ثقافة وفن

"هندسة العبت " .. اول عمل روائي لمهندس الاتصالات علال الراضي

أوسي موح لحسن الأربعاء 02 سبتمبر 2020
20200901_132351
20200901_132351

Ahdath.info

 

نشر  مؤخرا علال الراضي اول عمل روائي له بعنوان "هندسة العبث" عن مطبعة الرباط نت،  وهو مؤلف من 168 صفحة من تقديم الشاعرة فاطمة العبدي.

المؤلف هو مهندس معلوميات، اختار خوض تجربة الإبداع الأدبي بنفس مغاير ومختلف ، ويقول أنها "مونولوغات بلا قواعد ولا ميدان"، ويهديها إلى ما سماه " أيام تبخرت وصارت دخان بدون رماد، إلى كل من آمن بعدميته حتى صارت عبثا أو فراغا..." أنها كما يقول "ترهات " كتبها ليتخلص منها.

وتقول الشاعرة فاطمة العبدي التي كتبت تقديم الرواية " هذه ليست قراءة أكاديمية بأدوات إجرائية،  هي فقط قراءة  هاوية انطباعية "، وتضيف " وانت تمسك الرواية /المونولوغ بين يديك اول ما سيثيرك هو الغلاف : رسم هندسي لمثل حاد الأطراف مما سيحيلك أن المحتوى مادة علمية تجمع بين الأشكال والخطوط الهندسية ، تحيلك أيضا على مهنة الكاتب كمهندس في مجال ما ، وهي أولى الحقائق،  الكاتب فعلا مهندس".

تأثر الكاتب ب زرادشت وكتب عن الفوضى في حياته وفي محيطه خاصة في المسارح (الحانات) التي يرتادها ، بل في العمل . لكن ابن الجبل الأمازيغي وابن الفقيه الحافظ للقرآن خط مسار حياته في مجال التكنولوجيا،  واستطاع أن يقوم بهندسة العبث بمفهومه الفلسفي كما تعلم من البير كامو .

كتب الراضي عن زرادشت قائلا " تبا لك يا زرادشت،  انا الذي كنت أبحث عن الحقيقة ووراء النجوم،  وقلت لي أبحث عنها في الأرض ، الأرض مملة وقاسية يا زرادشت،  لا مجال لخيالك،  تحكمك قوانينها وتضعك أمام الواقع.  يجب أن تملك الفوضى بداخلك كي تستطيع أن تلد نجمة راقصة قلتها لي يا زرادشت،  انا الآن احترق من الفوضى".

هندسة العبث ليست عملا روائيا عاديا، فرغم النفس السردي والوصفي للأماكن والأشخاص ، لكن يمكن للقارئ الإبحار في ليس فقط في عالم الأدب والأدباء بل الفلاسفة والابستيمولوجيا العلمية، فقد اختار الروائي أسلوبا أدبيا رفيعا لكن بنفس معرفي يمكن قارءها من اللقاء بعلماء من شتى أصناف العلوم والتعرف عليهم بل الاطلاع على نظريات رياضية وفيزياءية.  كل ذلك في عبث هندسي متناسق .