خاصة في المناطق الشمالية.
ودعت الجمعيات إلى ضمان توزيع موسع لدواء نالكسون « Naloxone »لفائدة المتدخلين الميدانيين ولمستعملي المخدرات كآلية لانقاذ حياة المهددين بالجرعة الزائدة، إلى جانب خلق وحدة للتواصل والتدخل الاستعجالي مع اشراك ممثلي مستخدمي المخدرات.
وللإشارة فإن دواء نالوكسون Naloxone، عبارة عن مادة مضادة للمواد الأفيونية المكونة للمخدرات، كالمورفين، والهيروين، البثيدين، أو الكودائين، ويتم استعمال الدواء بشكل أساسي في حالات الطوارئ من قبل المسعفين، لإنقاذ ضحايات الجرعات الزائدة التي تعمل على عرقلة عمل الأجهزة العصبية والجهاز التنفسي مما ينتهي بالوفاة في وقت وجيز.
ويعمل الدواء الذي يطلق عليه وصف الترياق، من خلال عرقلة حركة المخدر على المستقبلات، حيث تعلق جزيئات دواء نالوكسون في المستقبلات لتمنع المخدرات من دورتها، مما يوقف الآثار القاتلة للجرعات الزائدة.