ثقافة وفن

الإرهابيون...هؤلاء الحمقى الذين يقتلوننا !

عن جريدة "الأحداث المغربية" الثلاثاء 03 نوفمبر 2020
A73CF4D7-61B6-43EA-BA6A-B0354D30878D
A73CF4D7-61B6-43EA-BA6A-B0354D30878D

AHDATH.INFO

وبعد فرنسا جاء الدور على النمسا، لتكتويبجهل من يقولون إنهم يريدون الدفاع عن الدينالإسلامي، قبل أن نكتشف المرة بعد الأخرىأنهم أسوأ على هذا الدين من أكثر أعدائهشراسة وعداء.

النمساويون اليوم حائرون يتساءلون : ماذا فعلنا لهم لكي يروعوننا بهذا الشكل.

هذا البلد بالتحديد له مواقف مشرفة من كل قضايا العرب والمسلمين منذ قديم الزمن، وهو بلد يعيش عقدة نفسية كبرى لأنه هو الذي أخرج النازي الخطير أدولف هتلر إلى الوجود، لذلك يفعل كل مابوسعه لكي يتفادى الوقوع في الأخطاء التاريخية التي شكلت عقدته هاته، ومن ضمن مايتفاداه أنه يفضل عدم حشر أنفه في القضايا البعيدة عنه، ويفضل البقاء على المسافة ذاتها من الحياد تجاه الجميع إن لم يكن قادرا على إعلان نصرة هاته الجهة أو تلك..

لذلك بدا المشهد المروع الذي عاشته واحدة من أجمل عواصم أوربا فيينا التي اعتبرتها أسمهان ذات أغنية خالدة روضة من رياض الجنة، مشهدا لاعلاقة له بالوقت الذي نحياه، ولا علاقة له بالتحضر الذي دعا إلى الإسلام منذ قرون طويلة وأتى جاهلون أميون لكي ينسفوه، ولاعلاقة له بكل ماتؤمن به الإنسانية المتحضرة من مبادئ ومن شعارات.

ويحق فعلا اليوم للقوم في أوربا أن يخشونا، وأن يروا فينا بعبعا مخيفا لا يزرع إلا الموت والرعب والإرهاب أينما حل وارتحل. مثلما يحق للقوم في أوربا وفي أمريكا وفي الغرب كله أن يروا أننا غير قادرين بالفعل على الانخراط في عالم اليوم، وغير مستعدين للاندماج في مبادئه الكونية، وأننا قررنا عن اختيار وقناعة البقاء على قارعة التاريخ وعلى قارعة الحضارة وعلى قارعة الجغرافيا وعلى قارعة التقدم وعلى قارعة كل شيء.

نعرف أن عددا كبيرا من المسلمين الذين يعيشون في أوربا في سلام سيتضررون من هاته الجهالة العمياء التي تضربهم هم أولا قبل أن تضرب الدول المستهدفة، ونعرف أن ديننا بريء من القراءة الإخوانية المتطرفة هاته، ونعرف أننا نؤدي ثمن الجهل المركب السائد في البلاد وعلى العباد، ونعرف أن القادم لن يكون إلا أصعب بين مطرقة هذا الجهل الداخلي وبين سندان هذا الإرهاب الخارجي وبين كل الموبقات…

نعرف كل هذا ويزيد ونعرف أننا نسيء لديننا أكثر مما يسيء له أشرس أعدائه وقديما قالها المأثور ولا يسعنا إلا أن نصدقه : اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم

حفظنا الله وإياكم من أصدقاء السوء هؤلاء المحسوبين على هاته الجلدة اللعينة والمسكينة المسيئين لدين الرحمة آناء الليل وأطراف النهار وكفى